قال ممثل حكومة إقليم كردستان في طهران إن وقف الهجمات الإيرانية على أراضي إقليم كردستان مرهون بوقف حزب «بيجاك» الكردي المعارض لإيران لنشاطاته العسكرية عبر الحدود، مشيرا إلى أن «هناك اتفاقا سابقا بين حكومة إقليم كردستان العراق والأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وعصبة الشغيلة (كومةلة) يقضي بوقف جميع الأنشطة العسكرية للحزبين والاكتفاء بإقامة مقرات سياسية داخل إقليم كردستان، ومن الممكن أن ينضم حزب بيجاك إلى ذلك الاتفاق ليحافظ على شرعية وجوده داخل الإقليم».
ووجه ناظم عمر ممثل حكومة الإقليم في طهران اتهامات واضحة أثناء لقائه بصحيفة «روداو» الكردية المحلية إلى حزب بيجاك بشن مقاتليه الهجمات العسكرية ضد القوات الإيرانية وقال «هم يقولون إنهم لا يمارسون أي نشاطات عسكرية على الحدود، ولكن هناك من يقتلون في مدن باوة وكامياران وبوكان، وهذه العمليات هي نشاطات عسكرية من الحزب، فإذا أرادوا أن يوقفوا الهجمات الإيرانية، عليهم الانضواء تحت الاتفاقية التي وقعتها أحزاب كردية إيرانية معارضة أخرى مع حكومة الإقليم في السابق، والتي تقضي بوقف نشاطاتهم العسكرية والاكتفاء بالنشاطات السياسية داخل الإقليم».
وفي اتصال مع رئيس حزب بيجاك عبد الرحمن حاجي أحمدي أكد لـ«الشرق الأوسط» في تصريح عبر الهاتف من مكتبه بألمانيا أن «حزبه على استعداد لإلقاء السلاح والعودة إلى إيران لممارسة نشاطاته السياسية إذا تلقى ضمانات من الجانب الإيراني بعدم التعرض له وإقامة مقراته داخل المدن الإيرانية لممارسة العمل السياسي بحرية، وأن تحقق المطالب الكردية السياسية». وأضاف أحمدي «نحن كحزب سياسي نريد أن نمارس العمل السياسي داخل بلدنا، وإذا توفرت هذه الإمكانية فنحن مستعدون لإلقاء السلاح وأن نمارس النشاط السياسي من داخل إيران وليس في إقليم كردستان، نحن ملزمون بالنضال داخل بلدنا وليس داخل أراضي الإقليم».
وأشار رئيس حزب بيجاك إلى أن «مقاتلي حزبنا يمارسون نشاطاتهم العسكرية داخل الأراضي الإيرانية وليس إقليم كردستان، وتواجدنا في الإقليم ينحصر في جبل قنديل، وهو لم يكن ملكا لا لصدام حسين (الرئيس العراقي الأسبق) ولا شاه إيران (رضا بهلوي) ولا الخميني (مؤسس الجمهورية الإسلامية)، وكذلك ليس ملكا للحكومة التركية أو أي أحد آخر، وإلى حين تحقيق مطالبنا المشروعة بحل القضية الكردية فإن جبل قنديل سيكون مركز نشاطنا ونضالنا القومي جنبا إلى جنب جميع القوى الكردية المعارضة لإيران وتركيا».
وكشف أحمدي أن «حزب بيجاك لم يكن بادئا بالقتال، بل إن إيران هي التي هجمت علينا، وقد جمعت أكثر من خمسين ألفا من قوات الباسيج على الحدود مع إقليم كردستان، نحن ندافع عن أنفسنا في إطار حق الدفاع المشروع، وهو حق طبيعي، وسنواجه التهديدات الإيرانية في هذا الإطار».
يذكر أن السفير الإيراني في بغداد حسن دانائي فر سبق أن أدلى بتصريحات صحافية إلى وسائل الإعلام الإيرانية أكد فيها «أن من حق إيران أن تقصف المناطق الكردستانية لوقف هجمات حزب بيجاك عليها التي تنطلق من إقليم كردستان» مشيرا إلى أن «حزب بيجاك يستخدم أراضي العراق لشن هجماته علينا، ومن حقنا أن ندافع عن أنفسنا ونرد على تلك الهجمات».
وفي سياق متصل، أفادت وسائل الإعلام الإيرانية أن القوات المسلحة الإيرانية قتلت أمس 3 «متمردين» أكراد أحدهم تركي الجنسية، نسبت إليهم مسؤولية تفجير أنبوب غاز بين إيران وتركيا الجمعة.
وقال محافظ ماكو حميد أحمديان إنه «منذ انفجار صباح الجمعة تمت تعبئة كافة قوات الأمن فقتل هذا الصباح (أمس) ثلاثة مسؤولين عن الانفجار وجرح أربعة آخرون»، وأضاف «قتل زعيم المجموعة الإرهابية وهو مواطن تركي اسمه جميل وشخصان آخران»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وأفاد أحد مواقع التلفزيون الرسمي استنادا إلى «مصدر مطلع» أن «المتمردين» ينتمون إلى بيجاك (حزب الحياة الحرة الكردستاني) الانفصالي المسلح الكردي الإيراني.
وقد ألحق الانفجار الذي وقع صباح الجمعة أضرارا بأنبوب الغاز الذي يصل إيران بتركيا وتسبب في انقطاع تسليم الغاز الإيراني إلى تركيا 24 ساعة.