«لواء اليوم الموعود» يتبنى سلسلة عمليات جديدة ضد القوات الأميركية

بالتزامن مع تفويض الحكومة إجراء مفاوضات بشأن إبقاء قوة أميركية بعد الانسحاب

TT

في الوقت الذي تعتزم فيه الحكومة العراقية البدء بمفاوضات مع الجانب الأميركي بخصوص إمكانية بقاء أعداد من الجنود الأميركيين بصفة مدربين للقوات العراقية بعد الانسحاب الأميركي، أعلن «لواء اليوم الموعود»، وهو الجناح العسكري للتيار الصدري بزعامة التيار الصدري مقتدى الصدر، وفي خطوة نادرة تنفيذه 16 عملية بعبوات ناسفة وصواريخ كاتيوشا ضد القوات الأميركية في عدد من المحافظات العراقية خلال الشهر الماضي. وقال بيان صادر عن هذا التنظيم حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أنه نفذ خلال يوليو (تموز) الماضي «عمليات في محافظات بغداد وديالى وذي قار وواسط وميسان والديوانية والنجف بعشر عبوات ناسفة وأحد عشر صاروخ كاتيوشا، مع صاروخ شديد الانفجار من نوع حيدر، استهدفت من خلالها آليات وقواعد الجيش الأميركي، إضافة إلى السفارة الأميركية في بغداد». وفيما يتم الإعلان للمرة الأولى عن استخدام صاروخ جديد اسمه «حيدر» فقد أكد البيان أن «العمليات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجنود الأميركيين، فضلا عن خسائر مادية». وبالتزامن مع صدور هذا البيان أكدت مصادر الشرطة العراقية أن صاروخا من نوع كاتيوشا أطلق أمس الجمعة على المنطقة الخضراء في بغداد والتي تضم مكاتب الحكومة ومقرات أعضائها فضلا عن مقر السفارة الأميركية التي كثيرا ما تقع الصواريخ التي تستهدف هذه المنطقة شديدة التحصين في محيطها أو بالقرب منها الأمر الذي دفع وزير الدفاع الأميركي الجديد ليون بانيتا إلى الإعلان خلال زيارته بغداد الشهر الماضي عزم واشنطن القيام بعمليات فردية ضد هذه العناصر متهما إيران بتدريبها وتمويلها لأغراض القيام بعمليات ضد القوات الأميركية في العراق.

ويأتي الإعلان عن هذه العمليات الجديدة التي نفذها اللواء المذكور في وقت انتهت فيه الكتل السياسية العراقية الأسبوع الماضي إلى جملة من القرارات مثلت نوعا من الانفراج بالنسبة للعملية السياسية كان أحدها الاتفاق على تخويل الحكومة البدء بمفاوضات مع الجانب الأميركي لتحديد مدى حاجة العراق إلى بقاء قوات أميركية فنية لأغراض التدريب وإعداد هذه القوات. وفي الوقت الذي وافقت فيه الكتل السياسية التي اجتمعت في منزل الرئيس العراقي جلال طالباني الثلاثاء الماضي على هذا التخويل فقد أعلن التيار الصدري تحفظه على هذه الفقرة. وفيما إذا كان هذا الأمر يبرر الاستمرار في المقاومة المسلحة فإن القيادي البارز في التيار الصدري بهاء الأعرجي كان قد أبلغ «الشرق الأوسط» أنه «في حال بقي الأميركيين وتحت أي ذريعة أو مبرر سواء لأغراض التدريب أو الصيانة أو أي شيء من هذا القبيل فإن المقاومة الإسلامية المسلحة سوف تستمر»، مشيرا إلى «وجود جهات مستفيدة من بقاء المحتل ولذلك فإنها تروج لنظرية حاجة العراق إلى مدربين أو عدم جاهزية القوات العراقية لمسك الملف الأمني».

وكان مقتدى الصدر قد هدد خلال شهر مايو (أيار) الماضي برفع التجميد عن «جيش المهدي» في حال وافقت الحكومة العراقية على التمديد للأميركان بعد عام 2011 إلا أنه عاد وقرر استمرار تجميده حتى في حال لم ينسحب الأميركيون من العراق مع البدء بسلسلة إجراءات تراوحت بين الترشيقية من خلال طرد العديد من العناصر التي تنتمي إلى التيار الصدري أو العقابية والتي تمثلت مؤخرا بمنع استخدام الأرائك والكراسي والمبردات في مقرات التيار الصدري وغلق هيئته الإعلامية لمدة شهر على خلفية نشرها صورا تتعلق بتوزيع مساعدات للفقراء والمحتاجين.

من ناحية ثانية، ذكرت مصادر بالجيش العراقي أن قواته قامت بالتعاون مع قوات أميركية فجر أمس بعملية أمنية استهدفت منزلا لشخص مطلوب في إحدى قرى شمالي مدينة بلد التابعة لمحافظة صلاح الدين التي مركزها تكريت (170 كيلومترا شمالي بغداد). وأبلغت المصادر وكالة الأنباء الألمانية أن الشخص المطلوب أمين عبد الله «وهو مطلوب للأجهزة في قرية الفرحاتيتة.