كوريا الجنوبية تقدم مساعدات للشمال بعد فيضانات شردت الآلاف

بيونغ يانغ تتحدث بإيجاب عن محادثاتها مع الولايات المتحدة

تلاميذ يعبرون إلى الجانب الآخر من مدرستهم، سيرا على مقاعد، بعد أمطار غزيرة جاءت متزامنة مع إعصار في منطقة مالابون شمال العاصمة الفلبينية مانيلا أمس. a وتسببت السيول التي أعقبت إعصار «مويفا» في مقتل 5 أشخاص وتشريد أكثر من 8 آلاف إنسان في المناطق القريبة من مانيلا (رويترز)
TT

أعلنت كوريا الجنوبية أمس أنها قدمت مساعدات قيمتها خمسة مليارات وون (4.8 مليون دولار) لكوريا الشمالية لمساعدتها على التعافي من آثار السيول الصيفية، وذلك في مؤشر على استمرار تحسن العلاقات بعد التوترات التي شهدتها شبه الجزيرة الكورية. وشهدت العلاقات بين سيول وبيونغ يانغ نشاطا دبلوماسيا في الأسبوعين الماضيين في إطار جهود الولايات المتحدة التي تهدف إلى تهيئة الظروف لاستئناف المحادثات السداسية الرامية إلى إنهاء برنامج كوريا الشمالية للتسلح النووي. وقد أجرى النائب الأول لوزير الخارجية الكوري الشمالي كيم كي غوان محادثات في نيويورك مع مسؤولين أميركيين الخميس والجمعة الماضيين في إطار جهود دبلوماسية لاستئناف المفاوضات النووية السداسية المتوقفة منذ فترة. وقال كيم إنه «راض» على نتيجة المحادثات التي جرت في نيويورك الأسبوع الماضي، داعيا إلى مزيد منها تمهيدا لاستئناف المحادثات النووية السداسية المتوقفة منذ فترة.

وتأتي الاتصالات الدبلوماسية بين الكوريتين بعد خطوة اتخذتها سيول لقطع كل العلاقات تقريبا العام الماضي بعد إغراق السفينة الحربية الكورية الجنوبية تشيونان في مارس (آذار) الماضي وقصف كوريا الشمالية لجزيرة كورية جنوبية قرب الحدود البحرية المتنازع عليها.

وأوقف رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ باك مساعدات واسعة النطاق لكوريا الشمالية ظل يقدمها سابقوه على مدى عشر سنوات، وطالب بيونغ يانغ بوقف برنامجها للتسلح النووي أولا قبل تقديم أي مساعدات.

لكن سيول قدمت عشرة مليارات وون لبيونغ يانغ خلال سيول مماثلة في الصيف الماضي. وقال الصليب الأحمر الكوري الجنوبي في بيان إن المساعدات تشمل مواد إغاثة وعقاقير. وكانت كوريا الشمالية تحدثت عن سقوط عشرات الضحايا في الفيضانات، فضلا عن آلاف المشردين وغرق مساحات واسعة من المزارع في أعقاب عاصفة وأمطار شديدة الغزارة شهدتها المنطقة هذا الصيف.

وفي تطور منفصل قالت وكالة دولية للإغاثة إنها خصصت أكثر من 590 ألف دولار لمساعدة ضحايا الفيضانات، فقد ذكر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على موقعه أنه خصص 593 ألف دولار لمساعدة 15 ألفا و380 شخصا، وأن المساعدات ستقدم للصليب الأحمر الكوري الشمالي.

كما أعطت وزارة الوحدة الكورية الجنوبية التي يلزم قانون بالحصول على موافقتها على كل الاتصالات مع الشمال، الضوء الأخضر لمجموعة خاصة لتقديم مساعدات من الطحين إلى الشمال. وأرسل المجلس الكوري للمصالحة والتعاون ستة من أعضائه إلى الشمال للتأكد من أن تلك المساعدات ستصل إلى الأطفال المحتاجين وليس إلى الجيش. وكان المجلس قدم حتى الآن 600 طن من الطحين ويخطط لإرسال ما إجماله 2500 طن منه بنهاية أغسطس (آب) الحالي. وكان الجنوب أوقف في 2008 إيصال مساعدات سنوية حكومية قدرها 400 ألف طن من الأرز إلى الجارة الشمالية الفقيرة مع بدء تردي العلاقات مجددا.

وسمحت السلطات لبعض المجموعات المدنية بمواصلة تقديم المساعدات، لكنها أوقفت منح تراخيص بمساعدات الطحين بعد الهجوم على الجزيرة. وتعتمد كوريا الشمالية على المساعدات الدولية لإطعام شعبها منذ أسفرت مجاعة في التسعينات عن وفاة مئات الآلاف. وقد طلبت هذا العام من الولايات المتحدة وبلدان أخرى تقديم مساعدات غذائية.

وتقدر وكالات الأمم المتحدة بنحو ستة ملايين شخص في كوريا الشمالية عدد الذين في حاجة ماسة إلى الغذاء. وقد دعا الأمين العام بان كي مون في نيويورك أول من أمس إلى تقديم مزيد من المساعدات الغذائية للشمال، غير أن بان أقر بأن المحادثات الاستكشافية التي تجري بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية حول نزع السلاح النووي لبيونغ يانغ لم تجسر الفجوة بين الجانبين، وأنه أشار إلى سعي الجانبين للتقريب بين مواقفهما.