المعارض السوري رياض غنام: حوار الأسد «ألعوبة».. وعلى النظام أن يدير شهر رمضان بعقلانية

قال لـ«الشرق الأوسط»: على معارضي الداخل إتاحة الفرصة لصوت الثوار العالي

تشييع جنازة محمد إبراهيم بلة في ريف دمشق أمس
TT

رأى المعارض السوري رياض غنام، أن الحوار الذي يدعو له النظام «مجرد ألعوبة»، مؤكدا في حوار مع «الشرق الأوسط» إمكانية التفاوض «على تسلم السلطة وليس على الحوار من أجل أي حراك». ويمارس غنام من القاهرة دوره كرئيس للجنة الإعلامية المنبثقة عن مؤتمر أنطاليا للمعارضة السورية، إلى جانب كونه عضو الهيئة الوطنية الاستشارية للتغيير، حيث يعمل على طرح عدد من الرؤى والأطروحات على المكتب التنفيذي والهيئة الاستشارية للمؤتمر وتبادل الرد والتفاعل حولها. وقال غنام حول ما تشهده الأراضي السورية في شهر رمضان: «نحن نرسم تاريخ سوريا والوطن العربي بأكمله، الثورة السورية هي أم الثورات، فلم يسقط شهداء كما سقط في سوريا، ولم يعان شعب كما يعاني السوريون، والمرحلة الحالية للثورة في شهر رمضان شاهدة على ذلك، الثورة تشتد يوما بعد يوم بسواعد أبنائها، والشعب السوري ستزيد جذوة انتفاضته، والروح الوطنية ستزيد، وعلى النظام أن يدير شهر رمضان بحكمة وعقلانية، وأعول على ضباط الجيش العلويين وصف الجنود من جميع الفئات، أعتقد أن الحسم سيكون من الجيش وستكون له كلمة الفصل». وعن الرؤية السياسية للمعارضة السورية بعد مؤتمر أنطاليا، قال المعارض السوري «نحن جزء لا يتجزأ من المعارضة، فالمعارضة جسد واحد، قسمنا بين داخل وخارج بحكم الجغرافيا، لكن هناك اتفاق على عنوان كبير يجري في الشارع هو إسقاط النظام، ومن هنا عندما أصدرنا بياننا الأخير في مؤتمر أنطاليا اتفقنا على ذات الهدف، إسقاط النظام وبناء دولة مدنية ذات تعددية فيها حق المواطنة للجميع ودستور يتماشى مع زماننا ورؤانا الديمقراطية». وأضاف «تحقيقا للهدف التقينا في إسطنبول كهيئة استشارية للمؤتمر منتصف الشهر الماضي، وشكلنا لجانا منبثقة عن المؤتمر هي لجان حقوقية وقانونية وإعلامية وإغاثة ودعم للثورة، كل لجنة تعمل في مجالها، وتم تحديد الأطر الأساسية لهذا العمل».

وأوضح غنام أنه كرئيس للجنة الإعلامية فإن عمله يتمثل في «إعداد برامج ثقافية وتوعوية للإخوة العرب الذين لا يفهمون سبب انتفاضتنا، والذين نلمس تغير مواقفهم بعد أن نبديها لهم، إلى جانب طرح رؤى وأطروحات على المكتب التنفيذي والهيئة الاستشارية وتبادل الرد والتفاعل حولها، فكل معارض في الهيئة له أصدقاء من ائتلافات حزبية خارج الهيئة، وبالتالي نتمكن من توسيع دائرة الحوار مع جميع فئات وأطراف المعارضين». ورفض غنام، الذي يعد صاحب أول حالة عصيان مدني بعد بدء الانتفاضة السوري عبر استقالته من منصبه كنائب رئيس اللجنة الهندسية بغرفة صناعة دمشق وريفها، أي حوار مع أي طرف من أطراف السلطة، قائلا: «بشكل شخصي، يمكنني الحوار فقط من أجل انتقال سلمي للحرية وحقن الدماء، فأي شخص يأتي ليقول نريد أن يغادر الرئيس وسيتم إبطال العمل المخابراتي في سوريا، فلا بأس لدينا من مفاوضته وقتها، فهي مفاوضة وليس حوارا، نحن نفاوض على تسلم السلطة وليس على الحوار من أجل أي حراك».

ورأى أن «الحوار الذي يدعو إليه النظام مجرد ألعوبة، وبشار يمارس العري السياسي على مسرح سوريا، ويلقي بأوراقه ورقة تلو الأخرى، ومؤتمراته جملة من التناقضات، فهذه الحوارية ذات اتجاه واحد، هي حوار النظام مع النظام بعد أن صنع معارضة على شاكلته، هي معارضة منبثقة من النظام، فكيف يمكن الحوار مع أعضاء البعث وهم مشتركون في القتل وهم جزء من الشبيحة، والشعب يرفض أي رمز من رموز النظام، ويريد الانتقال إلى الطرف الآخر من المعادلة حيث الحرية والكرامة والديمقراطية، وهناك رموز تقتل هذا الشعب فكيف أتحاور وأتعامل معه».

وردا على موافقة رموز من معارضة الداخل على الحوار مع النظام، قال: «ألتمس العذر لهم، فمن يحدثني عن العقلانية السياسية بأهمية الحوار مع النظام، أقول لهم بكل محبة أنتم في وضع لا يسمح لكم فيه النظام إلا بحدود معينة، فلا تستطيعون إطلاق العنان للآراء والأفكار، وبالتالي على كل معارضي الداخل الذين لا يستطيعون رفع الصوت عاليا أن يصمتوا قليلا وإتاحة الفرصة لصوت الثوار العالي، اصمتوا لا تشاركوا في ضررنا، قفوا على الحياد، قولوا كلمة الحق، فكيف يكون وضع الشاب الثائر عندما يسمع هذا الكلام بالحوار وغيره، فالشباب في الشارع يحاورون على طريقتهم بأناشيدهم ولافتاتهم». وتابع يقول: «في الآونة الأخيرة، بدأت تتوحد الرؤى، وأصبح هناك تناغم بين الداخل والخارج، نتيجة المؤتمرات وتنسيقيات الثورة الموجودة بالداخل والخارج، قد نختلف لكن هدفنا واحد في إسقاط النظام، والمعارضة السورية الوطنية جسد واحد لا يتجزأ». وعن جهود الهيئة الوطنية الاستشارية للتغيير، أوضح غنام، كونه يحمل عضويتها، أن هناك جهودا جبارة تبذل من جانب أعضاء الهيئة المنتشرين في أوروبا وأميركا والدول العربية، حيث يمارسون نشاطا بإجراء اتصالات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي والإدارة الأميركية من أجل الضغط الدولي «وليس من أجل التدخل العسكري، وهذا حق مشروع لنا كمعارضين». وقال غنام للرئيس بشار الأسد «أصبحت عبئا على المجتمع الدولي، أميركا تقول إنك جزء من المشكلة، والرئيس الإسرائيلي يطالبك بالرحيل، لذا أقول لك: افعل فعل خير في حياتك، سلم السلطة بصورة سلمية وسريعة وبطريقة آمنة، اكفف يدي الظلمة والقتلة عن شعبك، لعلك تجد من يترحم عليك وعلى أبيك، بدلا من اللعنات التي تصب عليكما».