المالكي: الأسابيع القليلة المقبلة ستشهد موجة جديدة من الاعتراف بدولة فلسطين

قال لـ «الشرق الأوسط» إن هندوراس ستعلن اعترافها في 20 أغسطس الحالي لتضاف إلى 122 دولة أخرى

وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي (أ.ب)
TT

قال وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي لـ«الشرق الأوسط» إن الأيام والأسابيع القليلة القادمة ستشهد موجة من الاعترافات الدولية بدولة فلسطين. وسيتصدر هذه الدول التي ستعترف بالدولة الفلسطينية هندوراس وجنوب السودان. وحسب المالكي فإن هندوراس ستعلن اعترافها بالدولة الفلسطينية في 20 أغسطس (آب) الجاري رغم رد الفعل الغاضب من قبل تل أبيب.

واستدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية سفيرها من العاصمة الهندوراسية تيغو سيغالبا، تعبيرا عن هذا الغضب، بل وقررت إبقاءه في تل أبيب للتشاور، وذلك بعد إعلان هندوراس خلال محادثات جمعت الرئيس فورفيرو نوبي ووزير الخارجية الفلسطيني، نية بلاده التصويت لصالح الاستقلال الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية في سبتمبر (أيلول) القادم. وقالت وزارة الخارجية حسب موقع إلكتروني عبري «إن الإبقاء على السفير خطوة هدفها القول لهندوراس إننا نرى فيها دولة صديقة ومقربة جدا من إسرائيل ووقفنا إلى جانبها في لحظات ليست بالسهلة مطلقا، لذلك نشعر بخيبة أمل كبيرة من خطوتها خاصة أن الحديث يدور عن موضوع ذي أهمية وخطير جدا بالنسبة لإسرائيل».

وأعلنت جمهورية جنوب السودان أول من أمس أنها ستعترف بفلسطين كدولة مستقلة وذات سيادة معروفة بحدودها عندما تتقدم بطلب الانضمام إلى الأمم المتحدة، رغم الطلب الرسمي الذي تقدم به داني أيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي بعدم التصويت لصالح طلب انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة.

ونقل موقع إلكتروني عن وزير خارجية جمهورية جنوب السودان دينق ألور القول إن من مصلحة دولته الاعتراف بفلسطين وبإسرائيل بما أن الجانبين، اعترفا بجنوب السودان عقب إعلانه استقلاله في 9 يوليو (تموز) الماضي. وأضاف «موقفنا واضح سنعترف بأي دولة تعلن اعترافها بنا».

وردا على قرار وزارة الخارجية الإبقاء على سفيرها في هندوراس في تل أبيب، قال المالكي «يبدو أن على إسرائيل أن تبقي أكثر من سفير، لأننا مقبلون على موجة من الاعترافات بدولة فلسطين قريبا».

* وهل هذه الموجة ستتركز في قارة دون أخرى أم في مجمل القارات؟

- لا أريد التحديد ولا ذكر الأسماء بسبب ردود الفعل الإسرائيلية ومنعا للتحرك في محاولة لوقف موجات الاعتراف هذه. ولكني أؤكد مجددا أن الفترة القادمة ستشهد موجة من الاعترافات، التي ستعطي زخما كبيرا، للجهود الفلسطينية للذهاب إلى الأمم المتحدة.

* وكيف هو الحال بالنسبة للوضع في أوروبا؟

- نحن ما زلنا نتابع الوضع بشكل كبير.. كما أن الأوروبيين يناقشون الوضع داخليا. وسيواصل السيد الرئيس زيارته لهذه الدول، دول تغيرت فيها حكومات وذلك من أجل التأكد من عدم حدوث أي تغيير في مواقفها. كما سيزور دولا تلعب ادوار رئيسية في الاتحاد. وسأقوم شخصيا بزيارة بعض الدول التي زارها (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وجرى الحديث عن تغيير في مواقفها.. سنزور هذه الدول رغم تأكدنا من أنها لن تخرج عن الإجماع الأوروبي بشأن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.

* وهل في اعتقادك.. سيكون القرار الأوروبي موحدا أم أن كل دولة ستصوت حسب ما تراه مناسبا؟.

- رغم أننا نرغب في أن يكون هناك موقف جماعي وموحد لـ27 دولة، فإننا نعلم جيدا أن هناك بعض الدول وهي قليلة جدا ستحاول أن تعرقل مثل هذا الجهد لصالح الموقف الإسرائيلي، لذا فلن يكون هناك بد من أن تصوت كل دولة على نحو منفرد. ونحن سننسق مع الاتحاد الأوروبي بشأن نص مشروع القرار لكي نضمن أن تصوت كل دول الاتحاد لصالح القرار، ولن نعطي مبررا للاتحاد الأوروبي بعدم التصويت للقرار.

* لكن هل هناك دول أوروبية مضمونة التصويت لصالح القرار؟.

- لدينا قناعة بأن هناك مجموعة من دول الاتحاد التي سوف تصوت لصالح مشروع القرار.. ولكن سيبقى هناك دول سيعتمد تصويتها على نص وصياغة مشروع القرار.. ولهذا السبب سننسق معهم كي تنسجم صياغة القرار مع لغة الاتحاد الأوروبي، حتى نضمن خروج أي دولة من دول الاتحاد خارج الإجماع والتصويت لصالح مشروع القرار.

* وكم عدد الأصوات اللازمة لتمرير القرار في الجمعية العامة إذا ما زكى مجلس الأمن طلب الانضمام إلى عضوية الأمم المتحدة وعدم استخدام واشنطن لحق النقض (الفيتو)؟

- حسب الطريقة.. إذا ما توجهنا مباشرة إلى مجلس الأمن وطلبنا تزكية لطلب العضوية، إذا ما نجحنا في ذلك فإننا سنحتاج إلى 129 صوتا من أصل 193 عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

* ولكن وحسب الاعتراف الفلسطيني فليس هناك سوى 122 دولة تعترف بفلسطين..

- نعم لهذا السبب نحن نواصل التحرك.. ونصل إلى هذا العدد بعد موجة الاعترافات التي ستشهدها الأسابيع القليلة القادمة. فكلما زاد عدد الأعضاء الذين سيصوتون لصالح القرار خلق ذلك أجواء إيجابية لصالح مناقشة الموضوع على صعيد مجلس الأمن. وبالتالي فإننا سنعمل فيما تبقى من الوقت من أجل كسب أكبر عدد ممكن من الأصوات.

ورفض المالكي الكشف عن أسماء الدول التي تسعى السلطة للحصول على اعترافها وتأييدها في الأمم المتحدة، حتى كما قال لا يعرض أي دولة للضغوط التي قد تمارس عليها سواء من قبل إسرائيل أو غيرها والأهم غيرها على حد قوله دون أن يحدد هوية الغير (الولايات المتحدة).

* كم عدد الدول التي ستشارك في اجتماع دول الكاريبي المقرر في السلفادور في 17 أغسطس؟.

- أعتقد أن عدد الدول المشاركة سيصل إلى 19 وهي دول الكاريبي ودول أميركا الوسطى.

* وهل أنت شخصيا راض عن مجريات الأمور في هذا الصدد؟

- نعم نعم. وبإمكاني القول إن التحرك مستمر.. ومنذ اجتماع سفراء فلسطين في اسطنبول قبل أسبوعين لوضع استراتيجية للتحرك، وحتى الآن وأنا موجود في هذه المنطقة (الكاريبي) ولم أغادرها. فهذه مهمة في غاية الأهمية وأتابعها بكل دقة، وآمل أن تتحقق نتائج إيجابية قريبا.

* كم عدد دول أميركا اللاتينية والوسطى التي تعترف بدولة فلسطين؟

- كل دول أميركا الجنوبية تعترف بفلسطين باستثناء كولومبيا. وفي أميركا الوسطى فإن هناك دولتين تعترفان هما نيكاراغوا وكوستاريكا. وفي منطقة البحر الكاريبي يوجد هناك كوبا وجمهورية الدومنيكان فقط. وهذا يعني أن هناك عددا كبيرا من هذه الدول لا يعترف حتى الآن، ولهذا السبب نحن نركز جهودنا على هذه المنطقة لأنها ستشكل فارقا كبيرا، في حال أقدمت على الاعتراف. أنا استكملت اليوم زيارتي لسبع جزر في البحر الكاريبي.. وسنقوم بتقييم الوضع، قبل الاجتماع المقرر لكل دول الكاريبي في 19 أغسطس الجاري في السلفادور، ونأمل أن يتوصلوا إلى القرار المناسب في هذا الاجتماع بخصوص الاعتراف.