مسؤول تركي: ما يحصل في حماه عمل وحشي.. وحكومة تقوم بذلك لا يمكن وصفها بالصديقة

أنقرة ولندن تتفقان على زيادة الضغوط على النظام السوري

بولانت أرينج
TT

في أقوى انتقاد تركي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد حتى الآن، وصف بولانت أرينج، نائب رئيس الوزراء التركي، اعتداء القوات الأمنية على مدينة حماه بأنها «عمل وحشي»، وقال إن حكومة تسمح بحصول ذلك «لا يمكن وصفها بالصديقة». وأضاف أرينج، بحسب ما نقلت وكالة «رويترز»، أمس: «أنا أقول هذا متحدثا عن نفسي، ما يحصل في حماه اليوم هو عمل وحشي.. ومن يقوم بهذا (العمل) لا يمكن أن يكون صديقنا. هم يرتكبون خطأ كبيرا».

وقبل بدء الانتفاضة السورية منتصف شهر مارس (آذار) الماضي، ربطت بين أنقرة ودمشق علاقات جيدة وصلت حد الاتفاق على إلغاء تأشيرات السفر بين البلدين وتوقيع عدة اتفاقيات تجارية. وقد حث رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، مرات كثيرة الرئيس السوري، بشار الأسد، بأن يوقف العمليات العسكرية ضد شعبه ويعجل بتطبيق الإصلاحات التي وعد بها، إلا أن بولانت قال إن هذه النصائح يبدو أنها لا تلاقي آذانا مصغية. وأضاف للصحافيين، أمس: «نُصر على الحلول الديمقراطية والسلمية وبدء الإصلاحات. قلنا لهم إنهم سينهارون بغير ذلك.. وتبين الأحداث الأخيرة أنهم لم يستفيدوا بأي درس من هذه الاقتراحات».

وكان الرئيس التركي، عبد الله غل، قال أول من أمس، إنه ارتاع للهجوم على مدينة حماه بالمدرعات في بداية شهر رمضان. ويقول أردوغان الذي كانت له علاقة وثيقة مع الأسد إن تركيا تكاد تعتبر الأحداث في سوريا قضية داخلية لتركيا نظرا للعلاقات القوية والحدود الطويلة بين البلدين. وأرسل الأسد مبعوثا لمقابلة أردوغان في يونيو (حزيران) بعد أن ندد رئيس الوزراء التركي بـ«الوحشية» التي أجبرت آلاف السوريين على الفرار إلى تركيا. بعد ذلك أصبح انتقاد دمشق أقل تواترا إلى أن وقع الهجوم على حماه.

وكانت صحيفة «حريات» التركية قالت، أمس، إن أنقرة ولندن اتفقتا على زيادة الضغوط على سوريا، وقالت إن وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، اتصل بنظيره التركي أحمد داود أوغلو يوم الاثنين الماضي، بعد يوم على بدء العملية العسكرية في حماه، واتفقا على ضرورة زيادة الضغوط على نظام الأسد.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الخارجية التركية، حول احتمال فرض أنقرة عقوبات على دمشق أسوة بتلك التي فرضها الاتحاد الأوروبي على شخصيات سوريا متورطة في القمع، قوله: «قرارات الاتحاد الأوروبي تعتبر ملزمة لهم فقط وليس لتركيا. ليس هناك شيء من قبيل العقوبات على الأجندة التركية في الوقت الحالي».

وكان داود أوغلو قد اعتبر في مؤتمر صحافي مشترك عقده في أوسلو مع نظيره النرويجي يوم الاثنين الماضي، أن «توقيت وطريقة (حملة) القوات السورية العسكرية في حماه، خاطئة تماما». وأضاف: «بينما نتوقع من الحكومة السورية أن تدخل إصلاحات، علمنا بالعملية. من الخطأ جدا القيام بعملية كهذه عشية شهر رمضان المبارك. أحداث كهذه رسائل خاطئة للشعب السوري والمجتمع الدولي».

وتابع يقول: «أملنا أن تحل سوريا مشكلاتها بمفردها عبر إدخال إصلاحات، الحل الأفضل هو تشجيع الحكومة السورية لإدخال إصلاحات»، مشيرا إلى أن الحل الثاني هو حل المشكلة عبر «الدينامية الدولية» عبر التعاون مع البلدان المجاورة. وأضاف: «ولكن إذا بقيت المشكلة من دون حلول وكل يوم أعداد من الناس تقتل، فلا يمكن لأحد أن يبقى صامتا».