حرصت بعض وسائل الإعلام الأوروبية على تفادي وصف الأحداث الأخيرة التي وقعت في النرويج بأنها هجمات إرهابية، كما تفادى الجميع استخدام عبارة المشتبه بعلاقته بالإرهاب عند الحديث عن منفذ الجريمة، واكتفت وسائل الإعلام باستخدام الاسم الشخصي دون أي صفة، والبعض الآخر استخدم كلمة الجاني أو مرتكب الحادث، أو الأصولي اليميني المتشدد، وإلى جانب ذلك حاولت وسائل إعلام التلميح إلى أن منفذ الحادث ربما يكون ضحية للأفكار اليمينية المتشددة، التي انتشرت مع تصاعد اليمين المتشدد في بعض الدول الأوروبية.
وأصبح هناك الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى أجوبة، ومنها: هل وصف الجرائم التي تقع في أي بلد بأنها جريمة إرهابية له علاقة بمرتكب الجريمة؟ وهل هناك قوانين أوروبية تحظر على وسائل الإعلام استخدام كلمة عمل إرهابي على جريمة ما؟ فمثلا في بروكسل عاصمة بلجيكا والاتحاد الأوروبي هل توجد قوانين تتعلق بهذا الصدد؟ وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» تقول المحامية البلجيكية مارلين بلوم: إنه لا يوجد قانون يحظر وصف العمل بأنه عمل إرهابي. وأشارت في هذا الصدد إلى أن إحدى المجلات البلجيكية وهي مجلة «كنوك» اختارت لما حدث في النرويج عنوانا يقول: «الإرهاب في أوسلو» لتصف به هذا العمل الإجرامي الذي وقع هناك في جزيرة أوتويا، ومن حق وسائل الإعلام أن تستخدم هذه الكلمة في وصفها للحدث إلى جانب استخدام كلمة منفذ العمل الإرهابي للحديث عن مرتكب الجريمة.
وطرحت الأسئلة نفسها على مجموعة من الشبان العرب داخل أحد المقاهي العربية في مدينة أنتويرب البلجيكية، واتفق البعض منهم على أن وسائل الإعلام لم تفرط في وصف العمل بأنه عمل إرهابي؛ لأن منفذ الحادث نرويجي، ولو كان مرتكب الحادث من أصول عربية أو إسلامية لكان الأمر مختلفا، وقال البعض منهم إنهم لاحظوا حديث الإعلام عن جريمة في النرويج ولم نسمع عن عملية إرهابية في النرويج، بينما يرى البعض الآخر أن الأمر يختلف بالنسبة لما حدث في النرويج؛ لأن الحادث لم تتبنَه منظمة إرهابية، وبالتالي لم يُستخدم لفظ الإرهاب، ورد أصحاب الرأي الأول بالقول: «ما حدث في هولندا قبل سنوات عندما قُتل المخرج ثيو فان غوخ على يد أصولي هولندي من أصل مسلم يدعى محمد بويري، كان الأخير قد تصرف بمفرده، ومع ذلك تناول الإعلام الأمر على أنه عمل إرهابي، من جانبه، قال الدكتور أسامة شريبي، مدير مركز الاقتصاد التنموي لأفريقيا ومقره الولايات المتحدة الأميركية: إن ما جرى في أوسلو، الجمعة قبل الماضي، حيث قتل متطرف يميني أكثر من 70 مواطنا نرويجيا، له علاقة مباشرة بما يكتبه ويقوله السياسي الهولندي المثير للجدل خيرت فيلدرز عن الإسلام والمسلمين.
وخلال تصريح لإذاعة هولندا العالمية، أضاف الدكتور شريبي الذي سبق أن مثل الحزب الشعبي الليبرالي (يمين) في البرلمان الهولندي بين عامي 1994 و2002، أن النقاش العام حول الإسلام في هولندا تغير كثيرا.