السفارة الأميركية في صنعاء تنفي اشتراط عودة الرئيس لانفراج الأزمة

الصوفي لـ «الشرق الأوسط»: نقل صلاحيات الرئيس للنائب يعني صراعا داخل الحزب الحاكم

عسكريون يمنيون منشقون يرددون شعارات تطالب برحيل نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في صنعاء أمس (رويترز)
TT

نفت السفارة الأميركية بصنعاء صحة تصريحات نسبتها وسائل إعلام رسمية في اليمن للملحق الاقتصادي في السفارة تينج وو أثناء لقائها بنائب رئيس الغرفة التجارية بصنعاء أكدت خلالها أن الولايات المتحدة تشجع العودة إلى طاولة المفاوضات كحل للأزمة وتعتقد أن عودة صالح لليمن أصبحت ضرورية جدا لحل أزمتي اليمن السياسية والاقتصادية. وقالت الملحق الاقتصادي في رسالة بعثتها إلى نائب رئيس الغرفة التجارية بصنعاء، ونشرنها وسائل إعلام محلية الثلاثاء، «تعلمون أنني لم أقدم تأكيدات كهذه خلال لقائنا الذي ركز فقط على التحديات الاقتصادية التي تواجه اليمن». وأكدت الملحق الاقتصادي في السفارة الأميركية بصنعاء تينج وو في بيانها على «أن وجهات نظر الولايات المتحدة فيما يخص الأزمة السياسية التي يواجهها اليمن حاليا واضحة للغاية وقد تم التصريح بها مرارا في مناسبات كثيرة من قبل الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية وهي أن الولايات المتحدة تؤمن بأنه من أجل معالجة الوضع السياسي في اليمن يتوجب على الرئيس صالح أن يشرع فورا في نقل السلطة وكذلك أن يوقع وينفذ مبادرة مجلس التعاون الخليجي». وأضافت أن هذا الموقف كرره مؤخرا نائب مستشار الأمن القومي جون برينان في 10 يوليو (تموز) 2011 حين قال «إن الولايات المتحدة تؤمن أن الانتقال في اليمن يجب أن يبدأ على الفور حتى يتمكن الشعب اليمني من تحقيق تطلعاته»، وحثت الملحق الاقتصادي، نائب رئيس الغرفة التجارية على «اتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح البيانات الكاذبة التي صدرت في الصحف الرسمية». قائلة «إن سفارة الولايات المتحدة تقدر العلاقة التي تربطها بالغرفة التجارية اليمنية وهي حريصة على رؤية مزيد من التقدم في مجال تعاوننا المشترك الذي يستطيع أن يدعم رغبتنا في دفع عجلة التعاون الاقتصادي الثنائي، ولكننا لا نستطيع في نفس الوقت أن نحافظ على هذه العلاقة مع الغرفة التجارية إذا ما كانت التعليقات التي تصدر عن موظفي السفارة أثناء المناقشات التي تتم في الغرفة التجارية يتم تحريفها في الصحف». وكانت وسائل الإعلام الحكومية قد نسبت تصريحات للملحق الاقتصادي بالسفارة الأميركية تضمنت قولها «إن الولايات المتحدة تعمل مع كل الأطراف السياسية في اليمن لحلحلة الأزمة وتقريب وجهات النظر للجلوس إلى الحوار، وإن عودة الرئيس علي عبد الله صالح أصبحت ضرورية جدا في هذه المرحلة لتحديد معالم انفراج الأزمة السياسية في اليمن». وهو ما نفته السفارة الأميركية.

وفي موضوع ذي علاقة، نسبت مصادر إعلامية لمصادر دبلوماسية قولها إن الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية والدكتور عبد الكريم الإرياني المستشار السياسي للرئيس اليمني سيتوجهان إلى العاصمة السعودية الرياض للقاء الرئيس اليمني علي عبد الله صالح هناك في خطوة مفاجئة للبحث في سبل تنفيذ المبادرة الخليجية في ضوء نتائج زيارة وزير الخارجية اليمني إلى بريطانيا ولقائه بوزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ وكاثرين أشتون منسقة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي. وفي تعليقه على ذلك قال أحمد الصوفي السكرتير الإعلامي للرئيس اليمني في اتصال مع «الشرق الأوسط» في لندن «هناك توجه بهذا الخصوص». وأضاف الصوفي أن «الدكتور الإرياني والدكتور القربي يريدان تفويض صلاحيات الرئيس لنائبه، وهذا من شأنه أن ينقل الخلاف إلى داخل المؤتمر الشعبي العام»، وقال الصوفي «أعتقد أن التفويض من دون خارطة طريق ملزمة لجميع الأطراف، ودون أن تكون هذه الخارطة مستندة إلى رؤية الأمم المتحدة، ودون الالتزام بالشرعية الدستورية ممثلة برئيس الجمهورية فإن ذلك سينقل الصراع داخل المؤتمر الحاكم نفسه بدلا من إدارة الصراع بينه وبين المعارضة».

وفي موضوع ذي علاقة اتهم نائب وزير الإعلام اليمن عبده الجندي جهات يمنية مرتبطة بالمعارضة بمحاولة زعزعة أمن البلاد واستقرارها وأشار إلى أن ما يحدث أخيرا من تطورات أمنية «حركة استفزاز نشطة» من قبل المنشقين عن الشرعية الدستورية.

وقال الجندي في مؤتمر صحافي استثنائي عقده مساء الاثنين بمقر المركز الإعلامي بصنعاء إن ما يقوم به اللواء علي محسن قائد الفرقة الأولى مدرع المنشقة عن الجيش من حركة استفزاز عسكرية نشطة في العاصمة صنعاء من خلال توسعه من مدرسة إلى مدرسة ومن حي إلى حي، ومن منطقة إلى منطقة، كان آخرها الاعتداء الجبان على معسكر الصمع بأكثر من 2000 مسلح معظمهم من الفرقة الأولى مدرع المجهزين بكل الأسلحة والعتاد بالتعاون مع الميليشيات التابعة لـ«الإخوان المسلمين» في اليمن إنما يعد خطوة تهدف إلى الوصول بالبلاد إلى حرب أهلية قد لا تحمد عقباها. وأشار إلى أن «عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية كلف عددا من القيادات العسكرية والسياسية بالنزول لمحافظة تعز لإعادة الجيش لثكناته بعد الاتفاق مع كافة الأطراف السياسية بما فيها أحزاب اللقاء المشترك، إلا أن عملية غادرة من قبل عدد من المسلحين بقيادة أحد ضباط الفرقة الأولى مدرع الذين غادروا معسكراتهم بصنعاء إلى تعز ليبدأوا بالاستيلاء على النقاط الأمنية، تنفيذا لمخطط تخريبي كشفت عنه مجموعات ممن استيقظ ضميرهم وأبلغوا الجهات المختصة مما جعل جيش وأجهزة الدولة تعود لتطوق أولئك المسلحين على غفلة منهم، فسقط منهم أثناء المقاومة من سقط، وبعض آخر استسلم لسلطات الدولة». وأوضح أن «تلك المجاميع كانت تخطط للاستيلاء على تعز والقيام باغتيال الكثير من قيادات الدولة ورموزها والقيام بعدد من التفجيرات، إلا أن خوف عدد من تلك المجاميع المسلحة على المحافظة وأمنها واستقرارها جعلها تقوم بإبلاغ الجهات المعنية بالمحافظة بذلك المخطط الخبيث الذي يستهدف أمن واستقرار المحافظة مما جعل الدولة تتحرك بسرعة في نشر رفد من الدبابات من اللواء 33 ومن معسكر الحرس الجمهوري بالجند التي قامت بتطويق تلك المجاميع وإجبار بعضها على تسليم نفسها وأسلحتها وهروب البعض الآخر». وأكد عبده الجندي أن «فخامة رئيس الجمهورية بكلمته الموجهة من مشفاه يوم أمس بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك حريص على الأمن والاستقرار، داعيا جميع الأطراف إلى الحوار مجددا على أساس المبادرة الخليجية وبيان مجلس الأمن الدولي، وتجنب العنف إذ يفضل السلام».. لافتا إلى «أن غياب فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية لظروف صحية ناجمة عن الاعتداء الإرهابي الذي استهدفه وقيادات الدولة في مسجد النهدين، لا تعني العجز الذي حدده الدستور اليمني كسبب لنقل السلطة إلى النائب».

وفي الشأن ذاته نددت قبيلة بكيل كبرى قبائل اليمن بما سمته «مجازر وحشية ضد المواطنين» في منطقة أرحب. وقال بيان صادر عن مؤتمر قبائل بكيل إن ما حدث في أرحب يعد جريمة بكل المقاييس «لأنه خرج عن كل الأطر القانونية والعرفية خاصة فيما يتعلق بالتمثيل بجثامين الشهداء، وأن قبيلة بكيل تعتبر أن القصف المدفعي والصاروخي الذي يطال إخواننا في قبيلة أرحب سابقة في تاريخ القبيلة وتاريخ الدولة على حد سواء»، كما أكد البيان أن «قبائل بكيل تؤكد على وقوفها الكامل مع إخوانهم» في قبيلة أرحب «بكل ما نملكه دفاعا عن العرض والشرف ونصرة لداعي الإخوة». يذكر أن معارك مستمرة بين قوات من الحرس الجمهوري ومقاتلين قبليين أوقعت المئات بين قتيل وجريح في منطقة أرحب شمال صنعاء.