كردستان: دعوة إلى مقاطعة البضائع الإيرانية ردا على استمرار القصف المدفعي

سلطات الإقليم تمنع وصول وسائل الإعلام إلى مخيمات النازحين

مخيم للأكراد العراقيين الهاربين من القصف المدفعي الإيراني (أ.ب)
TT

في ظل استمرار القصف الإيراني لمناطق إقليم كردستان، والذي أدى إلى نزوح مئات العوائل الكردية في هذا الشهر الفضيل، والمعاناة اليومية لهذه العوائل التي تقضي شهر الصيام داخل مخيمات مؤقتة، دعت مجموعة من المنظمات المدنية إلى مقاطعة البضائع الإيرانية ردا على اعتداءاتها المستمرة على إقليم كردستان، في الوقت الذي منعت فيه السلطات الأمنية وصول وسائل الإعلام المحلية والدولية إلى جبل قنديل لمعاينة أوضاع المشردين هناك. وكانت 12 منظمة من منظمات المجتمع المدني قد عقدت اجتماعا في المركز الثقافي بمدينة شقلاوة لتدارس تداعيات القصف الإيراني المركز والمستمر لقرى الحدود، ورفعت مذكرة إلى قائمقام القضاء تدعو فيها إلى مقاطعة البضائع الإيرانية ردا على اعتداءات إيران المستمرة بالقصف المدفعي لقرى الحدود، كذلك قطع المياه عن نهر الوند في خانقين والذي يهدد حياة مئات الآلاف من المزارعين هناك.

وبحسب المصادر الرسمية الإيرانية والعراقية فإن حجم الصادرات الإيرانية من مختلف أنواع البضائع خصوصا المواد الغذائية يقترب من حدود عشرة مليارات دولار سنويا، مما سيجعل هذا الموقف (في حال تحقيقه) يؤثر على حركة الصادرات الإيرانية التي لم تتوقف طوال الأشهر الماضية رغم استمرار القصف الإيراني لمناطق الحدود وتحديدا مناطق الحاج عمران الحدودية والتي تدخل منها البضائع الإيرانية إلى كردستان والعراق. وفي حوارات أجرتها «الشرق الأوسط» مع عدد من تجار مدينة أربيل، أشار التاجر أحمد حسين، الذي يتاجر في المواد الغذائية المستوردة من إيران، إلى أن «هذه خطوة شجاعة، لو وافقت الحكومة عليها فمن الممكن أن تؤثر بشكل كبير على الموقف الإيراني العدائي ضد إخواننا من سكان القرى الحدودية، وأنا مستعد لوقف تجارتي مع إيران وتحويلها إلى تركيا في حال تطبيق هذه المقاطعة».

أما سيروان علي، تاجر الأجهزة والمواد الكهربائية بسوق «نيشتمان» في أربيل، فيقول «أقل واجب يمليه علينا ضميرنا هو مقاطعة البضائع الإيرانية، فمن غير المعقول أن تستفيد إيران من ملايين ومليارات الدولارات من تصدير بضائعها إلينا، في الوقت الذي تقتل فيه أبناءنا على الحدود، لو كان هناك مقاتلو حزب بيجاك لقبلنا أعذار إيران، لكن الجميع يؤكدون عدم وجود أي عنصر من الحزب هناك، والدليل أنه لو كان هناك فعلا وجود لمقاتلي هذا الحزب لكان بإمكانهم استهداف الشاحنات الإيرانية التي تأتي وتذهب ناقلة المواد بين إيران وكردستان، هذه حجج واهية لا يقبلها عقل أي إنسان، لذلك أضم صوتي إلى أصوات الآخرين في دعوة المقاطعة للبضائع الإيرانية».

في غضون ذلك، منعت السلطات الأمنية في السيطرات التابعة لقضاء بشدر الحدودي، دخول أي وسائل إعلام محلية أو دولية إلى مناطق جبل قنديل لمعاينة أوضاع المشردين هناك، حيث تفيد الأنباء المحلية بأن المئات من العوائل القروية تقضي أياما صعبة في ظل أوضاع التشرد والإقامة داخل مخيمات مؤقتة في ظل القصف الإيراني المستمر. ورغم أن حكومة الإقليم أدانت عمليات القصف ودعت الجانب الإيراني إلى وقفها، وتحدثت مصادر رسمية عن تشرد أكثر من 800 عائلة كردية من قرى الحدود ونزوحهم إلى المدن القريبة ونصب الخيم لبعض العوائل هناك، فإن قرارها بمنع وصول وسائل الإعلام إلى هناك غير مفهوم، خاصة أن عمليات القصف تلحق أضرارا بليغة بممتلكات المواطنين هناك، وقتل عدد من سكان تلك المناطق بسبب استمرار القصف المدفعي الإيراني.