العاملون في «بي بي سي» ينهون إضرابهم اليوم ويهددون بإضراب مفتوح

المحتجون يؤكدون عدم توافر العدالة في العمل.. والإدارة تصر على تطبيق نظامها الجديد

جانب من إضراب القسم العربي في «بي بي سي» («الشرق الأوسط»)
TT

في حين ينهي بعد منتصف اليوم صحافيون ومقدمو برامج القسم العربي، في هيئة الإذاعة البريطانية، إضرابهم الذي استمر ستة أيام احتجاجا على «عدم وجود مساواة وعدالة من قبل الإدارة بيننا وبين أقسام أخرى في (بي بي سي)، في ظروف العمل والتشغيل والأجور التي تختلف عن بقية الأقسام في هذه المؤسسة»، حسبما أكد الصحافي والمذيع، باسم كامل، رئيس نقابة الصحافيين البريطانيين في القسم العربي في «بي بي سي»، عبر فارس الخوري، رئيس تحرير القسم العربي في هيئة الإذاعة البريطانية، عن أسفه «لإقدام الزملاء على هذا الإضراب، الذي لم يكن له أي موجب؛ إذ إنه أجرى هو تغييرا في جداول الدوام، وتحويلها من 12 ساعة يوميا إلى 10 ساعات موزعة على 4 أيام بدلا من 3 وبواقع 8 أيام».

كامل أوضح لـ«الشرق الأوسط»، وفي موقع الإضراب، عن بوابة «بي بي سي»، في «ريجنت ستريت» وسط لندن، أن «إضرابنا سينتهي بعد منتصف الليلة، وهذه رسالة قوية لإدارة القسم العربي والإدارات العليا، مفادها بأن العاملين لم يعودوا يطيقون هذه الأوضاع أو تجاهل مطالبهم العادلة، لأن الوضع يوشك على الانفجار داخل القسم العربي»، مع توضيح أنه «في حالة عدم استجابة الإدارة لمطالبنا فسوف نتخذ جملة من الإجراءات التصعيدية، وبما تكفله القوانين لنا، وفق مبدأ العمل ضمن القاعدة، أي أن لا نعمل إلا ما هو مطلوب منا قانونيا، وضمن ساعات العمل المحددة، وهذا يعني أن لا نقوم بأي مبادرات إضافية أو تقديم عمل تطوعي ونأخذ أوقات راحتنا وفق القانون، أو سنناقش مقترح القيام بإضراب مفتوح وكل الاحتمالات واردة».

وقال مضيفا: «لقد طرحنا في نقاشنا مع الإدارة موضوع ظروف العمل، وهذا مصطلح يعني أمورا كثيرة، منها وجوب تحقيق العدالة في العمل، وقد طرحنا هذه النقطة رسميا في نقاشاتنا، وقلنا إن ظروف العمل غير منصفة، وهذا يتعلق بمكان العمل وتعامل الإدارة مع العاملين، لكن الإدارة تريد اختزال مطالبنا بموضوع جدول وأيام الدوام»، مؤكدا أن «العاملين لا شيء جديد عندهم عما طرحوه في السابق، وبعلم نقابة الصحافيين البريطانيين، التي طلبت من الإدارة العودة إلى التفاوض، لكنها رفضت وتريد أن تفرض أسلوبها علينا».

وقال كامل: «حاليا نحن نعمل 42 ساعة أسبوعيا، وهذا مخالف للعقد الموقع بيننا وبين (بي بي سي)؛ إذ يجب أن نعمل 40 ساعة أسبوعيا فقط، وبتطبيق جدول العمل الجديد فإننا سنعمل 26 يوما إضافية مجانا، وحسب الجدول الجديد فإن الإدارة تفرض علينا مواعيد عمل غير آمنة، مثل البدء عند الساعة السابعة والنصف صباحا، وهذا يكبد العاملين مشقة الوصول بغياب وسائط النقل العامة، خاصة يومي السبت والأحد، أو الخروج بعد العاشرة والنصف مساء، وهذا يعني أن يصل الصحافي إلى بيته بعد منتصف الليل، وعليه أن يقطع شوارع قد تكون غير آمنة، والمؤسسة لا تتحمل مسؤولية ما يحدث له خارج أسوارها».

من جهته، أوضح رئيس تحرير القسم العربي في «بي بي سي»، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «هدفنا من تغيير جدول الدوام جاء بعد دراسة مستفيضة للتخفيف عن كاهل العاملين، واختصار ساعتين من وقت عملهم، على أن توزع على 4 أيام، وبذلك تكون ساعات العمل 40 ساعة أسبوعيا وفق العقد الموقع بين المؤسسة والعاملين»، مشيرا إلى أن «النظام الجديد سيوفر للعاملين فرصة للاسترخاء من أجل تقديم أفكار جديدة وبرامج مبتكرة لمشاهدينا ومستمعينا، وهذا من حق جمهورنا علينا».

وأكد خوري أن «حوارنا مع النقابة استمر منذ سنة، ولم نتوصل إلى نتائج؛ فإذا كان عندهم أفكار أو مقترحات جديدة فنحن على استعداد لسماعها، وإلا فإن العاملين سيعملون وفق الجدول الجديد بعد أن ينتهي إضرابهم غدا (اليوم)»، كما قال: «فوجئنا بأحاديث الزملاء المضربين عن عدم المساواة والعدالة في ظروف العمل، مع أن بقية أقسام (بي بي سي)، كالفارسية، والقسم الفني، وغيرها، يعملون وفق ذات جداول الدوام». وأقر الخوري بأن «الإضراب، وكما أوضحنا لمشاهدينا ومستمعينا وقرائنا على الإنترنت، سيحدث تغييرات في نوعية الخدمات، إلا أن العاملين غير المضربين يبذلون جهودا استثنائية من أجل استمرار البث»، معربا عن رأيه في أنه لم يكن هناك أي مبرر لهذا الإضراب، وسنسمع من النقابة أي مقترحات إذا كانت جديدة ومفيدة».