روما تطلب من الناتو توسيع مهامه لتشمل إغاثة زوارق المهاجرين من ليبيا

وفاة العشرات على متن مركب جراء الجوع والعطش

سائحات في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية يعاينّ امراة محمولة على نقالة بعد وصول زورق يحمل لاجئين فارين من ليبيا، مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلنت الحكومة الإيطالية أنها تريد أن تناقش مع حلف شمال الأطلسي توسيع مهمته لتشمل إغاثة زوارق المهاجرين الذين يبحرون من ليبيا، كما طلبت التحقيق في حالة لم يتدخل فيها الحلف لإغاثة مركب، غداة مأساة جديدة.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية فقد أعلنت وزارة الخارجية في بيان أنها ستطلب من الحلف الأطلسي إجراء تحقيق رسمي بشأن الجدل القائم حول عدم تقديم المساعدة إلى زوارق اللاجئين الفارين من ليبيا.

ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية عن مصدر في وزارة الخارجية أن السلطات الإيطالية طلبت تدخل سفينة تابعة للحلف كانت على بعد 27 ميلا (50 كلم) من مركب جانح ينقل لاجئين، ولكن لم تتم الاستجابة لطلبها.

ووصل المركب أول من أمس إلى لامبيدوزا وعلى متنه 300 لاجئ. وأكد عدد من اللاجئين أن العشرات منهم توفوا نتيجة الجوع والعطش خلال الرحلة وأنهم قاموا بإلقاء جثثهم في البحر. وتحدثت امرأة مغربية حتى عن مائة قتيل، بحسب ما نقلته عنها وكالة الأنباء الإيطالية.

ونفى ديفيد تايلور المتحدث باسم الحلف الأطلسي في نابولي، أن يكون الحلف رفض التدخل، مؤكدا أن «الحلف يستجيب ويتدخل باستمرار في الحالات الطارئة في إطار القانون الدولي»، وأضاف أن «قيادات سفن الأطلسي على علم بهذه القوانين وتتصرف ضمن القواعد المرعية الإجراء بشأن عمليات الإغاثة في البحر».

ولكن فرانكو فراتيني طلب في بيانه وبصورة رسمية بدء مناقشات داخل الحلف الأطلسي لتوسيع مهمته لتشمل إغاثة سفن اللاجئين.

وأعرب وزير الخارجية فرانكو فراتيني عن الأمل في «مواءمة تكليف مهمة حماية المدنيين في ليبيا (...) لضمان حماية وإغاثة أولئك الذين يضطرون بسبب المعارك إلى الفرار على متن زوارق مجازفين بحياتهم».

وقال مسؤولو خفر السواحل الإيطالي أمس إنهم فشلوا في العثور على أي أثر للعشرات من المهاجرين الذين لقوا حتفهم عندما جنح الزورق، وبدأت عملية البحث بعدما قامت السلطات الإيطالية بإنقاذ مجموعة تضم نحو 300 مهاجر في وقت متأخر ليلة الخميس على بعد نحو 90 ميلا بحريا (166 كلم) من جزيرة لامبيدوسا جنوب البلاد، وعثر أيضا على جثة رجل على ظهر الزورق.

وقال بعض المهاجرين الذين كان يعاني العديد منهم من الجفاف إن نحو مائة من الركاب، من بينهم الكثير من الأطفال، توفوا خلال الرحلة وجرى إلقاء جثثهم في البحر.

وقال انتونيو مورانا وهو مسؤول بخفر السواحل لقناة «سكاي تي جي 24» الإخبارية التلفزيونية بعد عدة ساعات من استئناف عملية البحث صباح أمس: «عمليات البحث باستخدام المروحيات لم تعثر على أي جثث»، حسبما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.

واعتقلت السلطات الإيطالية رسميا أمس أيضا ستة رجال وهم أربعة صوماليين ومغربي وسوري بتهمة قتل مهاجرين اثنين يزعم أنهم ضربوهما حتى الموت على زورق كان يقل لاجئين في وقت سابق الأسبوع الحالي.

واعتقل الرجال الستة بعد اكتشاف 25 جثة على ظهر زورق غادر ليبيا مطلع الأسبوع الماضي يحمل نحو 300 شخص.

إلى ذلك، أطلقت قوات العقيد الليبي معمر القذافي صواريخ على سفينة حربية بريطانية تقف قبالة الساحل الليبي هذا الأسبوع أثناء قيامها بمساعدة حلف الأطلسي في حملة القصف، حسب ما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس.

وصرح المتحدث باسم الوزارة أنه «لحسن الحظ فقد سقطت الصواريخ بالقرب من السفينة، ولم تشكل تهديدا حقيقيا»، مضيفا أن هذه هي المرة السادسة التي تتعرض فيها السفينة المدمرة «إتش إم إس ليفربول» لنيران من الساحل منذ بدء دورياتها في تلك المنطقة قبل أربعة أشهر.