الأمن الفلسطيني سيدعم الحراك السلمي في سبتمبر ويمنع العنف.. والجيش الإسرائيلي لا يتوقع شيئا

رغم وجود استعدادات وسيناريوهات إسرائيلية «سوداوية»

TT

أكد اللواء عدنان الضميري المفوض السياسي العام والناطق الرسمي باسم قوات الأمن الفلسطينية، أن الأجهزة الأمنية ستمنع أي مظاهر للعنف في سبتمبر (أيلول) المقبل عندما تتقدم القيادة الفلسطينية بطلب ضم فلسطين للعضوية الكاملة في الأمم المتحدة، أو بعد ذلك.

وقال الضميري لـ«الشرق الأوسط»: «توجهنا واضح، هو دعم الموقف الرسمي الذاهب إلى الدولة بدعم شعبي سلمي. ليس لدينا تقدير يقود للعنف. سنمنع أي مظاهر له». واتهم الضميري إسرائيل بتبييت النية لافتعال مظاهرات، وقال: «سيحاولون افتعال العنف كما فعلوا قبل يومين في قلنديا، لكن، بتقديرنا، شعبنا لن ينجر، وسيعلن دعما سلميا لتوجه القيادة نحو الدولة».

وجاء حديث الضميري ردا واضحا على تقديرات إسرائيلية مختلفة وضعتها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، حول تطورات الموقف في الأراضي الفلسطينية في سبتمبر المقبل، تبدأ بمظاهرات كبيرة وعنيفة، ولا تنتهي باستقالة الرئيس الفلسطيني وحدوث فوضى.

ورغم هذه التقديرات المختلفة والمتباينة، فإن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي البريغادير يوآف موردخاي قال إنه لن تكون هناك حاجة إلى تعبئة وحدات للاحتياط خلال سبتمبر المقبل والأشهر التي تليه، وتوقع أن تمر هذه الفترة دون أحداث استثنائية. لكنه أكد استعداد الجيش لمواجهة أي احتمال، مؤكدا أن الجنود سيدافعون عن أنفسهم في حالة تعرضهم للعنف خلال أي مظاهرات.

وتحدث موردخاي للفلسطينيين قائلا: «لدي تجربة 25 عاما، والانتفاضتان الأولى والثانية جلبتا الدماء ولم تحققا أية نتيجة للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي». وأضاف أن «السلطة الفلسطينية وصلت خلال السنوات الأخيرة إلى قدرة للسيطرة على الشعب الفلسطيني ونحن نأمل أن يسود الاستقرار في سبتمبر وأكتوبر (تشرين الأول) والعام المقبل أيضا». وحديث موردخاي يدلل على وجود تخبط في التقديرات الإسرائيلية؛ إذ جاء هذا الحديث الواضح بعد يومين من إعلان شاؤول موفاز، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست الإسرائيلي، أنه يتعين على الجيش استدعاء قوات الاحتياط في سبتمبر المقبل، استعدادا لتبعات تصويت الأمم المتحدة. وقال إن هذا الاحتمال كبير باعتبار أن سبتمبر قد يتحول إلى حدث عنيف ومؤلم ونتائجه غير واضحة. وعلى أي حال، فإن الجيش الإسرائيلي، يستعد فعلا لمواجهة أي تطورات في سبتمبر، وقد تدرب على سيناريوهات مختلفة، بينما تعمل وزارة الدفاع على شراء أسلحة «غير قاتلة» للسيطرة على مظاهرات متوقعة.

وينتظر الجيش والشرطة صفقة أسلحة بقيمة 75 مليون شيقل تتضمن قنابل غاز، وحاويات مياه لتفريق المظاهرات بسعة 2.500 لتر، ومركبات ذات أجهزة لضخ المياه، ومسدسات من نوع «تايزر» المكهربة، وأجهزة تصدر أصواتا مزعجة لا تحتمل، وأخرى تطلق مواد ذات رائحة نتنة وهو السلاح المعروف بـ«ألبيكا». هذا السلاح سيكون إحدى المفاجآت التي تنتظر المتظاهرين، حسب وسائل الإعلام الإسرائيلية؛ إذ سيحصل الجيش الإسرائيلي خلال شهر على 23 جهاز «ألبيكا»، وهذا الاسم هو اسم حيوان مشهور بإطلاقه كمية كبيرة من البصاق ذي رائحة لا تحتمل.

وتعقيبا على ذلك، قال الضميري: «إنهم يحاولون تصدير الخوف، لكن موقفنا أكثر من واضح، كما قال الرئيس. إنها سلمية سلمية»