ديالى: أكراد المناطق المتنازع عليها يشكون من تصاعد التهديدات لهم.. ويستنجدون بالبيشمركة

متحدث باسم حزب طالباني لـ «الشرق الأوسط»: لسنا مستعدين لتعريض شعبنا لمخاطر الإرهاب

TT

تشهد المناطق المتنازع عليها في حدود محافظة ديالى مزيدا من التدهور الأمني جراء تصاعد التهديدات الإرهابية ضد السكان الكرد هناك، ما دعا بممثل المحافظة في مجلس النواب العراقي إلى الاستنجاد بقيادة إقليم كردستان لتشكيل قوة عسكرية مشتركة من البيشمركة والقوات الأمنية المحلية لضبط الأمن في تلك المناطق، فيما أكد المتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة رئيس الجمهورية جلال طالباني «أن الوضع هناك لم يعد قابلا للاحتمال، وأن قيادة الاتحاد قدمت مذكرة إلى رئيس الوزراء العراقي لمعالجة الموقف المتدهور في المنطقة، وإلا فإننا لسنا مستعدين لتعريض أبناء شعبنا هناك إلى المزيد من مخاطر الإرهاب».

وبحسب بيان المكتب السياسي للاتحاد الوطني الذي صدر عن اجتماعه الأسبوع المنصرم أشار إلى وقوع أكثر من 400 قتيل من الأكراد في ناحية السعدية وتشريد أكثر من 1200 عائلة من المنطقة إلى كل من مدينتي خانقين وكلار. وأعرب المكتب السياسي عن قلقه من تزايد وتيرة العمليات الإرهابية ضد السكان الكرد في مناطق جلولاء وقرتبة والسعدية، وأكد أن الوضع لم يعد يحتمل هناك.

وفي اتصال مع المتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي للاتحاد الوطني آزاد جندياني أكد لـ« الشرق الأوسط» أن التهديدات والعمليات الإرهابية في المنطقة لم تعد تنحصر بأبناء شعبنا والذي قتل منهم المئات، بل إنها باتت تستهدف حتى الشخصيات السياسية والاجتماعية الصديقة للكرد من العرب والتركمان الذين أصبحوا هدفا للإرهابيين وذلك لزرع بذور الفتنة بينهم، ولذلك نحن نشعر بقلق بالغ من هذه التطورات المخيفة وقد رفعنا مذكرة إلى السيد رئيس الوزراء نوري المالكي بضرورة معالجة الوضع هناك، وإلا فإن الأمر لم يعد قابلا للاحتمال.

وبسؤاله عما إذا كانت التهديدات الأمنية والإرهابية تنحصر فقط بمنطقة السعدية وجلولاء، أم أنها تشمل جميع المناطق المتنازع عليها، أجاب متحدث المكتب السياسي «القوى الإرهابية لها اليد الطولى في السعدية وجلولاء وغيرهما في تلك المنطقة، ونحن لدينا شكوك من بعض الأطراف التي نعتقد بأنها تغض النظر عن نشاطات الإرهابيين في المنطقة، خصوصا من قيادات عسكرية وأمنية محلية، عليه فإننا نضع السيد (نوري) المالكي (رئيس الوزراء) والمسؤولين العراقيين الآخرين أمام مسؤولياتهم القانونية بمعالجة هذه الأوضاع الأمنية المتدهورة في المنطقة، وإلا فإننا لسنا مستعدين لتعريض أبناء شعبنا هناك إلى المزيد من القتل والتهديدات الإرهابية».

وفي الوقت الذي تستعد فيه القوات الأميركية للانسحاب من العراق، يعرب المتحدث باسم المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني عن قلقه أيضا من تداعيات ذلك الانسحاب على الأوضاع في بقية المناطق المتنازع عليها ويقول «لم نزايد على أحد عندما أبدينا موقفنا من مسألة الانسحاب الأميركي من العراق، وقلناها بصراحة ووضوح بأن هناك مخاطر حقيقية تهدد الوضع الأمني في المناطق المتنازع عليها بعد رحيل القوات الأميركية، وأكدنا على وجود حاجة ضرورية وملحة لبقاء جزء من تلك القوات في تلك المناطق لأنها مناطق متأزمة من الناحية الأمنية، وسيتدهور الوضع أكثر من ذلك بغياب القوات الأميركية».

وكان ممثل أكراد محافظة ديالى في مجلس النواب العراقي حسن جهاد قد أشار في تصريحات صحافية إلى «أن أعضاء التحالف الكردستاني بمجلس النواب تقدموا ببيان تلي داخل المجلس يدعو إلى تشكيل قوة أمنية مشتركة من البيشمركة والقوات الأمنية بالمحافظة لضبط الأمن في المناطق المتنازع عليها بحدود المحافظة، خاصة مع تزايد النشاطات الإرهابية التي تستهدف كرد المنطقة، وقد أيدنا في ذلك نواب من القائمة العراقية الذين يرون أن من حقنا المطالبة بتشكيل تلك القوة المشتركة». من جهته، أشار سوران علي المسؤول في المكتب التنظيمي للاتحاد الوطني في مدينة خانقين في تصريحات نقلها موقع «خندان» الكردي إلى «أنه إذا لم تأت قوات البيشمركة إلى المنطقة فلن يبقى كردي واحد في المناطق المتنازع عليها».