أحزاب مغربية تبدأ حملة واسعة النطاق لتوسيع عضويتها واستقطاب فئات الشباب

«حركة 20 فبراير» تقرر تنظيم مظاهرات بعد الإفطار في المدن المغربية

مظاهرة «حركة 20 فبراير» في حي سيدي البرنوصي في الدار البيضاء («الشرق الأوسط»)
TT

شرعت أربعة أحزاب مغربية في حملة واسعة النطاق لتوسيع عضويتها قبل الانتخابات التشريعية التي من المنتظر أن تجري في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل لانتخاب أول مجلس نواب طبقا للدستور الجديد، وتركز هذه الحملة على الشباب. وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس دعا الأحزاب السياسية يوم السبت الماضي، لتحقيق ما سماه «مصالحة المواطنين مع العمل السياسي»، كما طلب من الأحزاب تحفيز الشباب من أجل الانخراط في المؤسسات الحزبية والهيئات المحلية. وفي غضون ذلك، قالت «حركة 20 فبراير» الشبابية إنها ستنظم مظاهرات في عدد من المدن المغربية، في حين قالت حركة مناوئة لها هي «حركة الشباب الملكي» إنها ستنظم كذلك مظاهرات مواجهة لها.

وسارت مظاهرتان مساء أول من أمس في وسط الرباط بشارع محمد الخامس، ورفعت كل مظاهرة شعارات تخالف شعارات المظاهرة الأخرى، والأمر نفسه حدث في الدار البيضاء، حيث انطلقت مظاهرتان في حي «سيدي البرنوصي» الشعبي شمال العاصمة التجارية والاقتصادية للبلاد.

وقال محمد العوني، منسق «المجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير»: «إن الحركة مستمرة في نضالها وتزداد حركيتها مع تزايد الأيام وتكذب توقعات أعدائها الذين يقولون بأنها انتهت». وأضاف «شباب (حركة 20 فبراير) متيقظ للتغيرات المتنوعة التي تعبر عن الصوت العميق للشعب ومطالبه بالتغيير الحقيقي الذي لا يمكن أن يتم بواسطة شعارات وخطابات توجد فقط على الورق». وقال إن «مسيرة 20 فبراير (شباط) هي مسيرة سلمية وتحاول تفادي جميع الاصطدامات التي تواجهها». ويرى العوني أن استمرار المظاهرات والاحتجاجات مرده أنه لم تحدث أية خطوة إلى الأمام. وقال أيضا «الاحتجاجات استمرت خمسة أشهر ولم يتم فتح أي ملف واحد لرموز الفساد»، مشيرا إلى أن رموز الفساد يستعدون لإفساد الانتخابات عن طريق تعبئة بلطجية من أجل القيام بممارسات غير قانونية. ومضى يقول «يريدون استثمار فقر المواطنين وتقديم رشى لبعض الفئات من الناخبين المعوزين حتى تستمر الأوضاع على ما هي عليه».

وفي السياق نفسه، قال أسامة الخليفي، الذي ينظر إليه باعتباره مؤسس «حركة 20 فبراير»، إن «المسيرة هي استمرار للمسيرات السابقة». وزاد قائلا «نحن متشبثون بنفس المطالب إلى أن يتم التغيير».

وعرف حي «سيدي البرنوصي» الشعبي في الدار البيضاء انطلاق مسيرتين؛ الأولى لـ«حركة 20 فبراير» الشبابية الاحتجاجية، المطالبة بإصلاحات سياسية في البلاد، والثانية لـ«حركة الشباب الملكي» المؤيدة للدستور الجديد. وكادت تحدث صدامات بين المظاهرتين لولا تدخل الشرطة التي حالت دون الاحتكاك بين الجانبين.

وعرفت المسيرة مشاركة كثيفة للشباب مع مجموعات من النساء والأطفال، وكانت معظم الشعارات التي رددها المتظاهرون تستنكر ارتفاع أسعار المواد الغذائية مثل الزيت والشاي، والمطالبة بإسقاط الفساد والاستبداد، والحق في الحرية والعيش الكريم، بدستور يلبي مطالب الشعب، كما رفعت شعارات تنوه بدور الشعوب مثل شعار «عاش الشعب». ورفعت في المسيرة خلافا لباقي المسيرات السابقة عدد من أعلام الدول العربية من بينها علم سوريا وتونس ومصر وليبيا، ولافتة تضامن مع الشعب الليبي وتهنئته على ثورته ضد الظلم. أما «حركة الشباب الملكي» فبثت عبر مكبرات صوت أناشيد وطنية من بينها النشيد الوطني المغربي وأغنية «ما تقيش بلادي» (لا تمس بلادي) وأغنية «بلادي يا زينة البلدان»، مع رفع العلم المغربي وصور العاهل المغربي الملك محمد السادس، وشعارات مؤيدة للدستور، وأخرى ضد جماعة «العدل والإحسان» الأصولية شبه المحظورة.