يشهد شهر رمضان بالسعودية خلال السنوات الأخيرة ظاهرة البازارات الرمضانية النسائية، التي توفر لهن كافة احتياجاتهن من أزياء عصرية وشعبية وعباءات تحاك بأيد سعودية مواكبة للموضة، وتأتي تلك البازارات في إطار عادة جرت عليها الجمعيات والمراكز الاجتماعية بالبلاد تستهدف تطبيق مبدأ التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع المحلي.
البازار كلمة أصلها فارسي استخدمت في لغات عدة كالأردية والتركية وكذلك استخدمت في اللغة العربية وكلها تستخدم للدلالة على السوق أو المكان الذي يجمع التجار ويقدمون فيه السلع والخدمات بأسعار منافسة، واشتق من هذا الاسم الأسواق الشعبية ومؤخرا أصبحت تطلق لفظة بازار في السعودية على السوق المؤقتة التي تعرض فيها البائعات في السعودية منتجاتهن.
فكرة البازارات في السعودية بدأت بتطبيق التكافل الاجتماعي في المجتمع، فكانت تقام بازارات تخصص جزءا من ريعها لإحدى الجمعيات الخيرية، ثم تطورت الفكرة إلى بازارات تدعم الأسر المنتجة التي لا تعتمد على المساعدات المقدمة لها من الجمعيات وإنما تنمي المواهب التي لديها وتستغلها لدفع الحاجة إلى الإعانات، ومؤخرا أصبحت الجمعيات الخيرية بنفسها تشارك في بيع منتجاتها الرمزية كالأكواب والأقلام التي تحمل شعاراتها ليكون ريع مبيعاتها بالكامل للمحتاجين.
الإقبال الكبير على البازارات جعل الشركات التجارية تستغلها، إما بالرعاية لها أو التسويق لمنتجاتها داخل المكان الذي تقام فيه، خصوصا أن أسعار تأجير مساحات العرض والطاولات تعرض بأسعار منافسة طوال فترة إقامة البازار، بالإضافة إلى تخصيص منظمي البازار مساحة لمقاهٍ تخدم الزائرات. تقام البازارات عادة في قاعات ومراكز مؤتمرات كبرى وبعضها يستأجر مساحة صغيرة داخل مراكز اجتماعية أو مراكز التسوق التجارية، وتقام عدة بازارات للطالبات داخل الجامعات والمعاهد لدعم وتحفيز السعوديات في زيادة إنتاجيتهن.
بعض البازارات أصبحت تخصص لغرض معين كمعارض الشوكولاته، التي تقام سنويا لعرض منتجات الشوكولاته للمحلات الكبرى التي تعرض الشوكولاته السويسرية والبلجيكية والفرنسية المستوردة، مع مشاركات محدودة من الشوكولاته المنتجة محليا من السيدات السعوديات، فضلا عن البازارات المخصصة للأعراس التي تلبي احتياجات العروس من أزياء وزينة وإكسسوارات، ومعارض الزهور ومعارض الأزياء التراثية. (تفاصيل محليات)