عريقات لـ «الشرق الأوسط» : القطار إلى نيويورك انطلق.. لإعادة فلسطين إلى خريطة العالم

قال بعد اجتماع لجنة المتابعة المصغرة في الدوحة: العرب الآن يتحدثون بلسان واحد.. وصوت واحد

صائب عريقات
TT

أكدت اللجنة المصغرة المنبثقة عن لجنة متابعة مبادرة السلام العربية، قرار لجنة المتابعة الأخير الذي انعقد في الدوحة في 14 يوليو (تموز) الماضي بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) التوجه إلى الأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) القادم، للحصول على عضوية دولة فلسطين الكاملة في المنظومة الدولية، على الرغم من المعارضة الشديدة لهذا التوجه، والتلويح باستخدام حق النقض «الفيتو» ضد أي مشروع قرار في هذا الشأن.

وأقرت اللجنة في اجتماعها الذي انعقد في العاصمة القطرية بعد إفطار أول من أمس واستمر حتى ساعات فجر أول من أمس، تقديم الدعم المالي للسلطة الفلسطينية وكذلك توفير الغطاء السياسي لتحركاتها الهادفة للحصول على الاعتراف الدولي والعضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، حسب ما ذكر مصدر فلسطيني لـ«الشرق الأوسط».

وقال صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، الذي مثل عن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) لـ«الشرق الأوسط» «إن الاجتماع أقر خطة عمل من الآن وحتى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر القادم». وأضاف «إن خطة العمل هذه تشمل زيارات إلى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وبناء مساندة دولية من الاتحاد الأفريقي ودول المؤتمر الإسلامي ودول عدم الانحياز والمنظمات الجيوسياسية». وحسب عريقات فإن «القطار الفلسطيني انطلق إلى نيويورك.. ولا رجعة فيه».

وبخصوص إعداد طلب العضوية وتقديمه، قال عريقات «اتفقنا على كل الخطوط العريضة، لكن القيادة الفلسطينية هي التي ستعد الطلب وهي التي ستقوم بتقديمه إلى الأمم المتحدة». وستجتمع لجنة المتابعة مجددا، حسب عريقات في الأسبوع الثاني من سبتمبر وبحضور الرئيس أبو مازن، قبل نحو الأسبوعين من التوجه إلى الجمعية العامة. وأعرب عريقات عن رضاه عن نتائج الاجتماع والتحركات العربية في هذا الاتجاه بقول «أنا شخصيا راض جدا جدا جدا. العرب الآن يتحدثون بلسان واحد.. وصوت واحد.. وانطلق القطار لإعادة فلسطين إلى الخريطة الجغرافية العالمية».

وكانت لجنة المتابعة المصغرة قد اجتمعت في الدوحة بعد إفطار أول من أمس، برئاسة خالد بن محمد العطية وزير الدولة للتعاون الدولي القطري، ومشاركة عريقات، وممثلون عن السعودية ومصر، والأردن والمغرب ولبنان، إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.

وأصدرت اللجنة في ختام اجتماعها الذي تواصل حتى ساعات السحور، بيانا نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، تؤكد فيه «القرار العربي بالتوجه إلى الأمم المتحدة لدعوة دولها الأعضاء للاعتراف بدولة فلسطين على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتحرك لتقديم طلب العضوية الكاملة لها في الأمم المتحدة». ووفق البيان، فقد تم الاتفاق على عناصر خطة العمل المقترح تنفيذها خلال الفترة المقبلة، لمواصلة التحرك واتخاذ ما يلزم من إجراءات لتنفيذها وحشد التأييد الدولي لها في كل من مجلس الأمن والجمعية العامة.

ونصت النقطة الثالثة من الاتفاق على أن «تتضمن عناصر خطة التحرك المشار إليها إجراء سلسلة من الزيارات والاتصالات والمشاورات مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن والمجموعات الجيوسياسية في الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية». واتفق على عقد اجتماع للجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية في الأسبوع الثاني سبتمبر 2011 للنظر في المستجدات ومتابعة الموقف واتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الشأن.

وأشارت اللجنة إلى أنها بحثت خطوات التحرك العربي المقبلة في الأمم المتحدة، في ضوء التكليف الصادر للجنة المصغرة في اجتماعها في الشهر الماضي.

وأكد البيان أنه في ضوء ما أقرته اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية من مواقف وخطوات في اجتماعيها بتاريخ 28 مايو (أيار) و14 يوليو (تموز) الماضيين في الدوحة، فإنها استعرضت نتائج الاتصالات والمشاورات التي جرت مع مختلف الجهات المعنية بمتابعة التحرك العربي للاعتراف بدولة فلسطين وطلب العضوية الكاملة لها في الأمم المتحدة، كما تدارست اللجنة مختلف الإجراءات القانونية والسياسية الواجبة اتباعها خلال الفترة المقبلة والمتعلقة بالتحرك العربي في الأمم المتحدة، وأنها خلصت بعد التداول إلى النقاط الأربع التي أقرتها.

إلى ذلك، تحدث الدكتور نبيل العربي عن تأييد واسع في مختلف دول العالم للتوجه نحو الأمم المتحدة. ونقلت وكالة الأنباء القطرية «قنا» عن العربي قوله، في اجتماع الليلة قبل الماضية إن «هناك مؤشرات مشجعة جدا وإن هذا التوجه سيكلل بالنجاح». وانتقد «مرحلة التفاوض العقيم (مع إسرائيل) التي استمرت سنوات عدة والتي تؤدي فقط إلى إضاعة الوقت»، واعتبر أن «اللجوء إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة يمثل الطريق الشرعي الوحيد».