مصر: الهدوء يعود إلى ميدان التحرير بعد كر وفر بين الجيش والمعتصمين

اعتقال 111 شخصا خلال فض الاعتصام بينهم مراسلة «بي بي سي»

ميدان التحرير بوسط القاهرة عاد إلى طبيعته بعد أن أخلاه الجيش من المعتصمين (أ.ب)
TT

شهد ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية القاهرة الليلة قبل الماضية حالات من الكر والفر بين قوات الشرطة والجيش من جهة، والمعتصمين الذين يحاولون العودة إلى الميدان الذي أخلته القوات المسلحة بالقوة ظهر أول من أمس.

واستمرت حالة الكر والفر بين المعتصمين وقوات الجيش والشرطة حتى فجر أمس وحاول المعتصمون دخول الميدان أكثر من مرة لمعاودة اعتصامهم إلا أن قوات الشرطة العسكرية وقوات الأمن المركزي وبعض رجال الشرطة بلباس مدني أحبطوا تلك المحاولات، فرشق المعتصمون القوات بالحجارة، وردت القوات بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، مما أسفر عن إصابة 11 شخصا.

وبدأت أمس التحقيقات مع 111 شخصا اعتقلتهم الشرطة العسكرية خلال فض اعتصام التحرير، وفيما أكد اللواء إسماعيل عتمان مدير الشؤون المعنوية بالجيش عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن المعتقلين سيحالون إلى النيابة العامة، إلا أن ذوي المعتقلين قالوا إنهم خضعوا أمس للتحقيق في عدة مقرات تابعة للقضاء العسكري بالقاهرة. وبالتزامن مع التحقيق مع المعتقلين، نظم المئات من أصدقائهم وذويهم وقفة تضامنية معهم أمام أحد مقرات التحقيق بضاحية مدينة نصر. ومن بين المعتقلين شيماء خليل مراسلة لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بالقاهرة، وعدد من أهالي شهداء ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، وبضعة صحافيين مصريين.

وأعربت هيئة الإذاعة البريطانية عن قلقها الشديد إزاء اعتقال مراسلتها بالقاهرة، وقالت المؤسسة: «إنها تعمل من أجل إطلاق سراحها». وكانت شيماء خليل قد كتبت على حسابها على موقع «تويتر» قبل دقائق من اعتقالها: «حذرني أحد الأشخاص من أنهم يعتقلون أي شخص يلتقط صورا». وقررت النيابة العسكرية أمس الإفراج عن أغلب المعتقلين بعد التحقيق معهم، ومن بين المفرج عنهم شيماء خليل مراسلة «بي بي سي»، فيما قررت النيابة حبس عدد من المعتقلين 15 يوما على ذمة التحقيق.

وفيما دعا تحالف القوى الثورية إلى تنظيم مسيرة تتوجه إلى ميدان عابدين للتظاهر أمام قصر عابدين الرئاسي احتجاجا على استخدام الجيش للقوة في فض اعتصام ميدان التحرير، والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، أعربت الجماعة الإسلامية عن تأييدها لفض الجيش لاعتصام ميدان التحرير بالقوة، أول من أمس، وقال الشيخ عاصم عبد الماجد، المتحدث الرسمي باسم الجماعة: «إن الاعتصام خرج عن إطاره القانوني في الأيام الأخيرة، وتسبب في تعطيل الحياة بوسط القاهرة، وتحديدا مجمع التحرير». وأضاف أن «الجيش لم يستخدم القوة في فض الاعتصام إلا بعد توجيه الإنذار للمعتصمين»، مؤكدا ضرورة وجود جهة رادعة تتعامل بالقوة مع كل من يخطئ ويعطل مصالح البلاد. ودعت الجماعة في بيان لها على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بالتوقف عن شن حملات التهييج ضد الجيش، والانشغال بالعمل على تقصير الفترة الانتقالية لتسليم السلطة لحكومة منتخبة والتمهيد لعودة الجيش إلى ثكناته لممارسة وظيفته الأساسية.

ومنعت قوات الأمن المشاة من دخول ميدان التحرير لفترة ظهر أمس خشية تسلل المعتصمين مرة أخرى إلى الميدان، الأمر الذي قابله المعتصمون بالدعوة للاعتصام في الميدان بالسيارات.

وبشكل عام ساد الهدوء ميدان التحرير وعادت حركة المرور إلى طبيعتها بشكل كامل في الوقت الذي أحاط فيه أفراد من الأمن المركزي بالحديقة التي تتوسط الميدان والتي خلت تماما من أي معتصمين.

وشهدت حركة المرور للسيارات في شوارع وسط المدينة انسيابا واضحا في ثاني أيام شهر رمضان المعظم، وانتشرت أعداد قليلة من العربات العسكرية والأمن المركزي للحفاظ على انسيابية سير الحركة في الميدان والشوارع المحيطة.

من جهة أخرى، عاشت القاهرة الليلة قبل الماضية أجواء متوترة، بسبب أحداث ميدان التحرير من جهة والمشاجرات التي استخدمت فيها الأسلحة النارية والبيضاء من جهة أخرى.

ففي حي السيدة زينب الشعبي بوسط القاهرة، وقعت مشاجرة الليلة قبل الماضية بين عدد من الباعة الجائلين وأصحاب محلات بمنطقة الدرب الجديد بالقرب من ميدان السيدة زينب حيث افترش عدد من الباعة الجائلين بضائعهم أمام المحلات التجارية مما أدى إلى هذه المشاجرة التي أسفرت عن سقوط 44 مصابا أغلبهم مصاب بطلقات نارية، ومعظمهم حالته غير مستقرة. وتدخل الجيش فأرسل مدرعتين إلى منطقة المشاجرة، وأطلقت القوات القنابل المسيلة للدموع لتتمكن من فض المشاجرة، وألقت القبض على 10 أشخاص متهمين بالتسبب في المشاجرة.