مخاوف في إسرائيل من «انتفاضة حرائق» تستهدف المستوطنات

يقولون إنها سلاح أمضى من الحجارة

TT

حذر مسؤولون عسكريون إسرائيليون ومستوطنون مما سموه «انتفاضة الحرائق» التي قد يلجأ إليها الفلسطينيون كسلاح جديد في مواجهة المستوطنات. واتهم مسؤولون إسرائيليون، الفلسطينيين في الضفة الغربية بابتكار سلاح جديد، أساسه إشعال حرائق بشكل متعمد قرب المستوطنات والتجمعات الإسرائيلية في المناطق المحتلة.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إن سكان بعض المستوطنات في الضفة الغربية وجدوا أنفسهم خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة تحت تهديد جديد، «النيران». وبحسب الصحيفة فإن أكثر من 20 مجموعة من الحرائق اشتعلت فعلا في مستوطنات وبؤر استيطانية في الضفة الغربية في الأسابيع القليلة الماضية. وقال محققون في الشرطة الإسرائيلية إن هذه الحرائق كانت مفتعلة، وإنهم اعتقلوا 6 من المشتبه بهم في إشعال هذه الحرائق، غير أنها استمرت.

واشتعلت النيران على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، 7 مرات في الحقول المجاورة لمستوطنة «متسبيه داني»، كما اشتعلت النيران في مستوطنات نيفي تسوف، وميغرون، وبؤر استيطانية أخرى، من بينها جفعات رونين، بمتوسط حريق واحد في الأسبوع، وظهر أول من أمس فقط اشتعل حريق آخر في حقل قرب شفوت - رحيل، أما الأسبوع الماضي فقط فقد وصلت النيران إلى أطراف حي بأكمله في «كوخاف» وتم إجلاء السكان قبل اشتعالها.

وقال عميعاد كدمون، مسؤول الأمن في متسبيه داني «هذا مصدر قلق حقيقي.. لأنه يمكن أن يحرق ويدمر حياتنا نزولا إلى الأرض». وفي هذه المستوطنة العشوائية، اضطروا إلى شراء معدات إطفاء بقيمة 70 ألف شيقل لمكافحة الحرائق.

ويخشى الإسرائيليون من أن الفلسطينيين قد يرفعون الوتيرة، فيتخلون عن إلقاء الحجارة والمظاهرات في صالح أعواد الثقاب والنفط، في وقت يمكن فيه لحرارة الطقس والرياح أن تكمل المهمة «بشكل يهدد التجمعات والحياة البرية على حد سواء».

وتشهد الأراضي الفلسطينية ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة منذ أسبوعين، إذ تبقى أعلى من معدلها السنوي.

وقرر قائد لواء بنيامين في الجيش الإسرائيلي، الكولونيل ساعر تسور، رفع العمل على مكافحة الحرائق إلى أعلى درجة في سلم الأولويات، وأمر بتعزيز الدوريات وجمع المعلومات الاستخباراتية في محاولة لإحباط أي تهديد.

وقال مصدر عسكري إسرائيلي «هذا أكثر خطورة من العصي والحجارة. لقد اكتشف الفلسطينيون سلاحا جديدا وقويا، ومرعبا للمستوطنين، ويشكل سببا رئيسيا للقلق بالنسبة لنا». وأضاف «إنه نوع جديد من الانتفاضات ويجب أن نتعلم كيف نتعامل معه».

وتشكل الحرائق هاجسا بالنسبة للإسرائيليين، خصوصا بعد اندلاع حريق الكرمل، في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وهو أسوأ حريق في تاريخ إسرائيل وأودى بحياة 44 شخصا، وثارت شكوك آنذاك بأن العمل مفتعل من عرب، قبل أن يكتشف أنه نتيجة الإهمال.

ورغم ذلك، ترك الحريق الكبير مخاوف كبيرة لدى الإسرائيليين من لجوء الفلسطينيين لمثل هذا الأسلوب، وتنتشر في إسرائيل منذ ذلك الوقت عناصر في مناطق مختلفة حيث توجد الغابات والأحراش، خشية قيام أفراد بإشعال النار على خلفية «قومية». وكانت النيران قد اشتعلت بعد حريق الكرمل في عشرة مواقع مختلفة في منطقة الجليل وحيفا وبلدة بسمة البدوية. والشهر الماضي، تمكن عناصر الإطفاء الإسرائيليون من السيطرة على الحريق الذي كان يهدد نصب «ياد فاشيم» التذكاري للمحرقة اليهودية في القدس والذي تم إخلاؤه.