محمد جغام لـ «الشرق الأوسط»: هناك خشية فعلية من إمكانية سيطرة الإسلاميين على الحكم في البلاد

أمين عام حزب «الوطن» التونسي يدعو إلى ضرورة تكوين كتلة قوية من الأحزاب الوسطية لا يقل عددها عن 50 إلى 60 حزبا

محمد جغام
TT

قال محمد جغام، الأمين العام لحزب الوطن، الذي تأسس بعد ثورة 14 يناير، إن هناك خشية فعلية من إمكانية سيطرة الإسلاميين على الحكم في تونس انطلاقا من الاستحواذ الحالي على العملية الانتخابية بمراحلها المختلفة. ودعا الأحزاب الوسطية إلى التحالف مع الأحزاب الدستورية من أجل التخفيف من خوف التونسيين على مستقبل بلادهم.

وكشف جغام في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عن ضرورة تكوين كتلة قوية من الأحزاب الوسطية لا يقل عددها عن 50 إلى 60 حزبا سياسيا تمكن من الدخول في منافسة جدية مع بقية الأحزاب السياسية، التي تعطيها استطلاعات الرأي السبق على مستوى نوايا التصويت، وخاصة حركة النهضة، التي تعطيها تلك الاستطلاعات المرتبة الأولى.

ودعا جغام «الأغلبية الصامتة» إلى المشاركة الفعلية في الحياة السياسية، والتوجه إلى مكاتب التسجيل في الانتخابات حتى لا تفاجأ بنتائج العملية الانتخابية.

واعتبر جغام، الذي شغل منصب وزير الداخلية والسياحة في عهد الرئيس السابق، زين العابدين بن علي، أن الخطر الحقيقي خلال هذه الفترة يكمن في التسجيل في اللوائح الانتخابية استعدادا لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي المزمع إجراؤها يوم 23 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وقال إن أعضاء حركة النهضة يقبلون بكثافة على مكاتب التسجيل، وتوقع أن لا تتجاوز عمليات الإقبال على التسجيل حدود 19 في المائة من عدد الناخبين، وسيكون للتيارات الإسلامية نصيب الأسد من عمليات التسجيل في اللوائح الانتخابية، وذلك بما لا يقل عن 16 في المائة من النسبة المقدرة بـ20 في المائة، وهو ما سيجعل سيطرة الإسلاميين على العملية الانتخابية واردة جدا.

وحول النزاع على أحقية قيادة حزب الوطن مع السياسي التونسي البشير محلة، قال جغام إن مجموعة لا تتجاوز العشرين شخصا عقدت مؤخرا مؤتمرا باسم «حزب الوطن»، وهي غير ممثلة، ولا تمتلك هياكل على المستويين الجهوري والمحلي، وهي بذلك فاقدة للشرعية.

وأضاف أن المؤتمر الفعلي لحزب الوطن عُقد يوم السبت الماضي بقصر المؤتمرات بالعاصمة التونسية، وحضره، حسب جغام، أكثر من 1500 مؤتمر. وحث جغام الحكومة المؤقتة، برئاسة الباجي قائد السبسي، على أن تكون أكثر حزما مع الاعتصامات وعمليات قطع الطريق، وإقناع التونسيين بأن الكثير من مطالبهم مستحيلة في الوقت الراهن على الرغم من كونها قد تكون على حق.

ودعا جغام التونسيين إلى أن يجعلوا من تونس بلدا مثل سويسرا على مستوى النظافة والإدارة واحترام الدولة والمواطن، وهذا الأمر ليس مستحيلا، على حد تعبيره. وانتقد تراجع موضوع النظافة واحتلاله المراتب الأخيرة، على الرغم من أهميته في الدعاية للسياحة التونسية.

وقال جغام، إن تفكير الساهرين على القطاع السياحي يجب أن ينصب على موسم 2012، وعليهم أن يسوقوا أن تونس بلد الاستقرار والثورة الناجحة، وهذا يتطلب خلال الفترة المقبلة الكف عن الاعتصامات والاحتجاجات والإضرابات في مواقع الإنتاج حتى تتمكن البلاد من استرجاع أنفاسها.

واعتبر جغام أن عملية المصالحة بين التونسيين مسألة حيوية لإعادة بناء تونس من جديد، ولم ينف جغام ضرورة محاسبة ومقاضاة المتورطين في عمليات الفساد السياسي والمالي. وحذر من ناحية أخرى من مغبة اللجوء إلى الاجتثاث والعقاب الجماعي، أثناء عمليات البناء من جديد فهي، على حد قوله، تخلف حلقات مفزعة من العنف ما زالت بعض الثورات تعاني منها حتى الآن.