قالت مصادر في مدينة آسفي (جنوب الدار البيضاء) إن الأوضاع فيها لا تزال مشوبة بالتوتر بعد أحداث عنيفة عرفتها المدينة يوم الاثنين الماضي، عقب احتجاجات عاطلين يطالبون بتوظيفهم في مصانع تابعة لمؤسسة الفوسفات. وقال الخريجون العاطلون إنهم يعتزمون الخروج في مظاهرة أخرى يوم الاثنين المقبل، وهددوا باقتحام المصانع إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم في العمل.
وكان ثمانية من الشبان الذي اعتقلوا بسبب الأحداث مثلوا أمس أمام محكمة الاستئناف في آسفي على خلفية أعمال الشغب التي شهدتها المدينة، حيث أحرق مركز للشرطة ومكاتب حكومية أخرى، إضافة إلى جرح ما يقارب مائة شخص من المتظاهرين ورجال الأمن، خلال المواجهات.
وحددت المحكمة الأربعاء المقبل موعدا لمحاكمة ستة عناصر آخرين وجهت لهم النيابة العامة تهما منها على الخصوص وضع أحجار على خط السكك الحديدية، واستعمال أسلحة بيضاء للاعتداء على رجال أمن.
وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن الخريجين العاطلين هددوا بمهاجمة المصانع الكيماوية التابعة لمؤسسات الفوسفات، في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم، وقالت المصادر إن السلطات سبق وقدمت وعودا لهؤلاء الخريجين بتوظيفهم في المصانع في بداية الشهر الحالي، ويقول الخريجون إن إدارة الفوسفات تراجعت عن تلك الوعود.
وفي غضون ذلك، أفادت المصادر المحلية نفسها، بأن رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في آسفي قد أطلق سراحه بعد إيقافه بسبب نشر الجمعية بيانا يزعم أن السلطات سخرت بعض الأشخاص لإحراق مركز الشرطة من أجل تبرير مهاجمة المحتجين. وقالت المصادر إن عبد الغني العوينة، رئيس فرع الجمعية أطلق سراحه لكن تقرر متابعته قضائيا. وأفادت المصادر أن العوينة أطلق سراحه الليلة قبل الماضية، لكنه أبلغ بأن ملفه سيبقى مفتوحا، وقالت مصادر الجمعية في الرباط إنها تتابع الأمر عن كثب.