كردستان: تحركات مكثفة لاستئناف مفاوضات المعارضة والسلطة

قيادي إسلامي لـ «الشرق الأوسط» : مراسم عزاء والدة رئيس الإقليم هيأت أجواء إيجابية

TT

بعد الانفراج الذي حصل في علاقات أحزاب السلطة والمعارضة خلال مشاركة قادة المعارضة في مراسم عزاء والدة رئيس إقليم كردستان التي هيأت الأجواء لانطلاق مبادرات مشجعة من حزبي السلطة باتجاه الانفتاح مجددا على المعارضة، منها زيارة القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني أدهم بارزاني إلى رئيس المعارضة نوشيروان مصطفى، ولقاء نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني كوسرت رسول علي بأمير الجماعة الإسلامية علي بابير، تجري الآن تحركات مكثفة نحو معاودة المفاوضات بين أحزاب السلطة والمعارضة بعد توقفها لعدة أسابيع.

وكشف المتحدث الرسمي باسم الجماعة الإسلامية عبد الستار مجيد عن «أن وفدا من أحزاب السلطة سيلتقي في غضون الأيام المقبلة بأطراف المعارضة من أجل الدفع نحو استئناف المفاوضات المتوقفة واستكمال المحادثات بشأن الشروع بالإصلاحات المطلوبة». وقال مجيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «مراسم عزاء السيدة حمايل خان هيأت فعلا أجواء إيجابية من خلال تجمع عدد كبير من قادة الأحزاب والقوى الكردستانية وتبادل الأحاديث الودية بينهم، وعلمنا أن هناك وفدا تم تشكيله من قبل أحزاب السلطة سيبدأ في غضون الأيام القليلة المقبلة جهوده مع أطراف المعارضة من أجل استئناف المحادثات المتوقفة، ونحن من جهتنا نرحب بتلك الجهود ونأمل أن نصل إلى نتيجة مرضية تنهي الأزمة السياسية الحالية بكردستان».

وحول الشروط التي تطرحها أحزاب المعارضة لاستئناف المحادثات، قال المتحدث باسم الجماعة الإسلامية «هي نفس الشروط التي تقدمنا بها سابقا، وهي تنفيذ المطالب الأساسية للمعارضة وللشارع الكردي، ودعني أصارحكم القول بأن الكثير من المطالب التي تقدمنا بها هي مطالب ممكن تلبيتها بمجرد صدور قرار من رئيس الإقليم أو رئيس الحكومة، خاصة المطالب الآنية، وهناك مطالب نحن نعلم أنها تحتاج إلى بعض الوقت وإلى تشريعات أو تعديلات قانونية لسنا مستعجلين عليها، ومن الممكن أن تنفذ في مراحل لاحقة، المهم أن نلمس نحن أطراف المعارضة خطوات فعلية من أحزاب السلطة لتنفيذ المشروع الإصلاحي لكي نطمئن على حسن نواياها، فعلى سبيل المثال هناك الكثير من المطالب التي يمكن تنفيذها فورا للتعبير عن تلك النوايا الحسنة، منها مثلا إحالة المتسببين بقتل المتظاهرين إلى المحاكم، أو إعادة المفصولين السياسيين أو الذين تم نقلهم من وظائفهم تعسفيا، أو حتى إعادة صرف الميزانيات المتوقفة لأحزاب المعارضة، هذه المسائل لا تحتاج إلى تشريعات أو مناقشات برلمانية، بمجرد صدور قرار من رئيس الإقليم أو رئيس الحكومة تحل هذه المسائل وتطمئن نفوسنا بأن السلطة بدأت فعلا في الشروع في تلبية مطالب الشعب والمعارضة».

ونوه القيادي الإسلامي بأن «المعارضة ليست لديها شروط تعجيزية لاستئناف المفاوضات، فنحن ندرك أن علينا أن نتجاوز هذه المرحلة وننهي الأزمة السياسية في الإقليم لكي تنصرف الجهود جميعا نحو البناء والاستقرار السياسي، ولا نريد أن تطول الأزمة الحالية أكثر من ذلك وتتجه الأحداث بما لا يرضي شعبنا ووضعنا في الإقليم، لذلك نسعى دائما نحو الاتفاق على المشروع الإصلاحي الموحد الذي ينهي الأزمة في كردستان، ونحن في الأساس لا نطلب الكثير، حتى أحزاب السلطة أشارت في بيانها المشترك إلى مشروعية مطالب المعارضة، وأبدت استعدادها لتنفيذها، والمطلوب حاليا هو تنفيذ تلك المطالب التي تعترف أحزاب السلطة بشرعيتها، وفي المرحلة الثانية سيتم التفاوض على بقية المطالب التي تحتاج إلى آليات محددة لتنفيذها».

يذكر أن رئيس الإقليم مسعود بارزاني دعا في رسالة شكر وجهها إلى أبناء شعبه بمناسبة انتهاء مراسم العزاء برحيل والدته إلى توحيد الصف الكردي من أجل تحقيق السلام والاستقرار في كردستان، وفي هذا الإطار التقى القيادي في حزبه أدهم بارزاني برئيس حركة التغيير المعارضة نوشيروان مصطفى في منزله بالسليمانية، فيما التقى كوسرت رسول بأمير الجماعة الإسلامية علي بابير لتحريك المفاوضات المتوقفة منذ عدة أسابيع بغية الخروج من الأزمة السياسية الحالية بكردستان.