سلسلة هجمات تستهدف مسيحيي كركوك وقائد الشرطة يتهم البعثيين بتنفيذها

سيارة مفخخة انفجرت أمام كنيسة وأوقعت 16 جريحا.. والشرطة أبطلت سيارتين مفخختين

رئيس الأركان الأميركي الأدميرال مايك مولن يتحدث في مؤتمر صحافي في قاعدة أميركية قرب بغداد، أمس (رويترز)
TT

شهدت كركوك، أمس، ثلاثة هجمات استهدفت كنائس المدينة، انفجرت واحدة منها أمام كنيسة «العائلة المقدسة» بحي شاترلو بالمدينة، بينما فشل المهاجمون من تفجير سيارتين أخريين أمام كنيستي «الإنجيلية» و«ماركوركيس» بحي ألماس.

وفي اتصال مع اللواء جمال طاهر، قائد شرطة كركوك، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن السيارة الأولى انفجرت فجر أمس في الساعة الخامسة والنصف أمام كنيسة «العائلة المقدسة» أسفرت عن إصابة 16 مدنيا كانوا هناك، ومعظم الإصابات كانت طفيفة حدثت بسبب تناثر الشظايا، ولم تقع أي خسائر بالأرواح، وكانت هناك سيارتان أخريان معدتان للتفجير أمام كنيستي «الإنجيلية» و«ماركوركيس» بحي ألماس تمكنت الفرق الفنية التابعة للمديرية من تفكيكهما قبل التفجير. وأشار طاهر إلى أن «كل سيارة معدة للتفجير احتوت على أكثر من 100 كليوغرام من المواد المتفجرة، ولكن الحمد لله تمكنت فرقنا الفنية من إبطال مفعولهما قبل التفجير».

وبسؤاله عن القوة الخاصة المسيحية التي كلفت بحراسة الكنائس وأماكن العبادة المسيحية في المحافظة قال اللواء مدير شرطة المحافظة «هذه القوة التي تشكلت بتكليف من الرئيس العراقي جلال طالباني لحراسة الكنائس من قبل أبناء الطائفة، كانت موجودة بالفعل في تلك المواقع، ولكن أفراد القوة كانوا موجودين داخل الكنيسة أثناء الحادث وتقاعسوا عن مهمتهم الأساسية بحراسة الكنيسة، لذلك سيتم التحقيق معهم عن أسباب تركهم لمواقع الحراسة».

ووجه قائد شرطة كركوك أصابع الاتهام إلى البعثيين وحلفائهم من تنظيم القاعدة باستهداف تلك الكنائس، وقال «صادف أمس ذكرى احتلال الكويت من قبل النظام البعثي السابق، ومن العادة أن يشن البعثيون هجماتهم في مثل هذه المناسبات، وهم الآن متحالفون هم وجماعة أنصار الإسلام مع تنظيم القاعدة في العراق، لذلك فإنهم يقفون وراء مثل هذه الهجمات، فقبل عدة أشهر هاجم هؤلاء مشتركين أيضا ثلاثة أحياء سكنية كردية في وقت واحد، والهدف من هذه الهجمات المزدوجة هو إشاعة الرعب والهلع لدى السكان المدنيين، والمستهدف الأساسي لهذه الهجمات البعثية والقاعدية هي مكونات المحافظة من الأكراد والمسيحيين بقصد دفعهم إلى النزوح عن المحافظة».

وقال القس عماد حنا الذي أصيب في الهجوم، إن «الكنيسة تعود إلى السريان الكاثوليك وهذه المرة الأولى التي تستهدف فيها». وأوضح لوكالة الصحافة الفرنسية أنه «تم نقل الجرحى وهم من الأطفال والنساء والرجال إلى مستشفى كركوك العام وإلى مستشفى أزادي»، مشيرا إلى أن «اثنين من الضحايا تعرضا لإصابات خطيرة». وأدى الانفجار إلى تدمير أبواب الكنيسة ومولداتها الكهربائية وغالبية محتوياتها، وتدمير سيارات أيضا تابعة لسكان المنازل القديمة التي تعود إلى نحو مائة عام.

من جانبه، وصف المطران لويس ساكو، رئيس أساقفة المسيحيين الكلدان في كركوك والسليمانية، هذا اليوم بـ«الأسود». وقال «نحن متألمون جدا لما حصل اليوم». وأضاف أنه «يوم أسود لأنه استهداف للعيش المشترك باستهدافهم الأبرياء.

، وخصوصا أنه استهداف لدور للعبادة والمدنيين ممن هم ليسوا جزءا من الصراع السياسي». وأعرب عن أمله في أن «تعود الأطراف التي تعتمد الاستهداف (العنف) لتعتمد طرق أخرى لتقديم مطالبها». وأضاف «لا نعرف من نفذ الاعتداء، لكن الأمر الأكيد هو أن المستهدف هو المسيحيون». وجاء هجوم أمس بعد أقل من شهر على تدشين أول كنيسة منذ اجتياح العراق، في مجمع سكني في كركوك لجأت إليه عائلات مسيحية من محافظات أخرى هربا من أعمال العنف.