ذكرت الشرطة الباكستانية أن مسلحين مجهولين في جنوب شرقي باكستان أضرموا النار في عشر شاحنات تحمل إمدادات نفطية لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان أمس.
وقع الهجوم بمنطقة كارما في يربور، على مسافة 461 كيلومترا شمال شرق مدينة كراتشي عاصمة إقليم السند. من جانبه، قال المسؤول في الشرطة غلام مصطفى عبر الهاتف: «تم تدمير عشر ناقلات بالكامل في الهجوم الذي شنه عدد غير محدد من المسلحين قبل الفجر، عندما كانت هذه الشاحنات متوقفة عند نزل على الطريق منذ أول من أمس».
وأوضح مصطفى أن «منفذي الهجوم فتحوا النار على المركبات المتوقفة، وتمكنوا من الفرار، فيما أصيب أحد العاملين بالنزل».
وتمكن رجال الإطفاء من إخماد الحريق، وأنقذوا الناقلات المتبقية والمتاجر المجاورة.
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن أكثر من 80% من إمدادات حلف الأطلسي يتم نقلها إلى أفغانستان، الدولة المغلقة، عبر باكستان.
وتقع معظم الهجمات التي يشنها مسلحو طالبان على قوافل الناتو في إقليم بلوشستان، جنوبي البلاد، وإقليم خيبر - باختونخوا، شمال غربي البلاد.
إلى ذلك، في كراتشي استمر العنف أمس منذ مطلع الأسبوع في مدينة كراتشي المركز التجاري لباكستان رغم مساعٍ من المسؤولين لإخماد العنف في المدينة التي تضم الميناء الرئيسي والبورصة والبنك المركزي.
وقالت الشرطة إن 17 شخصا قتلوا في المدينة منذ صباح أمس في قتال مرتبط بتوتر عرقي وديني إلى جانب مقتل نحو 200 شخص في المدينة في يوليو (تموز) الماضي وحده وهو أحد الأشهر التي سقط خلالها أكبر عدد من القتلى منذ نحو 20 عاما.
ويسكن أغلب المنطقة المتضررة من أحداث عنف البشتون وكذلك من يطلق عليهم المهاجرون وهم من نسل اللاجئين الذين يتحدثون بالاردو الذين فروا من الهند للاستيطان في كراتشي عام 1947 بعد تقسيم شبه القارة الهندية.
واستغلت الأحزاب السياسية قطاع الطرق وجماعات عرقية على مدى سنين في حرب على النفوذ شملت كل أجزاء كراتشي التي تساهم بنحو 68 من عائدات الضرائب الباكستانية.
وقال مسؤول رفيع بالشرطة طلب عدم نشر اسمه: «ليس هناك شك في أن العنف له دوافع سياسية وعرقية لذلك لا بد أن يكون الحل سياسيا أيضا».
ومضى يقول رأينا مبادرة سلام من الحكومة ومن الأحزاب السياسية. لكني أعتقد أن الأطراف المعنية لا بد أن تكون أكثر صدقا في مساعيها لاستعادة السلام.
وقال مسؤولون آخرون إنه ليس هناك أي سبب واضح في احدث موجة من القتال التي اندلعت من منطقة أورنكي غربا في أوائل يوليو الماضي عندما لقي نحو مائة شخص حتفهم خلال ثلاثة أيام فقط. كما تصاعد العنف في الأسبوع الماضي.
وسيطرت قوات أمنية على منطقة أورنكي لكن العنف امتد منذ ذلك الحين إلى أجزاء أخرى من المدينة التي يسكنها أكثر من 18 مليون نسمة. وأظهر تقرير أصدرته مفوضية حقوق الإنسان الباكستانية أن 1138 شخصا قتلوا في كراتشي خلال أول ستة أشهر من عام 2011 منهم 490 من ضحايا العنف السياسي والعرقي والطائفي. وفي بيان آخر صدر أمس دعت المفوضية إلى حل سياسي للعنف الدائر في كراتشي.
وقال التقرير تعصف بكراتشي موجة متعددة الجوانب من الاستقطاب السياسي والعرقي والطائفي نتيجة الافتقار إلى الأمن والذي قوض بصورة كبيرة التسامح وحسن الجوار اللذين كانا معتادين.
وأضاف التقرير وفي حين أن عصابات من يستولون على الأراضي وميليشيات تحاول استغلال انهيار الأمن والنظام فإنهم ليسوا الموجهين الرئيسيين فيما يبدو للعبة الموت والدمار.. هذه التسمية تنتمي لجماعات سياسية أكثر نفوذا وهي من بيدها مفتاح السلام.
وقال شرجيل ميمون وزير الإعلام في إقليم السند وعاصمته كراتشي عاصمته إن جهود السلام مستمرة.
وقال ميمون لـ«رويترز» مبادرة السلام ما زالت مستمرة وكل الأطراف المعنية مشتركة فيها.. هناك عناصر لا تريد السلام في كراتشي لكننا نأمل في عودة السلام إلى المدينة قريبا.