في الوقت الذي اعتبر فيه نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الخدمات صالح المطلك أن بناء ميناء مبارك الكويتي في مكانه الحالي يعتبر استفزازا للعراقيين فقد دخل هذا الميناء طرفا في الصراع الدائر بين مجلس الأمناء في شبكة الإعلام العراقي وبين مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على خلفية اتخاذ مجلس الأمناء قرارا بعزل رئيس تحرير صحيفة «الصباح» شبه الرسمية عبد الستار البيضاني على أثر نشره مقالات ومعلومات اعتبرها بعض أعضاء المجلس بأنها تسيء للعلاقات العراقية - الكويتية.
وقال بيان صادر عن مكتب المطلك تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه قوله لدى لقائه شيوخ ووجهاء عشائر البصرة، إن «بناء ميناء مبارك في مكانه المحدد هو محاولة لاستفزاز العراق ليس إلا». لكن المطلك دعا إلى «عدم الاستجابة للاستفزازات التي تصدر من بعض البرلمانيين وأعضاء الحكومة الكويتية». وأضاف البيان عن المطلك قوله «نحن ننظر إلى الكويتيين على أنهم أحباؤنا وأشقاؤنا، وليس لدينا استعداد لكي نرعب أي امرأة كويتية كما حصل سابقا»، مشيرا إلى أن «العراقيين يتألمون كثيرا من محاولات الأذى التي تصدر من الجانب الكويتي». وفيما أعرب المطلك عن أمله في أن «يسهم الشعب الكويتي بالضغط على الذين يحاولون إشعال نار الفتنة بين الأشقاء» فقد انتقد «عدم التعاون الذي أبداه الكويتيون في مسألة الديون المترتبة على العراق». وفي السياق نفسه أكد المطلك أنه يقف بحزم «تجاه أي محاولة لتوسيع التعاون مع الدول التي تحاول إيذاء العراق».
ويأتي بيان المطلك في وقت يستعد فيه المالكي لإرسال لجنة عراقية إلى الكويت لبحث قضية ميناء مبارك ومدى تأثيره على الجانب العراقي. وكانت الحكومة العراقية طلبت من نظيرتها الكويتية الأسبوع الماضي إيقاف بناء ميناء مبارك ريثما يتم التأكد من كونه يضر بالعراق أم لا وهو الطلب الذي رفضته الكويت على الفور.
على صعيد متصل، ألغى المالكي قرارا أصدره مجلس أمناء شبكة الإعلام العراقي بعزل الصحافي عبد الستار البيضاني عن رئاسة تحرير صحيفة «الصباح» الممولة من المال العام. وقال البيضاني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «مجلس أمناء شبكة الإعلام صوت على إقالتي من منصبي وعودتي إلى عملي كموظف في وزارة الثقافة لكن لم يصدر أمر بهذا الشأن من قبل الجهة التنفيذية وهو مدير عام شبكة الإعلام». وأضاف البيضاني أن «الأمر لم يتوقف عند هذه الحدود حيث هناك ملابسات وتداخلات كثيرة بشأن هذا الموضوع ويتضح أن هناك مؤامرة متعددة الجوانب والجهات ضدي، علما أنني لم أقف ولن أقف إلا في إطار مصلحة بلدي التي هي الأهم عندي». وأوضح البيضاني أنه «في حال صدور أمر من مدير عام الشبكة سوف أنفذه لكنني أبلغت من مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي أن أستمر في عملي ولا أنفذ أي أمر ريثما يتم التحقيق بالموضوع». وكشف البيضاني عن أنه «لا يتلقى أي مرتب جراء تكليفه برئاسة تحرير الجريدة الرسمية للدولة إلا ما يتقاضاه كموظف في وزارة الثقافة»، معتبرا أنه «سوف يواصل عمله بكل حيادية ومهنية وأنه لا يستهدف أحدا بعينه، وأن ما عمله بصدد ميناء مبارك كانت كتابات ومعلومات بعلم الجميع وليس فيها ما يشكل إساءة بأي معنى من المعاني». وكانت الصحيفة نشرت خرائط ووثائق لدعم الرأي القائل بأن بناء ميناء مبارك في موقعه الحالي يضر بمصلحة العراق.