حذرت فاليري آموس، مسؤولة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، من أن المجاعة في الصومال، التي أدت إلى مقتل الآلاف حتى الآن، يمكن أن تمتد إلى 6 مناطق جديدة في جنوب الصومال. وأضافت خلال مؤتمر صحافي أن «المجتمع الدولي تعهد بتقديم المساعدة لمعالجة المشكلة، إلا أن الأمم المتحدة في حاجة طارئة لمليار دولار إضافية لإنقاذ الأرواح، وإذا أصبحنا عاجزين عن السيطرة على المجاعة الآن، فإنها قد تمتد إلى ست مناطق أخرى في جنوب الصومال على الأقل».
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت سابقا منطقتين هما باي وبكول بجنوب الصومال، منكوبتين بالمجاعة. لكن وحدة تحليل الأمن الغذائي التابعة للأمم المتحدة اعتبرت 3 مناطق جديدة منكوبة بالمجاعة أيضا، وهذه المناطق هي شبيلي الوسطى، ومقديشو، وضاحية أفجوي بغرب العاصمة. وتابعت آموس «آلاف الصوماليين لقوا مصرعهم بسبب المجاعة، ومئات الآلاف مهددون بذلك، مع عواقب تطال المنطقة برمتها». وذكرت آموس أنه «بسبب بعد المسافات فإن أشخاصا يعانون الجوع خصوصا الأطفال الذين يموتون أثناء سيرهم بحثا عن الغذاء، وإذا ما استطعنا تجنيب هؤلاء الأشخاص السير هذه المسافات الطويلة، سنتفادى سقوط عدد كبير من الوفيات».
ويتعذر على المنظمات الإنسانية تقديم إحصاء دقيق حول عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب المجاعة، وذلك بسبب صعوبة جمع المعلومات في بعض المناطق النائية الخاضعة لسيطرة المتمردين الإسلاميين. وتقول وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة إن القتال الدائر بين الأطراف الصومالية يعوق قدرتها على تقديم حجم المساعدات التي يحتاجها الصوماليون.
في هذه الأثناء، خفتت الولايات المتحدة القيود المفروضة على إدخال المعونات الإنسانية في المناطق التي تسيطر عليها حركة الشباب. وذكر مسؤولون أميركيون أن الإدارة الأميركية قد أصدرت توجيهات جديدة للسماح بمزيد من المرونة والسماح للمنظمات الإنسانية التي تقوم بجهود لتوصيل المساعدة للمحتاجين بوسط وجنوب الصومال. وتسبب وضع الولايات المتحدة حركة الشباب على قائمة المنظمات الإرهابية في تعقيد جهود الإغاثة الدولية، خاصة في المناطق التي تسيطر عليها حركة الشباب. وكانت لدى الولايات المتحدة مخاوف بشأن تحويل إمدادات الإغاثة إلى حركة الشباب، لذا فقد منعت تقديم أي شكل من أنواع الدعم المادي لجماعة الشباب، مما أثار تخوف بعض المنظمات الإنسانية من أن تتعرض للملاحقات إن تعاملت مع ميليشيات الشباب.
وعلى الصعيد الميداني، قال نائب الممثل الخاص للاتحاد الأفريقي إلى الصومال، وافولا وامونيني، إن بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام (أميصوم) تعمل من أجل ضمان أن يصوم سكان مقديشو شهر رمضان المبارك بسلام، ومن دون خوف من هجوم المتطرفين. وأضاف وامونيني في رسالة تهنئة للشعب الصومالي بمناسبة قدوم شهر رمضان «نتمنى لإخواننا وأخواتنا الصوماليين رمضان سعيدا، وأن بعثة الاتحاد الأفريقي سوف تواصل جهودها لدعم الشعب الصومالي، رغم قلة الموارد لديها، من خلال تقديم مياه صالحة للشرب، فضلا عن الاستمرار في تقديم المساعدة الطبية للسكان، وسوف تواصل (بعثة الاتحاد الأفريقي) أيضا الدعم والوقوف إلى جانب الشعب الصومالي في مواجهة الشدائد». وأضاف وامونيني «من المستغرب أن نرى الميليشيات المتطرفة تقوم بحرمان الصوماليين من الغذاء والمساعدة، خلال شهر رمضان، في الوقت الذي ينتشر فيه الجفاف المدمر الذي أودى بحياة عشرات الأشخاص، معظمهم من الأطفال وكبار السن، الذين ما زالوا يموتون جوعا».
وفي أديس أبابا، أعلن نائب رئيس الاتحاد الأفريقي عن تأجيل المؤتمر الذي دعا إليه الاتحاد الأفريقي لجمع أموال لضحايا المجاعة في الصومال، لمدة أسبوعين على الأقل. وقال إيراستوس موينتشا «إن المؤتمر الذي دعا إليه الاتحاد الأفريقي، الذي كان مقررا الأسبوع القادم، سيتأخر لمدة أسبوعين على الأقل ليتمكن رؤساء وقادة الدول الأفريقية من حضور المؤتمر. وكان من المقرر عقد هذا المؤتمر الذي دعا إليه الاتحاد الأفريقي الثلاثاء المقبل (9 أغسطس/ آب الحالي) لجمع القادة الأفارقة وبعض المنظمات الدولية لحثهم على جمع تبرعات وأموال لمواجهة أزمة الجفاف والمجاعة في الصومال.
وعلى الصعيد السياسي، أنهى الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد جولة في عدد من دول المنطقة استغرقت عدة أيام، وشملت كلا من جيبوتي وإثيوبيا والسودان. وقال وزير الخارجية الصومالي محمد محمود حاج إبراهيم إن زيارة الرئيس لدول المنطقة كانت تهدف لحشد الدعم للجهود الإنسانية، وبحث سبل الدعم الذي يمكن أن تقدمه دول المنطقة للمتضررين من الجفاف والمجاعة في الصومال، للتخفيف من معاناة الشعب الصومالي. وذكر وزير الخارجية الصومالي أيضا أن رؤساء الدول التي زارها الرئيس شيخ شريف وعدت بتقديم المساعدة للمتضررين من الجفاف في الصومال. وتستعد الحكومة الصومالية أيضا لعقد مؤتمر تشاوري في مقديشو لبحث مستقبل الصومال والترتيبات المتعلقة بإنهاء المرحلة الانتقالية والانتقال إلى مرحلة المؤسسات الدائمة. واجتمعت اللجنة التحضيرية للمؤتمر التشاوري مع كل من الرئيس شيخ شريف شيخ أحمد، ورئيس الوزراء عبد الولي غاس.
وتضم هذه اللجنة ممثلين عن الحكومة والبرلمان، وولايات بونت لاند وجل مودغ، بالإضافة إلى ممثلين عن مكتب الأمم المتحدة السياسي في الصومال. وكانت اللجنة تقوم خلال الأيام الأخيرة بزيارات مكوكية للمناطق الصومالية بهدف تقييم مكان عقد المؤتمر التشاوري للأطراف الصومالية. ويترأس هذه اللجنة نائب مبعوث الأمم المتحدة إلى الصومال للشؤون السياسية ورئيس لجنة تحضير المؤتمر، كريستينا منهل. وبحث اللقاء بين الجانبين الوضع الأمني والإنساني في البلاد، لكنه ركز بشكل خاص على موعد ومكان عقد المؤتمر. ولم يتم الإعلان حتى الآن عن موعد ومكان عقد هذا المؤتمر الذي تنظمه الأمم المتحدة.