مظاهرات ليلية بعد صلاة التراويح في عدة مدن سورية.. والأمن يقمعها بالرصاص

المرصد السوري لحقوق الإنسان يؤكد مقتل 7 أشخاص ليلا

TT

استمرت المظاهرات الليلية بالخروج في أنحاء سوريا بعد صلاة التراويح، واستمر رجال الأمن في مواجهة المتظاهرين الذين يطالبون بإسقاط النظام، بالرصاص. وأفاد ناشط حقوقي أمس بأن سبعة أشخاص قتلوا بينهم طفل وأصيب العشرات بجروح برصاص قوات الأمن مساء أول من أمس أثناء مشاركتهم في مظاهرات خرجت عقب صلاة التراويح في مدن سورية عدة. وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «سبعة أشخاص قتلوا برصاص قوات الأمن السورية خلال قمع المظاهرات التي خرجت بعد صلاة التراويح» في ريف درعا وتدمر ودمشق.

وأوضح عبد الرحمن أن «ثلاثة أشخاص قتلوا في مدينة نوى في ريف درعا، وقتل المتظاهر الثاني في مدينة تدمر (وسط) كما قتل شخصان أثناء تفريق مظاهرة في حي الميدان في العاصمة». وأضاف أن «طفلا قتل في بلدة تلبيسة (ريف حمص) برصاص قوات الأمن».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مظاهرة خرجت من حي الميدان في دمشق بعد صلاة التراويح مساء أول من أمس، من جامع الدقاق، وأحرقت خلالها صورة الرئيس السوري بشار الأسد. وأشار المرصد إلى أن مظاهرة أخرى خرجت من جامع زين العابدين، وبعدها «التقى المتظاهرون في سوق أبو حبل وتابعت المظاهرة سيرها إلى أن وصلت لقرب ساحة الأشمر حيث هوجمت من قبل رجال الأمن الذين كانوا يتمركزون قرب مقر حزب البعث وآخرين وصلوا من المخفر فهرب المتظاهرون داخل الحارات».

وأضاف أن رجال الأمن أطلقوا القنابل المسيلة للدموع فرد عليهم الشباب بالحجارة وبعدها أطلق الرصاص الحي وبشكل مباشر من أسلحة قناصة موجهة بالليزر على المتظاهرين، فسقط قتيل من مواليد 1989 بعد أن أصيب إصابة مباشرة برصاص في قلبه.

وأكد المرصد أن قتيلا آخر سقط بعد أن أصيب إصابة مباشرة برصاص أسفل عينه، مشيرا إلى إصابة ثالثة برصاص قناصة في الرقبة والمصاب حالته خطرة جدا وهو بالعناية المشددة.

إلا أن التطور الأهم في المظاهرات التي تشهدها دمشق، المظاهرة التي خرجت في حي أبو رمان الراقي وسط العاصمة دمشق حيث تتركز منازل المسؤولين والأثرياء والسفارات. وخرجت مظاهرة طيارة من عند جامع الحسن ولغاية الشارع الرئيسي عند النقطة المقابلة لموقف نورا وسط ذهول بعض سكان الحي والمارة، ممن يظنون أن حي أبو رمانة قد يكون آخر حي في دمشق تخرج فيه مظاهرة، بحسب ما أكد شهود.

كما برز تطور آخر حول تحول جنازة تشييع أحد قتلى دمشق إلى مظاهرة سارت مسافات طويلة وسط العاصمة التجاري. وتحدث ناشطون شاركوا في تشييع خالد الفاكهاني في دمشق يوم أمس، عن خروج التشييع من جامع عبد الكريم الرفاعي في منطقة تنظيم كفرسوسة وسار الموكب الذي شارك فيه المئات من أمام مباني أمن الدولة وجريدة «الثورة»، ثم من أمام ملعب تشرين باتجاه شارع الفحامة، تم قطعه باتجاه شارع خالد بن الوليد حتى وصل إلى قيادة الشرطة، وكان الهتاف «الجيش والشعب إيد وحدة»، ثم دخل الموكب سوق باب سريجة إحدى أقدم الأسواق الدمشقية المعروفة.

وأضاف الشهود أنه ما إن دخل جميع المتظاهرين إلى السوق حتى هجم ما يقارب 250 شرطيا بالهراوات على المشيعين فركض المشيعون في السوق الضيقة مما أدى إلى فوضى داخل السوق، حيث ضرب الشرطة الرجال والنساء. وعندها قام المشيعون بمهاجمة الشرطة وقاموا بضرب من كان يضرب النساء، ثم تابع موكب التشييع سيره إلى سوق القنوات حتى وصل إلى أمام جامع السنانية الواقع أمام مفرق الحريقة. وتمت مهاجمة الجنازة مرة أخرى وتفرق عدد كبير من المتظاهرين وبقي بعض المشيعين الذين وصلوا أخيرا إلى مقبرة باب الصغير.

كما خرجت مظاهرات في منطقة الزبداني في ريف دمشق قرب الحدود مع لبنان رغم الحصار العسكري. وفي مدينة حمص، شُوهدت مروحيات عسكرية فوق المدينة، فيما طوقت قوى الأمن منطقة باب السباع بعد خروج مظاهرات حاشدة من حي الملعب يوم أمس. وأفاد ناشطون بأن مظاهرات عمت أحياء حمص ظهر يوم أمس الخميس، في حين رأوا ثلاث حافلات محملة بالأمن وسيارة مصفحة توجهت إلى منطقة حي الملعب حيث سمع إطلاق نار.

وفي مدينة نوى في حوران (جنوب) قال ناشطون إن سبعة قتلى سقطوا ليل أمس، إضافة إلى قتيل آخر في مدينة تدمر - وسط البادية السورية - وعدد كبير من الجرحى في المنطقتين بسبب إطلاق نار كثيف على مظاهرات حاشدة خرجت بعد صلاة التراويح ليل أول من أمس. كما عمت المظاهرات اللاذقية وخرجت مظاهرات في درعا وعربين والكسوة، وفي داريا انطلقت مظاهرات من المساجد. وتحدث ناشطون عن هجوم الأمن والشبيحة على المتظاهرين بالرصاص الحي والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع.

وفي حلب تصدى أبناء حي صلاح الدين بالعصي والحجارة للشبيحة فيما تحدثت المصادر عن وصول تعزيزات أمنية هناك، كما قطع التيار الكهربائي عن مدينتي مارع وتل رفعت. أما في دوما فقد خرج آلاف المتظاهرين من الجامع الكبير متوجهين نحو جامع حسيبة، كما خرج الآلاف من جامع البغدادي إلى الجامع الكبير. وفي اللاذقية أطلق الأمن النار على المتظاهرين في العوينة وسمع دوي انفجار قنابل.