حفلات في كل أنحاء أميركا احتفالا بميلاد رئيسها الـ50

أوباما استغل المناسبة لإعادة إطلاق حملته الانتخابية.. وميدفيديف أول المهنئين الدوليين

أوباما يحيي عمدة شيكاغو رام إيمانويل خلال حفل نظم للاحتفال بعيد ميلاد الرئيس وجمع التبرعات في شيكاغو الليلة قبل الماضية (رويترز)
TT

عرف عن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، حبه للسفر خارج العاصمة والتواصل مع الشعب الأميركي، من خلال لقاءات خاصة مع الناخبين. لكنه لم يتمكن طيلة شهر كامل من الخروج من محيط واشنطن بسبب الصراع السياسي المحتدم بين الديمقراطيين والجمهوريين حول رفع سقف الدين الأميركي، إلا أنه بعد توقيعه اتفاق اللحظة الأخيرة لإنقاذ الاقتصاد الأميركي من الإفلاس يوم الثلاثاء، استعد لسفرته الأولى منذ أكثر من شهر، وكانت شيكاغو مدينته ومحطة انطلاق مشواره الرئاسي.

والليلة قبل الماضية، كانت شيكاغو محطة إعادة إطلاق الحملة الانتخابية الجديدة لعام 2012 لأوباما، حيث وعد مناصريه بـ«التغيير»، شعار الحملة الانتخابية لعام 2008. فقد شهدت هذه المدينة حفلة من بين حفلات عدة نظمها فريق حملة أوباما الانتخابية لمناسبة مهمة، هي عيد ميلاد الرئيس الخمسين الذي احتفل به أمس. وأرسل جيرمي بيرد، رئيس الحملة الانتخابية الوطنية لأوباما، رسائل إلكترونية عدة تحث مؤيدي أوباما على إقامة حفلات منزلية للاحتفال بعيد ميلاد الرئيس الأميركي في منازلهم وجمع التبرعات له. وخلال احتفال، أول من أمس، دمج أوباما بين الاحتفال بميلاده وإعادة حماس مؤيديه استعدادا للانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012.

وقال أوباما إنه يوم فاز بالانتخابات الرئاسية عام 2008 « قلت لكم لن تكون الأمور سهلة، قلت إن تلك النقطة لم تكن نهاية الرحلة بل بدايتها»، وذلك في إطار حثه أنصاره على إكمال الرحلة معه من خلال إعادة انتخابه العام المقبل.

واعترف أوباما بأنه لم يتوقع المصاعب التي واجهته، قائلا: «علمنا أن الطريق سيكون صعبا وأن التسلق سيكون منحدرا، ولكن علي الاعتراف بأنني لم أعلم أنه سيكون بذاك الانحدار».

وتحدث أوباما عن التحديات، قائلا: «بينما ننظر إلى الأمام، نعلم أن هناك الكثير من العمل أمامنا، لدينا الكثير من العمل».

وكان أحد أبرز السياسيين الذين ساعدوا أوباما على الوصول إلى الرئاسة إلى جواره، مساء أول من أمس، كبير موظفيه السابق رام إيمانويل، الذي فاز بانتخابات عمدة شيكاغو.

وبينما كان أوباما في شيكاغو يلتقي بمناصريه في الحفلة التي انتهت بغناء المغنية الأميركية جنيفر هادسون أغنية «عيد ميلاد سعيد» لأوباما، شارك المئات من مؤيدي أوباما بالاحتفال من خلال لقاء معه عبر دائرة تلفزيونية.

وفي واشنطن، اجتمع بيرد مع عدد من مؤيدي الحزب الديمقراطي، مساء أول من أمس، لتوضيح مسار الحملة الانتخابية وجذب مؤيدين جدد للحملة. وقال بيرد: «عملنا لبناء هذه الحملة من خلال التنظيم الشعبي.. أكثر هدية سيقدرها» أوباما.

ويعتبر أوباما من أصغر الساسة في واشنطن اليوم، وعندما سئل خلال اجتماع مع وزرائه، أول من أمس، كيف سيتعامل مع العقد الجديد من عمره، أجاب: «سأسأل بعض الحاضرين هنا».

وصغر سن أوباما من بين العوامل التي جعلت الشباب ينجذبون إليه ويشاركون بنسب تاريخية في الانتخابات السابقة، وهي شريحة ما زال يعول عليها في الانتخابات المقبلة. كما أنها الشريحة الأكثر نشاطا على الإنترنت، وهي الوسيلة التي استطاع أوباما تكريسها لصالحه ويعول عليها مجددا.

واعتبر أوباما خلال التجمع الذي عقد في الوقت نفسه عبر الإنترنت مع نحو 1100 مجموعة دعم في جميع أنحاء الولايات المتحدة، في الأول من ثلاثة تجمعات مماثلة يعتزم تنظيمها على التوالي، أن انتخابات 2012 «قد تكون على بعض الأصعدة أهم من الانتخابات الأخيرة».

وتابع: «لمستم هذا الأسبوع مدى القسوة التي ستتسم بها بعض هذه المعارك. ومن الأساسي تماما أن تبقوا جميعا محفزين»، في إشارة إلى أزمة العجز الأميركي ورفع سقف الدين.

وهتف الحضور لأوباما متمنين له عيد ميلاد سعيدا، وتجمعت الحشود على طريق موكبه لإلقاء التحية عليه حين عبر شوارع شيكاغو ليلا، بينما وقف أيضا محتجون رفعوا لافتات تدعوه إلى وقف عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين. وبعدما استند أوباما إلى حركة تأييد شعبي كبيرة، وشبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت، لحمله إلى البيت الأبيض في فوز ساحق فاجأ التوقعات، تراجعت شعبيته الأسبوع الماضي إلى 40 في المائة، بحسب تحقيق أجراه معهد «غالوب».

ودفع نحو 1700 شخص ما لا يقل عن 50 دولارا للمشاركة في هذا التجمع الأقرب إلى المهرجانات الانتخابية في مسرح اراغون. وانتقل أوباما بعد اللقاء مع الحشود إلى قسم آخر من المسرح ذاته للمشاركة في حفل عشاء مع نحو مائة ممول دفع كل منهم 35800 دولار لمجالسة الرئيس.

وقال معاونو أوباما إن الرئيس سيقوم لاحقا هذا الشهر بجولة في حافلة على ولايات الوسط الغربي من الولايات المتحدة التي تعاني من البطالة، مما سيساعد على تحديد ملامح حملته الانتخابية التي تزداد تعقيدا.

ودخل أوباما عقده الخمسين على متن طائرة الرئاسة «إير فورس وان»، حيث دقت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل وهو في طريق عودته إلى واشنطن.

ووصفه أحد المرافقين له في السفرة بأن «مزاجه كان جيدا» بعد التواصل مع مؤيديه مباشرة. وعندما وصل إلى واشنطن هتف عدد من موظفي البيت الأبيض «عيد ميلاد سعيد سيدي الرئيس»، ليبتسم أوباما ويحييهم.

وما عدا اجتماعه الصباحي الدوري لاستعراض آخر التطورات الداخلية والخارجية مع كبار مستشاريه، كان جدول أوباما الرسمي أمس خاليا من المواعيد الرسمية، كي يحتفل بشكل خاص مع عائلته بعيد ميلاده. وعادت ابنة أوباما الكبرى ماليا إلى البيت الأبيض، أمس، بعد أن كانت في ناد صيفي، لتنضم إلى الاحتفالات العائلية.

وكان الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف أول المهنئين الدوليين بعيد ميلاد أوباما، حيث اتصل به أول من أمس «ليتمنى له عيد ميلاد سعيدا»، حسب الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني. واستغل ميدفيديف المناسبة لمطالبة أوباما بدعم جهود روسيا للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية. وحرص كارني على التوضيح أن المكالمة الهاتفية حملت الرسالتين في آن واحد. وهذا العام هناك شخص لن يشارك أوباما باحتفالات عيد ميلاده، وهو الصحافية الأميركية اللبنانية الأصل هيلين توماس. فتوماس، الصحافية المخضرمة التي استقالت العام الماضي بسبب تصريحات ضد إسرائيل، تشارك أوباما نفس يوم الميلاد، مع فارق 41 عاما.

وكان أوباما قد قدم كعكة لهيلين قبل عامين في غرفة المؤتمرات الصحافية للبيت الأبيض، والتقى يومها بعدد من الصحافيين، ولكن لم يكن متوقعا أن يقوم بظهور علني هذا العام.