مسلمو أميركا فخورون بهويتهم الأميركية

استفتاء «غالوب»: أغلبهم على قناعة أن حرب العراق كانت خطأ

TT

أوضح استفتاء أجراه مركز «غالوب أبوظبي»، التابع لمركز «غالوب الأميركي»، أن أغلبية ساحقة من المسلمين الأميركيين «مثل غيرهم» من بقية الطوائف الدينية الأميركية. وأنهم يهتمون بعملهم، وعائلاتهم، ويخلصون لوطنهم، وفخورون بهويتهم الأميركية. لكنهم يختلفون عن بقية الأميركيين في تفسير «الإرهاب»، و«الحرب ضد الإرهاب».

وقال الاستفتاء إن المسلمين يتفقون مع نسبة كبيرة من الأميركيين المسيحيين واليهود في أن حرب العراق كانت خطأ، رغم أن النسبة أعلى وسط المسلمين. وكذلك النسبة أعلى كثيرا وسط المسلمين بالنسبة لحرب أفغانستان.

وأوضح الاستفتاء شكوكا كثيرة وسط الأميركيين المسلمين حول مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي). وأيضا، أوضح حماسا أقل للقوات الأميركية المسلحة.

وقال الاستفتاء إن المسلمين الأميركيين يرون أن انخفاض شعبية الولايات المتحدة في الدول العربية والإسلامية سببه السياسة الأميركية هناك، وخاصة لأن أغلبية الأميركيين اقتنعوا بأن حرب العراق كانت خطأ. في الجانب الآخر، قالت أغلبية المسيحيين واليهود إن انخفاض شعبية الولايات المتحدة وسط العرب والمسلمين سببه عدم معرفة هؤلاء بالحقائق الأميركية، إما لتقصير من جانب الحكومة الأميركية، أو بسبب زيادة دعايات معادية للحكومة الأميركية و«أعداء» أميركا. وكان المركز أعلن في السنة الماضية أن رأي المسلمين في الدول الإسلامية، وفي غيرها، في السياسة الأميركية، بعد أن تحسن قليلا عندما دخل البيت الأبيض الرئيس باراك أوباما، عاد تقريبا إلى ما كان عليه في آخر سنة للرئيس السابق بوش الابن. وذلك حسب الاستفتاء الذي أجري في 55 دولة، بداية بسنة 2008، آخر سنة للرئيس بوش. ثم الاستفتاء الذي أجري في سنة 2009، بعد أن ألقى الرئيس أوباما خطابه في القاهرة للعالم الإسلامي، ودعا إلى التقارب بين أميركا والعالم. ثم خلال النصف الأول من سنة 2010، عندما عادت وجهة النظر السلبية نحو السياسة الأميركية إلى ما كانت عليه. وأشار التقرير إلى أن أغلبية السكان في جميع المناطق التي شملتها الدراسة يعتقدون أن المجتمعات المسلمة والغربية يمكنها تجنب الصراع. وعبر عن هذا الرأي 69 في المائة في أوروبا، و61 في المائة في الدول الإسلامية في آسيا، و55 في المائة في دول الشرق الأوسط الإسلامية. ونفس النسبة في الولايات المتحدة وكندا.

وقال التقرير إن هناك إمكانية لتجنب الصراع بين المسلمين والغرب. قال ذلك، بشكل خاص، الذين يعتقدون بأن التوتر بين المجتمعات المسلمة والغربية هو نتاج الاختلافات في المصالح السياسية. لكن، بالنسبة للذين يعتقدون أن الاختلافات أساسا دينية، جاءت نسبة المتفائلين أقل.

من ناحية أخرى، في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المسلمة، قالت نسبة 37 في المائة ممن يعتقدون بإمكانية تجنب الصراع أن الدين هو السبب الأساسي للتوتر. لكن، زادت النسبة إلى 51 في المائة في المناطق الأخرى. ويرى هؤلاء أن الجانبين لا يمكنهما تجنب الصراع.

وقالت مسؤولة في المؤسسة: «الأفراد الأكثر انخراطا في الحوار مع الآخر في الغرب وفي المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة يميلون إلى إلقاء اللوم على السياسة، وليس الدين كسبب للتوتر بين الطرفين».

وأضافت أن الاستعداد للمشاركة بين المجتمعات المسلمة والغربية ارتبط بمستوى موافقة القيادة السياسية في كل دولة.

وأن هذا يوضح بأن رضا الأفراد عن موقف دولهم يجعلهم أكثر انفتاحا على التعامل مع الآخر.

وبأغلبية كبيرة وفي كل الدول الإسلامية تقريبا، ركز المسلمون على كلمة «ريسبيكت» (احترام)، أي توقع أن تحترم الدول الغربية الإسلام والمسلمين أكثر مما تفعل الآن.

وقال أكثر من 70 في المائة في الدول ذات الأغلبية المسلمة إن الامتناع عن تدنيس القرآن الكريم والرموز الإسلامية الأخرى سيكون مفيدا في إظهار «الاحترام». وقالت نسبة 54 في المائة إن «الاحترام» يتمثل في معاملة المسلمين بشكل منصف وعادل في السياسات التي تؤثر عليهم.

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن استفتاء السنة الماضية، ثم هذا الاستفتاء الذي أعلنت نتائجه أمس، يعنيان أن نسبة كبيرة وسط الغربيين ليست متفائلة كثيرا فيما يخص إمكانية تجنب الصراع مع المسلمين، وأن أغلبية هؤلاء الغربيين هم الذين يعتقدون أن الصراع ديني أكثر من سياسيا. في الجانب الآخر، قالت نسبة كبيرة من المسلمين أن الصراع سياسي أكثر منه دينيا، وأن في الإمكان تجنب الصراع.