الثوار يشددون ضغطهم على كتائب القذافي في زليتن

سيف الإسلام ظهر محرضا وهدد في سياق يعزز خطابات العقيد

الجنرال عمر الحريري عضو المجلس الانتقالي خلال زيارته لجبهة القتال في قرية جوش غرب ليبيا (أ.ف.ب)
TT

بعد يومين من تراجعهم في قرية الجوش التي تحررت من سيطرة كتائب القذافي ليوم واحد، انتقل ثقل المواجهة من سفوح جبل نفوسة غربا، إلى شرق ليبيا. وشن الثوار، أمس، هجوما باتجاه مدينة زليتن الاستراتيجية شرق مدينة بنغازي، معقلهم الرئيسي، وخاضوا معارك عنيفة مع قوات العقيد معمر القذافي، حسبما أكد اللواء أحمد عمر باني، المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي لوكالة الصحافة الفرنسية.

قال باني: «تقدم الثوار إلى وسط زليتن للسيطرة عليها». وأشار إلى أن المدينة «تشهد حاليا (أمس) معارك عنيفة ضد قوات القذافي».

وأوضح اللواء باني، في مقابلة أجريت معه في بنغازي، أن ما جرى من مواجهات، اندلع فجرا. وتقع زليتن على الطريق الممتد على ساحل المتوسط على بعد 150 كم شرق طرابلس و70 كم تقريبا من ميناء مصراتة التي يسيطر عليها الثوار. وزليتن هي الموقع الأكثر تقدما للثوار شرق طرابلس.

وفي الأيام الأخيرة سعى المعارضون الذين يريدون الإطاحة بالقذافي لتعزيز مكاسبهم في زليتن وحولها. وهي بلدة مهمة تقع على بعد 160 كيلومترا شرقي العاصمة طرابلس. إلا أن قوات القذافي شنت، في وقت لاحق، هجوما مضادا على زليتن. وذكرت مصادر في مستشفى في مصراتة أن القوات المؤيدة للزعيم الليبي قتلت 7 معارضين وأصابت 65 آخرين، حسب «رويترز».

من جانبه، تعهد معسكر القذافي بالمضي في حربه ضد المعارضة في البلاد، سواء أوقف حلف شمال الأطلسي حملة القصف أو لا، مما لا يدع مجالا كافيا للدبلوماسية لإنهاء الصراع المستمر منذ 5 أشهر، حسب وكالة «رويترز».

وواصلت المعارضة الليبية وحلف شمال الأطلسي الضغوط على القذافي مع بدء شهر رمضان، وضربت قوات الحلف أهدافا وأسقطت منشورات تدعو أنصار القذافي إلى الاستسلام.

وقد عزز مقاتلو المعارضة من مكاسبهم حول زليتن، وهي بلدة رئيسية تبعد 160 كيلومترا إلى الشرق من طرابلس. كان الثوار قد سيطروا على نصف البلاد تقريبا، لكنهم يفقدون السيطرة على بعض المناطق، من حين لآخر، تحت ضغط هجمات قوات القذافي، التي تتمتع بتفوق عسكري وتدريب وتسليح أفضل، بالإضافة إلى الخلافات الداخلية التي تظهر من وقت لآخر.

لقد ساد انطباع مع اندلاع الانتفاضة الليبية في مارس (آذار) الماضي، وما تبعها من قتال مسلح، أن النزاع سينتهي خلال أسابيع، خصوصا مع بدء عمليات حلف شمال الأطلسي العسكرية في ليبيا، بتفويض من الأمم المتحدة لحماية المدنيين؛ حيث تم قصف المنشآت العسكرية للقذافي. لكن الحرب تواصلت، والانطباع كان مجرد وهم عابر. حتى إن رهان الكثيرين على وضع حد للصراع، ولو بصورة مؤقتة، مع حلول شهر رمضان، تبخر بدوره، بينما تعلن جميع أطراف النزاع في ليبيا أنها ستواصل الحرب خلال رمضان.

وظهر سيف الإسلام القذافي، أول من أمس، على شاشات التلفزيون الليبي الحكومي، وخاطب عددا من الأسر الليبية التي نزحت من بنغازي، معقل المعارضة في شرق ليبيا، قائلا إنه لا ينبغي لأحد أن يظن أن القتال سوف يتوقف بعد كل هذه التضحيات و«استشهاد» الأبناء والأشقاء والأصدقاء. وأضاف أنه بغض النظر عما إذا كان حلف شمال الأطلسي سيرحل أم لا، فإن القتال سيستمر حتى تتحرر ليبيا.

وبدا ظهور سيف الإسلام، وخطاب العقيد القذافي الأخير الذي بث عبر التلفزيون، مؤشرا على سعي النظام الليبي لاستغلال الانقسامات التي أعقبت مقتل رئيس أركان قوات المعارضة، اللواء عبد الفتاح يونس، الذي كان وزيرا للداخلية في حكومة القذافي، ثم انشق وأصبح قائدا لقوات المعارضة، في ظروف لم تزل غامضة.

أما مقاتلو المعارضة فيأملون التقدم غربا من مصراتة، ثالثة كبريات المدن الليبية الواقعة على بعد نحو 210 كيلومترات إلى الشرق من العاصمة طرابلس، والتي تمسكت بها المعارضة بعد أسابيع من القتال في الشوارع. وقال حسام حسين، وهو من قادة المقاتلين في الجبهة: «الصيام زاد من إصرارنا وعزيمتنا على هزيمة كتائب الطاغية (القذافي) لتحرير زليتن تماما إن شاء الله، وإفساح الطريق لعاصمتنا طرابلس».

كان حسين ورجاله يتأهبون، مساء أول من أمس، للإفطار بعد أول يوم صيام، بعد تعزيز المكاسب التي تحققت خلال الأيام القليلة الماضية على المشارف الشرقية لمدينة زليتن.

وقال حلف شمال الأطلسي، أول من أمس، إنه ضرب نحو 12 هدفا منها مستودعات للذخيرة وأنظمة صاروخية.