الصدر يواصل «ترشيق» تياره ويغلق مقر إحدى هيئاته لمدة شهر

قيادي صدري لـ «الشرق الأوسط»: جهات خارجية تعمل على تشويه سمعتنا

TT

في الوقت الذي أطلق فيه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اليد للواء «اليوم الموعود» الذي بات يتبنى المزيد من العمليات العسكرية ضد الأميركيين، فإنه، وبعد قراره بالإبقاء على تجميد «جيش المهدي»، يواصل اتخاذ المزيد من الإجراءات الصارمة على صعيد إعادة ترتيب البيت الداخلي لتياره؛ ومن بين هذه الإجراءات إلغاء مشروع «المبلغين» على خلفية رفض أعداد من هؤلاء الذهاب إلى المحافظات.

وأصدر الصدر بيانا حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه تضمن «منع استخدام مكيفات الهواء والكراسي والأرائك والطاولات داخل مكاتبه والفروع التابعة له وتحويل الجلسات إلى أرضية، وتشجير مقرات الحدائق والأرصفة». واستثنى الصدر طبقا للبيان «الهيئة السياسية ومركز الشهيدين الصدرين والمعهد التطويري والمدارس الأكاديمية التابعة للمكتب، على أن يطبق ذلك خلال أسبوع». كما أمر الصدر وفق البيان بـ«زراعة وتشجير مقراته والحدائق والأرصفة بالتنسيق مع المختصين».

وفي السياق نفسه، ألغى الصدر مشروع «المبلغين» على خلفية تكليفه نحو خمسين من طلبة الحوزة بالذهاب إلى المحافظات معلنا أن «ما يقارب من 20 منهم رفضوا» هذا التكليف. وكان الصدر قد أمر أتباعه بالذهاب سيرا على الأقدام إلى صلاة الجمعة المقبلة لتجديد نبذ المفسدين والمنشقين في «جمعة المريدين» وذلك استنادا إلى بيان أصدره بهذا الخصوص. وقال البيان إن على الصدريين «الذهاب إلى أقرب صلاة جمعة واجبة سيرا على الأقدام لرفض المنشقين عن طاعة مكتب الشهيد الصدر ورفض كل مفسد لا ورع له ولا دين، وحفاظا على وحدة أبناء الخط الصدري وتماسكهم وقوتهم». وأطلق الصدر على يوم غد الجمعة «جمعة المريدين». كما طالب المصلين بأن يؤدوا «صلاة ركعتين لطلب المغفرة بعد صلاة يوم الجمعة المقبل».

وكان زعيم التيار الصدري قد باشر اتخاذ مثل هذه الإجراءات منذ عودته من إيران أوائل هذا العام بعد أن أقام هناك لنحو أربع سنوات على أثر تفعيل مذكرة لاعتقاله بعد اتهامه في مقتل نجل المرجع الشيعي الأعلى السابق أبو القاسم الخوئي بعد دخول القوات الأميركية إلى العراق عام 2003. وطوال الأسابيع الأربعة الماضية كان الصدر يطلق على كل يوم جمعة تسمية مختلفة مثل «المحبين» و«الراغبين» و«المتوسلين» في الوقت الذي اتخذ فيه سلسلة من القرارات بطرد العديد من قيادات التيار الصدري وعناصره.

من جهته، اعتبر القيادي في التيار الصدري وعضو البرلمان العراقي عدي عواد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» سلسلة الإجراءات التي اتخذها الصدر خلال الفترة الماضية أنها «إجراءات طبيعية ولا يمكن اعتبارها إعادة هيكلة للتيار الصدري وإنما هي إعادة ترتيب للبيت الداخلي نظرا للرقعة الجغرافية التي ينتشر فيها التيار الصدري والأطياف التي يمثلها في المجتمع العراقي»، معتبرا أن «مثل هذه الخطوات ضرورية بعد أن وصلت معلومات مؤكدة لزعيم التيار السيد الصدر بحجم الإساءة التي بات يقوم بها الكثيرون ضد المواطنين من خلال انتسابهم للتيار الصدري الذي أريد له أن يكون خادما للشعب العراقي لا متسيدا عليه». وأوضح عواد أن ما قام وما سيقوم به الصدر من إجراءات مقبلة إنما هي «عملية تصحيح للمسار، لا سيما أن البعض مارس أعمالا باسم التيار لا يرضى عنها الدين والشرع؛ الأمر الذي يتطلب التدخل وبقوة». وأشار إلى أن «هناك أطرافا سياسية وجهات خارجية تعمل على تشويه سمعة التيار الصدري بسبب مواقفه المعلنة ضد الاحتلال والعديد من الممارسات الخاطئة التي يقوم بها العديد من الجهات السياسية». وأضاف أن «التيار الصدري تعرض لعملية تشويه، خصوصا أن التيار الصدري لا يرضى بالباطل والظلم، بينما نجد هناك أحزابا وأطرافا سياسية لديها مفسدون كبار، ولكنهم يدافعون عنهم علنا، بل ويحمونهم».