مصدر أمني في كركوك: الإرهابيون غيروا خططهم ويركزون على الخطف والاغتيال

المروحيات الأميركية تكثف طلعاتها على مدار 24 ساعة فوق المدينة

TT

زادت في الفترة الأخيرة وتيرة النشاطات الإرهابية في مدينة كركوك وأخذت منحى جديدا بتركيزها على عمليات الخطف مقابل الفدية، فيما يبدو أن التنظيمات المسلحة بدأت تعاني من مشكلة التمويل المالي لمواصلة نشاطاتها في العراق. ويشير قائد محلي في كركوك إلى أن «القوى والمنظمات الإرهابية تغير من خططها بين فترة وأخرى حسب الفرص المتاحة أمامهم، ففي السابق كانت الهجمات الإرهابية تنفذ بسيارات مفخخة على الأكثر، ولكن في الفترة الأخيرة أخذت في مدينة كركوك طابعا جديدا، وذلك بالتركيز على عمليات الاغتيال، كما جرى بالنسبة لعدد من أبناء الطائفة الكاكائية، ومؤخرا تصاعدت وتيرة عمليات الخطف مقابل الفدية، وهذا دليل على أن تلك التنظيمات الإرهابية تعاني فعلا من مشكلة التمويل التي تحد من قيامها بعمليات كبيرة».

وقال العميد سرحد قادر، قائد قوات شرطة الأقضية والنواحي التي تتولى حماية أطراف المدينة من تسلل الإرهابيين وملاحقتهم، إن «هذه التغييرات في الخطط أملتها الصعوبات المالية، وكذلك تشديد القوات الأمنية الخناق على تلك المجموعات، فهم يحاولون التحرك بحسب الفرص المتاحة أمامهم، ولذلك يركزون حاليا على عمليات خطف الأشخاص والاغتيالات وهي عمليات لا تتطلب تغطيات مالية كبيرة، بل إنها ستعود لهم بمكاسب مالية، وخاصة أنهم يطالبون مقابل إطلاق المختطفين بمبالغ كبيرة».

وكانت مجموعة مسلحة قد اختطفت فتاة معوقة تدعى شيماء عدنان أمام منزل عائلتها في حي دور الري، وتنتمي إلى القومية العربية وطالبوا بفدية كبيرة مقابل إطلاق سراحها. وقال علي خليل، مسؤول فرع جمعية أقزام كردستان التي تنتمي إليها شيماء، إن هذه الفتاة اختطفت منذ أكثر من خمسة عشر يوما، وهي فتاة صغيرة ومن عائلة فقيرة جدا، حيث إن والدها موظف حكومي، وهم لا يملكون شيئا يسدون به حاجاتهم اليومية، فكيف يمكنهم تدبر مبلغ خيالي يفوق مئات آلاف الدولارات. وأعرب المسؤول المذكور عن استغرابه من خطف تلك الفتاة، وقال «هذه الفتاة معاقة وأمية تقضي معظم أوقاتها بين عائلتها ولا دخل لها بأي شأن سياسي، وإن اختطافها ظلم كبير لها ولعائلتها، لذلك نطالب المجموعة المختطفة بإطلاق سراحها لأنها فتاة فقيرة لا تضر أحدا».

وفي تطور لاحق وفي وقت تحدثت فيه مصادر عسكرية أميركية عن تكثيف دورياتها الجوية بواسطة المروحيات فوق أجواء مدينة كركوك وعلى مدار 24 ساعة يوميا، أبلغ العميد سرحد قادر «الشرق الأوسط» بأن المسلحين أطلقوا أمس ثلاث قذائف هاون على مركز أميركي في المدينة مما أدى بالقوات الأميركية إلى أن تكثف جهودها للبحث عن المهاجمين، وهناك عملية أمنية لتمشيط حي العروبة الذي يعتقد أن المسلحين أطلقوا منها تلك الصواريخ.

وحول تكثيف الطلعات الجوية الأميركية قال قادر «كانت هناك عدة مقرات عسكرية أميركية تم تسليم الكثير منها إلى قوات الجيش والأمن العراقي، وبقي هناك مقران فقط خارج حدود المدينة يستهدفان بين حين وآخر بهجمات الإرهابيين، ولذلك فإن المروحيات الأميركية تحاول السيطرة على الأجواء لمراقبة النشاطات الإرهابية، وهي ليست وحدها، بل إن المروحيات العراقية تشارك أيضا في الطلعات الجوية لمراقبة المنطقة». وكشف قائد شرطة الأقضية والنواحي في كركوك عن أنه «في إطار الاستعدادات الجارية لانسحاب القوات الأميركية من العراق بنهاية العام الحالي تم تشكيل لجان أمنية مشتركة من قوات الجيش العراقي والبيشمركة والشرطة المحلية بكركوك لتسلم المهام الأمنية في السيطرات الست بمداخل ومخارج مدينة كركوك، وأن قوات تعرف بـ(الأسد الذهبي) ستتولى من الآن فصاعدا مسؤولية إدارة تلك السيطرات وتتكون من 14 فردا لكل من الجيش والشرطة والبيشمركة».