السعودية: «زيد القصيمي» ثاني مطلوب خطر على قائمة الـ47 يفر من اليمن إلى بلاده

القائمة الخطرة تتقلص لـ45 مطلوبا.. والتركي يؤكد: ظروفهم فيها لا تبشر بخير

TT

سجلت السعودية، أمس، تراجعا جديدا لأحد المطلوبين الخطرين الذين تدرجهم على قائمة تضم 47 مطلوبا لها، حيث بادر عبد السلام الفراج، المكنى بـ«زيد القصيمي» بتسليم نفسه للسلطات الأمنية، وذلك بعد فراره من اليمن.

وأعلنت وزارة الداخلية، على لسان المتحدث الأمني باسمها، اللواء منصور التركي، بأن ذوي المطلوب على قائمة الـ47، عبد السلام الفراج، أبلغوا الجهات الأمنية عن مبادرته بالاتصال بهم، مبديا رغبته وحاجته للمساعدة في العودة إلى الوطن وتسليم نفسه.

وبتسليم الفراج نفسه، تتقلص قائمة المطلوبين الخطرين المطلوبة للسلطات السعودية، إلى 45 اسما، وذلك بعد أن قام أحد المدرجين عليها، في مايو (أيار) الماضي، بتسليم نفسه للسلطات.

وذكر بيان وزارة الداخلية، أن الجهات الأمنية المختصة تولت ترتيب وتسهيل عودة الفراج، ولمّ شمله بأسرته فور وصوله إلى الأراضي السعودية، موضحا البيان أنه «سيتم معاملته وفق الإجراءات المعمول بها في مثل هذه الحالات، كما سيتم أخذ مبادرته في الاعتبار عند النظر في أمره».

وتحفظ اللواء منصور التركي، عن ذكر أي معلومات عن المكان الذي قدم منه ثاني المطلوبين الخطرين على قائمة الـ47، لكنه أكد في تصريحاته أن الظروف التي يجد فيها هؤلاء أنفسهم «لا تبشرهم بخير»، في وقت تفيد فيه المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» بأن الفراج أو «زيد القصيمي»، تم تسجيل عودته من اليمن.

وكانت المعلومات التي كشفت عنها الداخلية السعودية في 9 يناير (كانون الثاني) الماضي، تشير إلى أن المطلوبين على قائمة الـ47 يتوزعون جغرافيا في 4 دول، هي: اليمن، والعراق، وأفغانستان، وباكستان.

وبالأمس، أعلنت الرياض عن تسلمها للمطلوب عبد السلام الفراج، بعد قراره تسليم نفسه إلى السلطات هنا، وأوضح اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني بوزارة الداخلية، أن عملية تسليم الفار نفسه تمت خلال الشهر الماضي.

وطبقا لمعلومات «الشرق الأوسط»، فإن السلطات السعودية تتهم الفراج بـ«تبني فكر تنظيم القاعدة الإرهابي الداعي إلى الخروج المسلح وإهدار مقدرات البلاد، واعتبارها دار حرب، وقتل المواطنين والمقيمين واستهداف المنشآت الهامة والمجمعات السكنية»، كما تعتبره «أحد عناصر تنظيم القاعدة الخطرين، الذين يجيدون استخدام السلاح».

كما تفيد معلومات الصحيفة بأن الفراج قام بالتسلل من السعودية إلى اليمن، والانضمام لمعسكرات تنظيم القاعدة هناك، كما تشير المعلومات إلى تدرب المطلوب الفراج على استخدام الأسلحة المتنوعة والمتفجرات والسموم، وتخطيطه لتنفيذ عمليات إرهابية ضد منشآت حيوية (نفطية) واغتيالات داخل السعودية.

غير أنه، على الرغم من كل ذلك، فإن وزارة الداخلية السعودية، أكدت على أن مبادرة الفراج بتسليم نفسه، ستؤخذ في الاعتبار عند النظر في وضعه، بينما أكد اللواء منصور التركي أن إطلاق سراح مثل هؤلاء المبادرين من عدمه عائد إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، مجددا على تعهد وزارة الداخلية بأن تبذل ما بوسعها من أجل تسهيل أمورهم حتى وهم قيد الإيقاف، وأنه سيتم تمكينهم من مشاركة ذويهم بالمناسبات وفي أي مواقف أخرى.

وكان شهر مايو الماضي، وتحديدا في اليومين الخامس والحادي عشر من الشهر، شهد مبادرة لـ4 ممن انضموا لتنظيم القاعدة في الخارج بتسليم أنفسهم للسلطات السعودية، 3 منهم من خارج القوائم المعلنة، وواحد فقط كان مدرجا على قائمة الـ47 التي أعلن عنها بداية العام الحالي.

ومنذ أن بدأ تنظيم القاعدة نشاطه، أصدرت وزارة الداخلية السعودية قوائم بعشرات المطلوبين أمنيا؛ آخرها قائمة تضم أخطر المطلوبين المطاردين تم إصدارها هذه السنة، وتتهم المدرجين فيها بتبني فكر تنظيم القاعدة الإرهابي والترويج له، والانضمام لتنظيمات الفئة الضالة، والتدرب على المهارات القتالية واستخدام الأسلحة المتنوعة والمتفجرات والسموم بهدف استخدامها في تنفيذ العمليات الإرهابية، وتحريض صغار السن على مخالفة ولاة الأمر وأئمة المسلمين، والسفر إلى مناطق الصراع، وتسهيل سفر الشباب إلى مناطق تشهد صراعات، وتقديم دعم تقني وإعلامي لتنظيم القاعدة، وتقديم تسهيلات ودعم لوجيستي وجمع أموال لدعم التنظيم، والتسلل من السعودية للانضمام لـ«القاعدة».

يشار إلى أن قائمة الـ47 التي كشفت عنها السعودية في يناير (كانون الثاني) الماضي، هي خامس قائمة يتم إصدارها لمطلوبين أمنيا، منذ أن بدأ تنظيم القاعدة نشاطه في 12 مايو 2003، وذلك بعد 4 قوائم ضمت 166 إرهابيا، بعضهم تمت تصفيته، والبعض الآخر قام بتسليم نفسه، بينما لا تزال هناك مجموعات طليقة.

وتأتي قائمة المطلوبين الجديدة التي تلاحقها الشرطة الدولية بـ«نشرات حمراء»، بعد أقل من عامين على قائمة ضمت 85 مطلوبا أمنيا، جميعهم خارج البلاد. وتعتبر القائمة الجديدة هي القائمة الأولى التي تتناقص فيها أعداد المطلوبين عن القائمة التي سبقتها، حيث ضمت أول قائمة تعلنها الرياض 19 اسما، تلتها قائمة بـ26 اسما، فقائمة الـ36، وصولا إلى قائمة الـ85 التي أعلن عنها في فبراير (شباط) 2009.