الأمم المتحدة: الخرطوم تهدد بقصف طائرة أممية.. وكي مون ينقل احتجاجه لمندوب السودان في نيويورك

مسؤول سوداني يؤكد وجود مقبرة جماعية بكردفان تضم قتلى الحكومة والمتمردين

TT

كشف مسؤول سوداني النقاب عن حقيقة وجود مقبرة جماعية التقطت أقمار اصطناعية صورا لها بولاية جنوب كردفان المضطرب. واعتبر مسؤولون دوليون ومعارضون المقبرة تأكيدا لوجود جرائم حرب ارتكبتها القوات الحكومية بالإقليم في وقت شددت فيه الخرطوم على أن المقبرة تضم نحو 60 قتيلا من القوات الحكومية ومتمردي كردفان خلال معارك شرسة تجري حاليا في مدينة كادقلي الاستراتيجية. وفي غضون ذلك زادت المواجهات بين الحكومة والمتمردين، ونقل الأمين العام للأمم المتحدة احتجاج المنظمة الدولية على تهديد السودان بإسقاط مروحية تابعة لقوات حفظ السلام وتأخير إجلاء جرحى من القوات الإثيوبية بمنطقة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب.

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر السوداني تفاصيل جديدة حول حقيقة وجود مقبرة جماعية بمدينة كادقلي، عاصمة جنوب كردفان، التي تشهد حربا شرسة بين الحكومة ومتمردي الجيش الشعبي بزعامة عبد العزيز الحلو، في آخر تطورات حقيقة المقبرة التي أثارت الكثير من الجدل، وكانت مجموعة دولية يترأسها النجم السينمائي جورج كلوني أعلنت عن وجود مقبرة جماعية كأحد أدلة جرائم حرب في كردفان، لكن والي الولاية أحمد هرون نفى بشدة ارتكاب الجرائم، واستشهد بجمعية الهلال الأحمر التي أعلنت موقفها أمس على لسان أمينها العام عثمان جعفر، والذي أشار إلى «أن الجمعية دفنت جثث الموتى من جانب الحكومة، والحركة الشعبية وفقا للإجراءات والمعايير الدولية المتبعة التي تحفظ كرامة الإنسان، ومن أهمها توثيق الجثث قبل دفنها، وذلك بحضور الجهات المعنية ذات الصلة بجنوب كردفان». وقال جعفر، إن «عدد الجثث التي تم دفنها يبلغ 59 جثة منها 58 جثة لذكور، وجثة واحدة لأنثى»، مشيرا إلى أن عدد جثث المدنيين بلغ 11 جثة، من بينهم طفلان وامرأة واحدة، بينما يبلغ عدد جثث قتلى الحركة الشعبية والقوات الحكومية المقاتلة 48 جثة. ونوه بأن 55 جثة من تلك الجثث كانت متحللة. وتشدد الحركة الشعبية على ارتكاب الجيش السوداني جرائم حرب في جنوب كردفان بقتل مدنيين وتصفيتهم جسديا لأسباب عرقية وسياسية، وتعتبر شهادة جمعية الهلال الأحمر السوداني، وهي منظمة تصنف نفسها بالمستقلة بالغة الأهمية في ملف القضية الذي وصل إلى مجلس الأمن وبدأ في مناقشته. وفي السياق ذاته، أكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» استمرار معارك عنيفة بين القوات الحكومية ومتمردي كردفان بقيادة الحلو، بالقرب من مدينة كادقلي الاستراتيجية. وأشارت المصادر إلى أن المعارك انتقلت إلى مواقع عسكرية بمنطقتي بلنجة والأحيمر، ويستمر القتال منذ الثاني من يونيو (حزيران) في وقت يتبادل فيه الطرفان الاتهامات، ومزاعم تحقيق انتصارات عسكرية، إلى ذلك أجرى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اتصالا مع ممثل السودان في الأمم المتحدة نقل عبره استياءه من محاولة الجيش السوداني إطلاق النار على مروحية تابعة لقوات حفظ السلام، وتعطيل إجلاء ثلاثة من الجرحى الإثيوبيين جرحوا في انفجار لغم الثلاثاء الماضي بمنطقة أبيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين الشمال والجنوب. وقال مسؤول أممي كبير، إن «قوات الحكومة السودانية هددت بفتح النار على طائرة إجلاء طبي هليكوبتر كانت تحاول إجلاء ثلاثة جنود من قوات المنظمة الدولية لحفظ السلام لحقت بهم إصابات بالغة من منطقة أبيي المتنازع عليها، وأخرت إقلاعها ثلاث ساعات». وقال الآن لو روي، قائد قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام للصحافيين، إن «الجنود الإثيوبيين الثلاثة ماتوا». وكانت الأمم المتحدة قد أوصت بانتشار آلاف من القوات الإثيوبية التي بدأت عملية انتشارها بأبيي بعد أن طالبت الجيش السوداني بإعادة انتشار قواته إلى الشمال من المنطقة مثار الخلاف.