«موسيقى كناوة» تجذب السياح الى الصويرة

مدينة لا تنام إلا بعد منتصف النهار

TT

تجذب الصويرة، التي كان يأتيها كثيرون من الهيبيين إلى أن تقرر إغلاق شاطئ «درب السلطان المهدومة»، مجموعات من الشبان الأوروبيين والأميركيين، يريدون أن يعرفوا كيف كان يعيش أولئك الرافضون قبل أزيد من 4 عقود، ماذا كانوا يفعلون، ولماذا اختاروا الصويرة؟

هذه المدينة تقع على الأطلسي (جنوب الدار البيضاء) وتعرف باسم «مدينة الرياح وطيور النورس» تشتهر بالسمك المشوي، ويتسم سكانها بقدر وفير من التسامح.

هكذا راحت الصويرة تنعش سياحتها، بفضل الموسيقى والحنين إلى أجواء الهيبيين.

«الموجة الجديدة» من الهيبيين، الذين صارت تعج بهم الصويرة بالتزامن مع «مهرجان كناوة» يرتدون في الغالب ملابس من منسوجات الصناعة التقليدية المغربية، ملابسهم بعيدة عن التأنق، الفتيات منهن شعرهن يتناثر ذات الشمال وذات اليمين بلا ترتيب، وجوههن غفل من آثار مساحيق التجميل والأصباغ. من الواضح جدا أنهن لا يكترثن لمظهرهن.

يرسم الشباب أشكالا طريفة على رؤوسهم، يرتدون ملابس قصيرة، يحملون في الغالب إما كتابا أو كومبيوترا أو جهازا إلكترونيا صغيرا لبث الموسيقى، وفي بعض الأحيان آلة موسيقية، غيتارا أو ما شابه، يضعون حقائب على ظهورهم.

هؤلاء الشباب يستيقظون متأخرا، يأتون إلى مقهى «غلاسيي»، أو مقاه أخرى في «ساحة مولاي الحسن». بعضهم لا يتردد في أن يتوسدوا حقائبهم تحت أشجار وارفة في الساحة يتفيأون ظلالها.

في العصر، قبل المغيب، يتجهون نحو الميناء يأكلون السمك المشوي. في الليل يسهرون حتى الفجر مع «موسيقى كناوة» وينتقلون بعدها إلى أزقة المدينة القديمة قرب السور الذي يفصلها عن البحر، هناك يعزفون، ويسمع بعضهم هدير البحر وجلبة تحدثها طيور النورس البيضاء، يتأملون الأمواج المتكسرة.