بوتين يؤيد اندماج روسيا وبيلاروسيا في دولة واحدة

قال إنه على شعب بيلاروسيا أن يناضلوا من أجل ذلك

TT

أعلن رئيس الحكومة الروسية، فلاديمير بوتين، أمس، أنه يؤيد اندماج روسيا وبيلاروسيا في دولة واحدة، وذلك خلال لقاء مع حركة شبابية مؤيدة للسلطة.

وردا على سؤال لأحد المشاركين حول إمكانية إقامة دولة تضم الدولتين، كما كان الأمر «خلال وجود الاتحاد السوفياتي»، أجاب بوتين: «هذا ممكن، ومرغوب جدا به، ويعتمد بشكل أساسي على رغبة شعب بيلاروسيا». بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وردا على كلام بوتين قال طارح السؤال إن الشعب البيلاروسي يرغب في ذلك، فقال له بوتين: «إذا كان الأمر كذلك فعليكم أن تناضلوا من أجل ذلك». وكانت روسيا وبيلاروسيا أنشأتا عام 1997 نوعا من اتحاد بين البلدين. إلا أن تقاسم السلطة بين البلدين داخل الاتحاد الروسي - البيلاروسي لم يحدد بعد، كما لم يتم تشكيل أي هيئة توحيدية. ويجمع بين روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان اتحاد جمركي.

وتعاني بيلاروسيا ذات الاقتصاد الموجه من أزمة مالية خانقة هي الأخطر منذ وصول ألكسندر لوكاشنكو إلى السلطة قبل 17 عاما. وتتمثل هذه الأزمة خاصة بعجز تجاري ضخم ونقص حاد في العملات الأجنبية.

وحصلت مينسك في يونيو (حزيران) الماضي على قرض بـ3 مليارات دولار يسدد خلال 3 سنوات من روسيا وشركاء آخرين من دول الاتحاد السوفياتي السابق، من المفترض أن يساعد بيلاروسيا على الخروج من أزمتها المالية هذه التي تعاني منها منذ أشهر. إلا أن موسكو اشترطت لدى مشاركتها في هذا القرض على بدء العمل في بيلاروسيا على الخصخصة.

وفي حال الخصخصة فإن الشركات الروسية ستكون في طليعة المهتمين، خصوصا أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يفرضان عقوبات على مينسك بسبب قمع النظام للمعارضة، حيث سجن عدد من قادتها بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

من جهة أخرى، اتهم بوتين الولايات المتحدة بأنها «تتطفل» على الاقتصاد العالمي من خلال تجميعها الديون الهائلة التي تهدد النظام المالي العالمي.

وقال بوتين أمام تجمع شبابي مؤيد للكرملين في وسط روسيا إن الولايات المتحدة «بلد يعيش على الديون، ولا يعيش ضمن إمكانياته، ويحيل بثقل المسؤولية على الدول الأخرى ويتصرف بشكل من الأشكال مثل الطفيليات». ولمح إلى أن واشنطن ربما فكرت في إعلان التخلف عن السداد لإضعاف الدولار «وخلق ظروف أفضل لتصدير بضائعها». وأضاف: «ولكن كان لديهم ما يكفي من المنطق والمسؤولية» لتجنب حدوث ذلك.

وقد توصل الرئيس الأميركي باراك أوباما والكونغرس في اللحظة الأخيرة مساء أول من أمس إلى اتفاق لرفع سقف الدين يحول دون تعثر أميركي كان سيتسبب بكارثة للاقتصاد العالمي. وقال بوتين: «إذا واجهت الولايات المتحدة مشاكل في أنظمتها، فإن ذلك يؤثر على الجميع.. يجب أن تكون هناك عملات احتياط أخرى» إلى جانب الدولار.

وأضاف بوتين أن الاتفاق حول الدين الذي أعلنه أوباما «لم يكن عظيما بشكل عام، ولكنه يؤجل تبني حل أكثر منهجية».

وقال مسؤول أميركي كبير طالبا عدم الكشف عن اسمه إن الاتفاق الذي أعلن الأحد يرفع سقف الدين العام الفيدرالي بمقدار 2100 مليار دولار على الأقل ويخفض النفقات بمقدار 2500 مليار على مرحلتين.

وكان تعثر المفاوضات لأسابيع وضع الحكومة الأميركية على شفير التعثر في تسديد مستحقاتها.