المجلس الانتقالي الليبي يتحفظ على أي مبادرة مع نظام القذافي لا تتضمن تنحيه عن السلطة فورا

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: الإخوان المسلمون ينفون الاتفاق مع سيف الإسلام على العلمانيين

TT

كشفت مصادر مطلعة بالمجلس الوطني الانتقالي المناهض لنظام حكم العقيد الليبي معمر القذافي، وأخرى في الحكومة الليبية لـ«الشرق الأوسط» عن ما وصفته بمفاوضات سرية يجريها المهندس سيف الإسلام القذافي مع بعض الأوساط المحسوبة على المجلس الانتقالي، في محاولة على ما يبدو لإقناع بعض التيارات السياسية في ليبيا بالانضمام إلى مشروع سلام واتفاقية مصالحة وطنية يعد لها نجل القذافي.

وبحسب تأكيدات هذه المصادر فقد أجرى بعض مساعدي سيف الإسلام محادثات سرية في العاصمة المصرية القاهرة، مؤخرا، مع بعض الوسطاء الليبيين بهدف جس النبض بشأن هذه المساعي، التي أكد مسؤول بالمجلس الانتقالي رفض الثوار لها، لأنها تمثل التفافا على المطلب الرئيسي للثوار بشأن تنحي القذافي وأسرته بشكل كامل ونهائي عن السلطة ومغادرة ليبيا.

وقال مسؤول حكومي ليبي إن أبو زيد عمر دوردة، رئيس جهاز المخابرات الليبية، أجرى محادثات سرية في الإطار نفسه مع الشيخ علي الصلابي، الداعية الإسلامي المعروف والمحسوب على المجلس الانتقالي، لكن مصادر بالمجلس الانتقالي قالت في المقابل لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مدينة بنغازي، إن الصلابي لم يحصل على أي تفويض سابق من المجلس لعقد هذه المحادثات، مشيرة إلى أن الصلابي ليس عضوا في المجلس الانتقالي ولا ينتمي إليه، وبالتالي فإن ما يفعله هو بمعزل عن المجلس وقراره الرسمي، على حد قولها.

ونفى سليمان عبد القادر، المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، لـ«الشرق الأوسط» ما أعلنه أمس سيف الإسلام القذافي من أن أسرته ونظام القذافي توصلوا إلى اتفاق مع المتمردين الإسلاميين للتخلص من المعارضة العلمانية التي تطالب برحيل والده.

وقال عبد القادر في تصريحات خاصة عبر الهاتف: «لا يوجد بيننا أي تواصل مع النظام ولا نرى في ذلك داعيا، لأن النظام كل يوم يثبت أنه نظام مجرم يقتل أبناءه، ويستبيح النساء، ويرتكب معهن الفظائع، ويسرق ابتسامة الأطفال».

وتابع: «موقفنا هو أن هذا النظام (القذافي) لم يعد له أي وجود في ليبيا ومن المفترض أن يتنحى وأن يرحل عن البلد ويتركها للشعب الليبي الذي يريد تحقيق كرامته وحريته، أي تصور لحديث مع النظام محض افتراء، ولا أدري من أين أتى بهذه القصة؟».

ولفت إلى أنه منذ بداية الأحداث في ليبيا اعتمد نظام القذافي على خلط الأوراق عبر رفع راية «القاعدة» والهجرة غير الشرعية وفي الوقت نفسه الادعاء بأنه يواجه حربا صليبية.

ورأى عبد القادر أن بعض التصريحات الصادرة عن نظام القذافي، هي فقط من أجل أن يثبت أنه موجود لرفع معنويات عناصر الكتائب الأمنية الموالية له، لأن معنويات هذه الكتائب منخفضة للغاية وضميرها يؤنبها، وبالتالي تحتاج من وقت لآخر إلى من ينبهها ويثير ولاءها، على حد قوله.

وينظر الإسلاميون والعلمانيون في ليبيا بكثير من الشك إلى الصلابي الذي يقيم أغلب الوقت في العاصمة القطرية الدوحة، وقدم نفسه في السابق على أنه وسيط إيجابي بين السلطات الليبية والجماعات الإسلامية المتشددة وخاصة الجماعة الليبية المقاتلة.

من جهته، أقر الصلابي بإجراء اتصالات مع سيف الإسلام، لكنه قال إنه باق على تحالفه مع المعارضين الساعين للإطاحة بأسرة القذافي من السلطة، حيث نقلت الصحيفة عنه القول: «الليبراليون جزء من ليبيا.. أومن بحقهم في عرض مشروعهم السياسي ومحاولة إقناع الناس به»، وتابع الصلابي أن سيف الإسلام أجرى «مناقشات كثيرة» مع المعارضة، وأول ما تمت مناقشته هو تخليهم عن السلطة.

إلى ذلك، نفى مصدر عسكري ليبي، قيام ما يسمى بـ«قوات المجاهدين الليبية» بإطلاق صواريخ باتجاه قطعة بحرية في البحر المتوسط. وقال المصدر في تصريح بثته وكالة الأنباء الليبية إنه لا صحة لما تناولته وسائل الإعلام العالمية بأن صاروخا أطلقته القوات الليبية سقط بالقرب من الفرقاطة الإيطالية «بير سالييري» على بعد 19 كيلومترا أمام مدينة زليتن في اتجاه البحر المتوسط.

من جهتها، أعلنت «الشركة الليبية العامة للكهرباء» أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) قصف بعض خطوط نقل الكهرباء (الجهد العالي) التي تنقل الطاقة الكهربائية من محطات الإنتاج إلى مراكز الأحمال بمختلف مدن وقرى ليبيا، مما ألحق أضرارا بليغة في شبكات الكهرباء. وأفادت مصادر الشركة بأن هذه الأضرار تسببت في عزل محطات إنتاج الطاقة الكهربائية في بعض المناطق عن منظومة شبكة الكهرباء، مشيرة إلى أنه نتيجة للزيادة الكبيرة في الأحمال الصيفية؛ فإن الشركة تواجه بعض الصعوبات في انتظام التزويد بالطاقة الكهربائية وهو ما استلزم بعض إجراءات التقنية في تزويدات الكهرباء.