بارزان تستعيد ذكرى أبنائها الذين قضوا في حملة الأنفال

برهم صالح في كلمة: المطلوب تعريف الجريمة كإبادة شاملة على المستوى الدولي

TT

بحضور رئيس الحكومة برهم صالح ومشاركة شعبية ورسمية واسعة استعادت منطقة بارزان بإقليم كردستان العراق أول من أمس الذكرى السنوي الـ28 لأنفال البارزانيين، وهي الحملة العسكرية التي نفذها النظام العراقي السابق بحق العشيرة البارزانية خلال عام 1983 وأودت بحياة ثمانية آلاف من أبناء العشيرة بمن فيهم عدد كبير من أفراد عائلة رئيس الإقليم مسعود بارزاني.

وألقى برهم صالح كلمة في المراسم أكد خلالها أن «تجمعنا اليوم في منطقة بارزان التي أصبحت رمزا للنضال والفداء من أجل الحرية، يعيد إلى أذهاننا كل ذلك الظلم والاضطهاد الذي مارسه النظام السابق ضد الشعب الكردي، ولذلك ومن هذه المنطقة نبث رسالة شعبنا إلى الجميع بتأكيد إصراره على الحرية الدائمة، وبأنه لن يسمح تحت أي ظرف كان أن تتكرر تلك الجرائم بحق أبناء شعبنا وتدمير بلدنا». وأضاف «قبل أيام سمعنا بصدور قرار المحكمة الجنائية العليا بتعريف جريمة قتل البارزانيين كجريمة إبادة شاملة، ولكننا نعتقد أن هذا القرار غير كاف، وقد آن الأوان لكي تتحرك الدولة العراقية من أجل تعريف هذه الجريمة على المستوى الدولي كجريمة إبادة شاملة، لكي يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه ضحايا تلك الجريمة».

وقال صالح «من هنا أوجه رسالة إلى أسر جميع ضحايا الأنفال سواء في بارزان أو كرميان أو أي منطقة بكردستان لأؤكد لهم أننا مهما قدمنا لأسر هذه العوائل فإنه لا يكفي قيد أنملة لتعويض الدماء والتضحيات التي جاد بها الضحايا وأسرهم، ولتكن وحدتنا وإصرارنا على إعمار وتنمية كردستاننا وإنجاز الإصلاحات السياسية، هو الرد الشعبي على جريمة أنفال البارزانيين ولكل المحاولات الرامية من أعداء شعبنا للقضاء على مشروعية نضالنا القومي».

يذكر أن النظام العراقي نفذ عملية عسكرية في عام 1983 بهدف تصفية العشيرة البارزانية التي كان الآلاف منهم يقيمون في مجمعات قسرية بناها النظام قرب المدن الكبيرة وخصوصا مجمع قوشتبه (10 كيلومترات جنوب أربيل)، واعتقل أكثر من ثمانية آلاف من أبناء هذه العشيرة الذين عادوا إلى العراق بعد انهيار ثورة سبتمبر (أيلول) الكردية عام 1975 إثر توقيع معاهدة الجزائر بين شاه إيران وصدام حسين، وكان بينهم عدد كبير من الذين يتولون حينذاك مناصب حكومية وساقهم جميعا إلى جنوب العراق لقتلهم ودفنهم هناك.