الحياة تعود إلى شرم الشيخ بعد رحيل مبارك عنها

توقعات بتدفق السياحة وبرامج جديدة لاجتذاب السائحين

TT

تنفست مدينة شرم الشيخ، أحد المنتجعات السياحية المهمة على البحر الأحمر، الصعداء، وبدأت تستعيد هدوءها الذي افتقدته طيلة فترة مكوث الرئيس المصري السابق حسني مبارك بمستشفاها الدولي.

وتوقعت مصادر فندقية بجنوب سيناء أن تشهد إجازة عيد الفطر المبارك إقبالا من السياح المصريين والعرب على شرم الشيخ، وأن التحسن في السياحة الأجنبية سيعود تدريجيا خاصة بعد رحيل الرئيس السابق حسني مبارك عن المدينة ونقله إلى المركز الطبي على طريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوي حتى يكون قريبا من مقر محاكمته بأكاديمية الشرطة.

ورغم تأكيد الكثير من الفندقيين بشرم الشيخ أن التحسن الملحوظ في حركة السياحة الأوروبية لن يظهر إلا مع بداية موسم الشتاء في أول نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل فإن هناك شعورا بالارتياح في أوساط المستثمرين والسياح بعد رحيل مبارك عن المدينة.

يقول هشام علي رئيس جمعية المستثمرين بجنوب سيناء: «بدأنا نشعر بالارتياح بعد رحيل مبارك، لم يكن يمكن لأصحاب المنتجعات السياحية تقديم برامج لجذب السياح في ظل الإجراءات الأمنية المشددة التي أحيطت بها شرم الشيخ منذ تنحي مبارك ووصوله إليها. فوجوده أصاب السياح بالقلق الشديد، نتيجة كثرة الحواجز الأمنية والمظاهرات الأسبوعية التي كانت تتم أمام مستشفى شرم الشيخ كل يوم جمعة أسبوعيا».

وأضاف هشام: «الوضع الآن عاد لطبيعته، وأصبح الهدوء يسيطر على المدينة، وبدأ أصحاب القرى السياحية في إعداد برامج جديدة لاجتذاب مزيد من السياح».

وقال مسؤول فندقي طلب عدم ذكر اسمه إن مغادرة مبارك لشرم الشيخ ستحقق خلال الشهرين المقبلين تحسنا سياحيا ملحوظا، وإن التحسن خلال هذه الفترة سيكون تدريجيا، ولن يكون الشعور به فوريا بالنسبة للسياحة الأوروبية والروسية على الأقل وذلك لانتهاء الموسم بالفعل وتوجه السائحين لقضاء الموسم بتركيا هذا العام.

وأضاف أن فترة توافد السياحة الأوروبية على شرم الشيخ تبدأ في مايو (أيار) وتنتهي في أغسطس (آب)، وهو ما قد فات وتم إلغاؤه خوفا من سلسلة الاعتصامات والمظاهرات التي كانت تحدث بصفة مستمرة بشرم الشيخ نتيجة استمرار وجود مبارك فيها منذ التنحي.

وقالت مصادر سياحية بالمدينة إن موسم السياحة هذا العام تضرر بنسبة تراوحت بين 50 إلى 60 في المائة بسبب وجود الرئيس السابق حسني مبارك في المدينة واحتجازه بالمستشفى الدولي على مدار ستة أشهر ماضية.

وأضافت المصادر أن انخفاضا حادا شهدته نسبة الإشغالات بالفنادق الكبرى في الفترة من منتصف فبراير (شباط) الماضي وحتى أول أغسطس حيث لم تتعد نسبة الإشغالات 50 في المائة.. وتوقع أسامة عبد الوهاب (40 سنة) صاحب بازار أن يحدث رواج سياحي مرة أخرى بشرم الشيخ خاصة بعد رحيل مبارك عن المدينة وأن ذلك لن يحدث مرة واحدة ولكنه سيأخذ وقتا حتى تعود السياحة إلى ما كانت عليه.

وأضاف أن منطقة خليج نعمة هذه مليئة بالبازارات وتعد مقصدا للسائحين لشراء الهدايا والتذكارات وكان يستقبل هو وغيره من البازارات أعدادا هائلة كل يوم، إلا أن ما حدث مؤخرا بمصر وإقامة الرئيس السابق بشرم الشيخ أدى إلى خوف السائحين وعدم إقبالهم على شرم الشيخ، وتسبب ذلك في تأثر دخله بشكل كبير كما أنه اضطر إلى خفض الأسعار التي كان يبيع بها العام الماضي لتقليل خسائره المادية.

وحققت مدينة شرم الشيخ العام الماضي دخلا للسياحة بلغ نحو 4.5 مليار دولار وذلك من دخل السياحة في مصر والذي بلغ نحو 14.7 مليار دولار، كما تراوحت نسبة الإشغال في الفنادق والقرى السياحية بين 75 إلى 80 في المائة في المتوسط.

ويقول حسام إبراهيم مدير أحد الفنادق إنه من المتوقع أن تزداد نسبة الإقبال تدريجيا لتصل إلى 60 في المائة، خاصة بعد رحيل مبارك عن شرم الشيخ وعودة الهدوء والاستقرار مرة أخرى.