نجاة سياسي شيعي مستقل مناهض لإيران من هجوم صاروخي على منزله في بغداد

إياد جمال الدين لـ «الشرق الأوسط»: طهران تريد التخلص من كل معارض لفكرة ولاية الفقيه

عراقي يعاين مضيف السياسي الشيعي إياد جمال الدين في منطقة الجادرية ببغداد الذي دمره صاروخ مساء أول من أمس (رويترز)
TT

اتهم المفكر والسياسي الشيعي العراقي المستقل إياد جمال الدين، زعيم كتلة أحرار، إيران بضلوعها في محاولة اغتياله أول من أمس وذلك عندما انفجر صاروخ في حديقة منزله في منطقة الجادرية القريب من المنطقة الرئاسية ببغداد أمس وأدى إلى إصابته وبعض ضيوفه بجروح وصفها بـ«البسيطة».

وقال جمال الدين لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من منزله ببغداد أمس «كنا وكالعادة نجلس في المضيف الذي يحتل جانبا من الحديقة عندما انفجر الصاروخ خارج المضيف وقريبا جدا مني مما أدى إلى احتراق المضيف المبني من قصب البردي تماما»، مشيرا إلى أن «العناية الإلهية وحدها هي التي أنقذتنا من الموت بسبب قوة انفجار الصاروخ الذي سقط على بعد أمتار قليلة منا».

وأضاف جمال الدين، وهو مفكر وسياسي شيعي معمم لكن طروحاته الفكرية والسياسية ضد استخدام الدين والمذهب سياسيا ويدعو إلى العلمانية والانفتاح الفكري وحرية الرأي ويعارض بشدة المحاصصات الطائفية والسياسية وعرف بمواقفه المتشددة والمعلنة ضد التدخل الإيراني في الشأن العراقي وضد مبدأ ولاية الفقيه في إيران، قائلا: «إن الصاروخ انطلق من الضفة الأخرى من نهر دجلة، أي من منطقة الدورة (يقع منزله على ضفاف دجلة في الكرادة) وأغلب الظن أنه صاروخ موجه كونه كان دقيقا في اتجاهه وانفجاره»، منبها إلى أن «هذه هي محاولة الاغتيال السادسة، إذ كانت أول محاولة لاغتيالي في طهران عام 1981 من قبل مجاهدين خلق وبعد 2003 تعرضت في العراق لخمس محاولات اغتيال، إذ انفجر صاروخان وقذيفة هاون في حديقة بيتي، وانفجرت عبوة ناسفة تحت سيارتي، وكانت هناك محاولة لاغتيالي في بيتي بمنطقة سوق الشيوخ جنوب العراق».

ووجه جمال الدين أصابع الاتهام «لإيران ولمجاميعها المسلحة التي يديرها قاسم سليماني قائد فيلق القدس» وقال: «أقولها بوضوح وبلا تحفظ إن إيران هي التي حاولت اغتيالي ومجاميعها المسلحة الخاصة هي التي قصفتنا مرة بقذيفة هاون ومرتين بصواريخ موجهة»، مستبعدا أن تكون «(القاعدة) وراء اغتياله لأن دور (القاعدة) يتلاشى في العراق عامة وفي بغداد خاصة أمام تنامي دور الميليشيات التابعة لإيران وعملياتها الإرهابية».

وأضاف قائلا «إن إيران لا تريد أن تبقي أي صوت في العراق يعارض أو يخالف ولاية الفقيه (علي خامنئي) وخاصة إذا كان هذا الصوت شيعيا، وهنا أسأل خامنئي وأقول له بأي وجه ستقابل ربك إذا سألك عن قتلي، وأذكره بمقولة الأمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وفي رده على شتائم الخوارج له (إنما هو سب بسب أو عفو عن ذنب) فإذا كنت قد تعرضت لسياسة التدخل الإيراني في العراق بواسطة الكلام فعلى السلطات الإيرانية أن ترد علي بالكلام وليس بالعبوات الناسفة أو قنابل الهاون أو الصواريخ الموجهة فأنا لا أملك ميليشيات أو أسلحة»، منبها إلى أن «الدور الإيراني يتعاظم في العراق ومنذ 2003 حتى صرنا نتنفس إيران هنا وفي كل شيء ومن المحزن أن يكون العراق بتاريخه الحضاري تابعا لإيران ويدار من قبل الميليشيات المسلحة التابعة لفيلق القدس».

وأوضح زعيم كتلة أحرار الذي عارض إيران منذ عودته إلى العراق في أبريل (نيسان) 2003 قائلا: «إن هناك اليوم الكثير من المجاميع الخاصة المسلحة التي تديرها إيران في العراق ومهمتها إحداث التفجيرات واغتيال الشخصيات العراقية بواسطة كواتم الصوت، وهذه فرصة ذهبية لإيران للتخلص من أي صوت يعارض سياستها في العراق»، واصفا هذه الأعمال بأنها «من فعل الجبان فالشجاع لا يرد على حرية الرأي بالصواريخ والاغتيال والنظام الإيراني جبان وخائف من الحقيقة ومن الصحوة الشيعية في إيران والعراق ولبنان بعد أن تكشف للشيعة كذب ادعاءات إيران واستخدامهم للدين من أجل البقاء في السلطة فهم يستخدمون الدين والمذهب كما يستخدمون الأموال والسلاح».

واستدرك جمال الدين الذي يتحدر من عائلة عربية تماما اشتهرت بسعة الثقافة والشعر وبمواقفها الوطنية، قائلا «إن إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي تجند ميليشيات مسلحة خارج حدودها وتنكر ذلك لأنها تعرف أن هذا العمل جبان وليس فعل دولة تحترم نفسها، فالمرشد الأعلى (خامنئي) هو رجل دين وعالم فكيف له أن يسلم أمور المسلمين (الذين يدعي أنه مسؤول عنهم) بيد حرس الثورة»، محملا خامنئي «المسؤولية الأخلاقية والدينية والقانونية عن كل ما يحدث في إيران والعراق ولبنان وعن دماء الأبرياء التي تهدر على أيدي الميليشيات المسلحة المدعومة من قبل حرس الثورة، وعليهم أن يتعظوا من ثورة الشعوب، إذ سيكون موقع هؤلاء وراء القضبان كما صدام حسين بالأمس وحسني مبارك اليوم».

وفي تعليقه على اعتراف قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإسلامية بأنه يتحكم بسياسة العراق، قال جمال الدين «أنا لا أعرف سليماني شخصيا لكني أعرف بأنه ليس رجلا خارقا للعادة أو ذكيا جدا، وهو لا يقول ذلك لأنه قوي بل لأن من يحكم العراق من السياسيين العراقيين ضعفاء ومن العيب أن يسمحوا بمثل هذا الكلام الذي لم نسمع أي رد عليه من حكام العراق، وأنا على يقين أن هذا الأمر سينتهي على يد العراقيين في العراق والإيرانيين التواقين للحرية وبناء دولة حضارية والمعروفين بحبهم للشعب العراقي».

وحول العمليات الإرهابية التي تحدث في العراق، قال جمال الدين «إن النظام السوري الحليف القوي لإيران ينفذ مع إيران مخططا مشتركا لإقلاق الوضع الأمني في العراق وذلك من خلال المجاميع المسلحة الخاصة أو دعم من يسمون أنفسهم بالمقاومة أو تنظيم القاعدة»، محملا الحكومة العراقية «مسؤولية الحفاظ على الوضع الأمني ومنع التدخل الإيراني في البلد».