اسلام آباد تدعو واشنطن إلى تحديد «قواعد القتال» ضد المسلحيين الإسلاميين

تتضمن شروطا تحكم الغارات الجوية التي تشنها طائرات اميركية بدون طيار في الشريط القبلي

سيدات باكستانيات يشاركن في مظاهرة ضد غارات الطائرات الأميركية من دون طيار على الشريط القبلي (أ.ب)
TT

قال الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري ان على الولايات المتحدة تحديد «قواعد قتال واضحة» ضد المسلحيين الاسلاميين كشرط لتحسين العلاقات بين البلدين. وجاءت تصريحات زرداري خلال محادثات جرت امس مع مارك غروسمان, الممثل الاميركي الخاص لافغانستان وباكستان خلفا للدبلوماسي الراحل ريتشارد هولبروك. وقد تدهورت العلاقات بين واشنطن واسلام اباد منذ مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في عملية عسكرية اميركية في باكستان في الثاني من مايو ايار الماضي. ولم تبلغ واشنطن اسلام اباد بشان العملية مما اعتبر تعديا على السيادة. وقال زرداري انه «في غياب قواعد قتالية محددة وموثقة, فقد يقوم اي جانب بعمل خاطئ يمكن ان يقوض العلاقات الثنائية».

واشار مكتب الرئيس في بيان الى ان «الرئيس قال ان قواعد القتال يجب ان تكون واضحة ومحددة حتى يكون من الممكن حل اي نزاع بطريقة ودية». وتضغط الولايات المتحدة على باكستان من اجل قمع المسلحين الاسلاميين الذين يتمركزون في مناطق القبائل المحاذية لافغانستان. ويقول العديد من المراقبين ان عناصر داخل المؤسسة الباكستانية يدعمون الجماعات المتطرفة.

ولم يكشف زرداري عن مزيد من التفاصيل حول قواعد القتال, الا انه من المرجح ان تتضمن شروطا تحكم الغارات الجوية التي تشنها طائرات اميركية بدون طيار التي تستهدف مناطق القبائل الباكستانية بشكل منتظم. ووجهت اسلام اباد الكثير من الانتقادات لهذه الغارات بسبب ايقاعها العديد من الضحايا المدنيين. وجمدت الادارة الاميركية نحو ثلث المساعدات العسكرية السنوية لباكستان والبالغة 2،7 مليار دولار, الا انها طمأنت اسلام اباد الى التزامها بتقديم المساعدات المدنية التي جرت الموافقة عليها في عام 2009 وقيمتها 7،5 مليار دولار.

وفي احدث مؤشر على التوتر بين البلدين قال دبلوماسيون اميركيون في اسلام اباد ان السلطات فرضت عليهم قيودا جديدة تمنعهم من التنقل داخل البلاد. الى ذلك استضافت العاصمة الباكستانية إسلام أباد امس محادثات ثلاثية بين باكستان والولايات المتحدة وأفغانستان. ونقلت قناة «دنيا نيوز» الباكستانية عن مصادر قولها إن مارك جروسمان ، الممثل الخاص للرئيس الأمريكي إلى باكستان وأفغانستان، سيشارك في المحادثات مع وزيرة الخارجية الباكستانية هينا رباني خار ونائب وزير الخارجية الأفغاني.

وقالت المصادر إن الهدف من زيارة المبعوث الاميركي هو مناقشة المسألةالأفغانية مع الدول المجاورة إضافة إلى انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان والحوار مع طالبان. وأضافت أن المحادثات ستتناول أيضا الهجمات التي ينفذها مسلحون في مناطق باكستانية انطلاقا من افغانستان. وذكرت أن المسئول الأميركي سيلتقي القيادات السياسية والعسكرية في باكستان، وبينها رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني ورئيس أركان الجيش. ويقوم المبعوث الأميركي بجولة في وسط آسيا، حيث سيلتقي مسئولين كبار في تركمنستان وكازاخستان وقرغيزستان.