اليمن.. الاشتباكات تعود إلى الحصبة بين قوات النظام وزعيم قبيلة حاشد

وزير يمني: صالح ما زال «الرئيس الشرعي»

متظاهرون يمنيون مناهضون للحكومة يجمعون الأموال لدعم الثورة خلال احتجاج للمطالبة بإطاحة الرئيس علي عبد الله صالح في صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

تجددت الاشتباكات، مساء أمس، بين القوات الموالية للرئيس، علي عبد الله صالح، وأنصار الزعيم القبلي، الشيخ صادق الأحمر، بعدما انهارت الهدنة التي سرت خلال الشهرين الماضيين إثر وساطة سعودية، هذا في وقت خرج فيه مئات الآلاف من اليمنيين في مظاهرات تطالب بإسقاط النظام وأخرى مؤيدة له.

وحسب شهود عيان في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، فان الاشتباكات تجددت قبيل الإفطار بتبادل إطلاق نار من أسلحة ثقيلة في حي الحصبة الذي يقع فيه قصر الشيخ صادق الأحمر، زعيم قبيلة حاشد، كما سمع دوي انفجارات عنيفة في المنطقة.

وقالت المصادر إن السوق العام في الحصبة التي بدأت الحياة تعود إليها مع قدوم شهر رمضان، خلت على الفور من الباعة الجائلين والمتسوقين بعد سماع إطلاق النار، وفي وقت لاحق من مساء أمس، أفادت مصادر مطلعة أن قوات الحرس الجمهوري قصفت منزل نائب رئيس مجلس النواب اليمن (البرلمان)، الشيخ حمير الأحمر، شقيق صادق الأحمر، بالمدفعية، ويقع المنزل في مدينة صوفان بشمال صنعاء.

وتزامن انهيار الهدنة في صنعاء بين صالح والأحمر، مع أول جمعة في شهر رمضان خرج فيها أكثر من مليون متظاهر في شارع الستين تحت مسمى «سلمية حتى النصر»، في إشارة إلى سلمية الثورة اليمنية وعدم انجرارها وراء العنف.

وكانت وساطة قادتها المملكة العربية السعودية، قبل شهرين، أفضت إلى توقف المواجهات المسلحة التي كانت تدور بين الجانبين في الحصبة بصنعاء، والتي أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة المئات.

وجاء تجدد الاشتباكات بعد يومين على تصريحات صحافية للشيخ الأحمر، قال فيها إن صالح لن يعود إلى الحكم طالما هو موجود، في إشارة إلى رفض الأحمر لبقاء صالح في الحكم، وجاءت تصريحات الأحمر بعد أن أكد عدد من قادة حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم أن صالح سوف يعود إلى اليمن فور تماثله للشفاء من الإصابات التي تعرض في محاولة الاغتيال التي تعرض لها داخل مسجد دار الرئاسة بصنعاء في الـ3 من يونيو (حزيران) الماضي.

وكان الجانبان، منذ أول من أمس، قد باشرا في استحداث تعزيزات عسكرية في المنطقة، حيث قامت قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي بإرسال تعزيزات إلى الحصبة، في حين قام مسلحو الأحمر بقطع عدد من الطرقات المؤدية إلى الحي الكبير وسط صنعاء.

وجاءت تصريحات مسؤولي الحزب الحاكم، إثر إعلان مصادر قانونية ومصادر معارضة، بأن الرئيس صالح بات فاقدا للشرعية لأنه بات عاجزا عن ممارسة الحكم لمدة شهرين، حسبما ينص الدستور اليمني.

وخرجت حشود كبيرة في نحو 16 محافظة يمنية إلى جانب العاصمة صنعاء، للتأكيد على سلمية الثورة حتى تحقيق كل مطالبها، وعلى مطلب رحيل «بقية أركان النظام»، في حين احتشد الآلاف من أنصار النظام في ميدان التحرير فيما سميت بـ«جمعة التراحم».

وعلى الصعيد السياسي، فقد نفى وزير الشؤون القانونية اليمني، الدكتور رشاد الرصاص، ما تم تداوله اليومين الماضيين، على نطاق واسع، من أن الرئيس علي عبد الله صالح «فقد شرعيته»، بعد مرور شهرين على عدم ممارسته للحكم، جراء عجزه بسبب الإصابة التي تعرض لها في محاولة الاغتيال التي استهدفته وكبار رجال الدولة اليمنية في الـ3 من يونيو الماضي بمسجد دار الرئاسة، حيث يؤكد المعارضون والقانونيون أن صالح بات فاقدا للشرعية.

وقال الرصاص في وسائل إعلام رسمية إن الرحلة العلاجية لصالح إلى السعودية «لا تعني خلو منصب رئيس الجمهورية»، حيث استغرب من «المزاعم التي تطلقها بعض الأطراف السياسية حول انتهاء فترة الرئيس دستوريا، كونه يعالج في الخارج لمدة وصلت إلى شهرين».

وأكد الوزير اليمني أن من يطلقون هذه المزاعم لا يستندون إلى نص دستوري وأن الرئيس صالح هو «الرئيس الشرعي وفقا لدستور الجمهورية اليمنية»، وقال الرصاص إن المادة (116) من الدستور اليمني التي تنص على أنه «في حالة خلو منصب رئيس الجمهورية أو عجزه الدائم عن العمل، يتولى مهام الرئاسة، مؤقتا، نائب الرئيس لمدة لا تزيد عن ستين يوما من تاريخ خلو منصب الرئيس، يتم خلالها إجراء انتخابات جديدة للرئيس».

وأضاف أن «الأحكام المستقاة من هذه المادة لا تنطبق على الواقعة التي نحن بصددها اليوم، إذ إن منصب رئيس الجمهورية لم يخل ولم يصب رئيس الجمهورية بعجز دائم، فهو ما زال يمارس عمله أثناء وجوده في الخارج، حيث استقبل الكثير من المسؤولين، منهم مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب وغيره، كما يصدر توجيهاته المستمرة إلى الحكومة».

على صعيد آخر، وفي ختام زيارته إلى اليمن، قالت مصادر أميركية بصنعاء إن مايكل فيكرز، وكيل وزارة الدفاع الأميركية لشؤون الاستخبارات، شدد، خلال مباحثات أجراها في صنعاء، على «خطر (القاعدة) المستمر على اليمن والمنطقة والولايات المتحدة»، وإنه أكد أن للولايات المتحدة واليمن «مصالح مشتركة قوية في مواجهة هذا الخطر وتتوقعان استمرار هذا التعاون الوثيق».

وقام المسؤول الأميركي البارز بزيارة إلى اليمن لم يعلن عنها من قبل، وذلك من أجل «التشاور مع المسؤولين اليمنيين حول العلاقات الثنائية».

وقد استفزت زيارة الجنرال الأميركي شباب الثورة في الساحات، حيث دانت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية ما سمته «استئناف الدعم العسكري الأميركي لبقايا العائلة (عائلة صالح)»، وأيضا «استخدام السلاح الأميركي لقتل المدنيين السلميين»، واستغربت اللجنة ما وصفته بـ«تناقض مواقف واشنطن».

وفي تطورات أمنية أخرى، قتل شخصان وأصيب 3 آخرون بجراح خطيرة، وذلك عندما قصفت قوات المنطقة الجنوبية سيارة في مدينة عدن، دون أن تتوفر معلومات عن طبيعة الحادث وحقيقته.