رئيس الأركان الأميركي في بغداد عشية اجتماع مهم للقادة العراقيين

طائرة مولن القادمة من أفغانستان تحط في الموصل.. وبحث التمديد للقوات يتصدر مباحثاته

TT

بدأ مسؤول عسكري أميركي كبير زيارة إلى العراق أمس عشية اجتماع للقادة العراقيين لاتخاذ موقف من إمكانية الطلب من القوات الأميركية تمديد فترة بقائها إلى ما بعد موعد الانسحاب المقرر بنهاية العام، حسبما أعلن مصدر عسكري.

وحطت طائرة رئيس هيئة الأركان الأميرال مايكل مولن في قاعدة عسكرية أميركية قرب مدينة الموصل شمال البلاد بعد زيارة استمرت يومين لأفغانستان. وتأتي زيارة مولن للعراق أيضا قبل مغادرته منصبه في أكتوبر (تشرين الأول). وأكد الضابط الأميركي جوزيف لاروي لوكالة الصحافة الفرنسية وصول مولن إلى الموصل (350 كلم شمال بغداد)، من دون أن يقدم أي تفاصيل حول طبيعة الزيارة ومدتها.

ولا يزال الجيش الأميركي ينشر نحو 47 ألفا من جنوده في العراق، علما أنه يتوجب على هؤلاء أن ينسحبوا بالكامل من البلاد نهاية العام الحالي وفقا لاتفاقية أمنية موقعة بين بغداد وواشنطن. ويضغط المسؤولون الأميركيون على نظرائهم العراقيين لدفعهم نحو تحديد موقف من إمكانية الطلب من القوات الأميركية إبقاء عدد من جنودها إلى ما بعد نهاية العام.

ومن المقرر أن يعقد القادة العراقيون اليوم اجتماعا في منزل الرئيس العراقي جلال طالباني لبحث هذه المسألة. وفيما يبدو أن تمديد الاتفاقية الأمنية بين الولايات المتحدة والعراق مستبعد إلا أن رئيس الوزراء نوري المالكي أقر أمام البرلمان السبت الماضي بوجود حاجة لمدربين أميركيين، وهو ما أكده أيضا وزير الخارجية هوشيار زيباري. وحذر مسؤولون أميركيون الحكومة العراقية من أنه إذا لم تبت في الأمر سريعا فسيصعب تغيير خطة الانسحاب الأميركي وستكون أكثر تكلفة. ونقلت وكالة «رويترز» عن مولن قوله إنه سيثير القضية مع الزعماء العراقيين خلال زيارته.

من ناحية ثانية، قال مولن للصحافيين قبل وصوله إلى الموصل إن الهجمات التي تشنها ميليشيات عراقية تدعمها إيران على القوات الأميركية انخفضت بشدة بفضل العمليات العسكرية الأميركية والعراقية والجهود السياسية لبغداد. ولم يقدم مولن تفاصيل الخطوات المحددة التي اتخذت ردا على موجة من الهجمات جعلت من شهر يونيو (حزيران) أكثر الشهور دموية للقوات الأميركية في العراق منذ عام 2008. وأضاف مولن «فعلنا هذا. قوات الأمن العراقية فعلت هذا. الزعماء السياسيون تعاملوا مع الأمر. ولذلك شهدنا خلال الأسبوعين أو الثلاثة الماضية انخفاضا ملموسا (في العنف)».

وتابع «أنا في حالة انتظار لأرى ما إذا كان يمكن أن يكون هذا مستديما». وقتل 14 جنديا أميركيا في يونيو وأرجع مسؤولون أميركيون معظم الخسائر في الأرواح إلى هجمات صاروخية شنتها ميليشيات شيعية تسلحها إيران.

وكان وزير الدفاع الأميركي الجديد ليون بانيتا قال خلال رحلة لبغداد يوم 11 يوليو (تموز) إن الولايات المتحدة ستتخذ من جانب واحد كل الإجراءات الضرورية للتعامل مع المخاطر التي تهدد القوات الأميركية في العراق من جانب الميليشيات الشيعية التي تسلحها إيران.

إلى ذلك، أعلنت مصادر رسمية عراقية أمس أن 259 عراقيا قتلوا وجرح 453 آخرون في أعمال عنف في يوليو الماضي في ثاني أعلى رقم للضحايا خلال شهر واحد هذا العام، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وقتل خمسة عسكريين أميركيين في يوليو ما يرفع إلى 4474 عدد العسكريين الأميركيين الذين قتلوا منذ الغزو الأميركي للعراق في 2003 الذي أدى إلى الإطاحة بنظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية بالاستناد إلى موقع إلكتروني.

وفي تطورات أمنية أخرى أوردتها وكالة «رويترز»، قالت وزارة الكهرباء في بيان أمس إن انفجار قنبلة ثبتت في سيارة أحد موظفيها أدى إلى إصابة اثنين من أبنائه أول من أمس في منطقة البياع جنوب غربي بغداد. وفي الحلة، قال مصدر في الشرطة المحلية إن مسلحين قتلوا سائق سيارة أجرة مستخدمين أسلحة مزودة بكواتم للصوت في ساعة متأخرة من ليل الأحد في وسط هذه المدينة الواقعة على بعد 100 كيلومتر إلى الجنوب من بغداد. كما قال مصدر في الشرطة المحلية إن جنديا عراقيا أصيب حين انفجرت قنبلة مثبتة في سيارته في الإسكندرية على بعد 40 كيلومترا إلى الجنوب من بغداد.