ناصر لـ «الشرق الأوسط»: العمليات التي تجري على الأرض كلها لصالح الثوار.. ونحن الآن على أبواب زليتن وتيجي

عضو المجلس الانتقالي الليبي: الرئيس الموريتاني ليست له مصلحة مع القذافي

سيف الدين ناصر
TT

قال سيف الدين ناصر، رئيس وفد المجلس الوطني الانتقالي الليبي، الذي حل مؤخرا بنواكشوط للقاء الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بصفته رئيس المبادرة الأفريقية: «جئنا لنتفاهم على مضمون المبادرة، وشرطنا الوحيد لقبولها هي أن تضم بندا يقضي برحيل العقيد معمر القذافي».

وأشار ناصر في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أن الرئيس الموريتاني ليست له مصلحة مع القذافي، لأن وصوله إلى السلطة حدث مؤخرا، وهو ليس مثل باقي الرؤساء الأفارقة الذين لهم مصالح مشتركة مع القذافي.

وتحدث ناصر عن ثقته بانتصار الثوار في المعركة، وتقديره للدول التي وفقت إلى جانبهم، بينما التمس العذر للدول التي وقفت موقفا مغايرا.

وفي ما يلي نص الحوار.

* ما سبب زيارتكم لموريتانيا في هذا الوقت بالذات؟

- أتينا إلى دولة موريتانيا للقاء الرئيس محمد ولد عبد العزيز، رئيس المبادرة الأفريقية، لنتفاهم على مضمونها، وشرطنا الوحيد لقبولها هي أن تضم بندا يقضي برحيل القذافي.

* كيف تنظرون في المجلس الانتقالي إلى موقف الحكومة والشعب الموريتانيين إزاء ما يجري في ليبيا؟

- الشعب الموريتاني شعب طيب، ويشكل امتدادا للشعب الليبي لكون أصولهما واحدة. كما أن الرئيس الموريتاني ليست له مصلحة مع القذافي، لأن وصوله إلى السلطة حدث مؤخرا، وهو ليس مثل باقي الرؤساء الأفارقة الذين لهم مصالح مشتركة مع القذافي، فنحن نستبشر خيرا بالرئيس.

* ميدانيا، ماذا عن العمليات العسكرية التي تجري على الأرض؟

- أولا، العمليات التي تجري على الأرض كلها لصالح الثوار، لأننا نشاهد كل يوم انتصارا لمقاتليهم، والزحف متقدم، ونحن الآن على أبواب زليتن وتيجي.

* بالنسبة لمواقف بعض الدول العربية، كيف تقيمون مواقف دول الخليج من النزاع الدائر في ليبيا؟

- نحن نقدر مواقف كل دولة عربية حسب ظروفها، ولا نلوم دولة على موقفها. فكل دولة حرة في اتخاذ الموقف الذي تراه مناسبا لسياستها. والشعب الليبي يعتمد على توفيق الله ثم على مجهودات أبنائه، ومواقف الدول العربية تزيده قوة وانتصارا.

* ألا ترون أن مدينة بنغازي شهدت مؤخرا بعض المواجهات بين الفريقين، مما يشير إلى أن الثوار تم اختراقهم من لدن القذافي وأعوانه؟

- ما حدث لا يسمى اختراقا، وإنما يعود إلى طيبة الثوار وديمقراطيتهم. ومقتل اللواء عبد الفتاح يونس لم يزدنا إلا إصرارا وتصميما على تصفية أعدائنا وتحقيق النصر.

* ما زال البعض يتساءل عن الظروف والملابسات التي راح ضحيتها اللواء عبد الفتاح يونس، هل لديكم تفاصيل حول الموضوع؟

- ستكشف التحقيقات عن مغزى وملابسات ذلك.

* هل تتهمون جهة محددة؟

- نحن الآن لا نتهم جهة بعينها، وسيكشف التحقيق عن الضالعين في العملية وسيقدمون إلى محاكمة عادلة.

* هل تخشون بعد هذا الحادث من حدوث حرب أهلية، وما الضمانات التي تحول دون ذلك؟

- الشعب الليبي متماسك ولديه هدف واحد؛ هو رحيل القذافي. ونستبشر خيرا بأنه لن تكون هناك انشقاقات لأننا مجتمع اجتماعي وقبلي ولدينا روابط اجتماعية وكلها مصممة على نهاية النظام.

* ماذا عن مواقف الدول المغاربية؛ إذ يلاحظ أن لديها مواقف متباينة حيال الأزمة الليبية، كيف تقيمون موقف كل دولة على حدة؟

- دول المغرب العربي تقف على الحياد، ولكنها تعرف الحقيقة، وتميز الظالم من المظلوم، ومع ذلك، نقدر لكل دولة مغاربية مواقفها، كل حسب ظروفها، ولا نلومها على ذلك.

* هل لكم أن تقارنوا بين الدول التي تعترف بكم والدول التي ما زالت تعترف بشرعية القذافي، وما أفق هذه المواجهة؟

- المجلس الوطني الانتقالي ينتزع كل يوم اعترافا جديدا بشرعيته، لكن الوجود على أرض الواقع يكفينا؛ إذ إننا موجودون في كل مناطق ليبيا حتى في المناطق التي ما زالت تحت سيطرة القذافي، لكن الخوف من بطش أعوان القذافي يمنعها أحيانا من التظاهر بدعمنا ومساندتنا. وفي النهاية، نحن منتصرون وكل العالم سيعترف بنا.

* علاقتكم بحلف الناتو يشوبها أحيانا بعض الفتور، البعض يقول إنه لا يقوم بالعمليات التي تطلبونها منه، وإن هناك أجندة خاصة لديه، ما تعليقكم؟

- الناتو ليست لديه أجندة؛ فهو يطبق القرار رقم 1973 الصادر عن مجلس الأمن. ونحن تربطنا علاقة بالأمم المتحدة وليس بالناتو، وإن كان هذا الأخير يقوم بواجبه حسب خطته، ونحن بدورنا نقوم بواجبنا للدفاع عن أرضنا ووطننا.

* في ما يتعلق بالعلاقة بدولة قطر، هل لكم أن تشرحوا لنا أبعاد هذه العلاقة؟

- قطر دولة عربية شقيقة لنا، وقفت إلى جانبنا، ونقدر لها هذا الموقف، وقدمت لنا الدعم عن طريق الجامعة العربية ومنظمة الأمم المتحدة، شأنها شأن باقي الدول الأخرى التي شاطرتنا مأساتنا.