آلاف المصلين يتظاهرون في طرابلس بعد صلاة التراويح منددين بقتل الأبرياء في سوريا

نددوا بصمت الأنظمة العربية والإسلامية وانحياز الحكومة اللبنانية لنظام الأسد

مظاهرة في مدينة طرابلس تندد بالنظام السوري وقمعه للمواطنين (أ.ف.ب)
TT

لبى الآلاف من أبناء مدينة طرابلس دعوة التجمع العلمائي في شمال لبنان إلى مظاهرة ليلية حاشدة دعما للشعب السوري، و«تنديدا بما يتعرض له الأبرياء من قتل وإبادة وتنكيل في حماه وحمص ودير الزور ودرعا ومختلف المحافظات السورية، وعلى مرأى من العالم كله الذي لا يحرك ساكنا». وخرج نحو 20 ألف شخص بعد صلاة التراويح من مختلف مساجد طرابلس، وتجمعوا في ساحة التل؛ حيث تقدمهم أعضاء التجمع العلمائي وممثلون عن القوى السياسية والتيارات الإسلامية التي تشكل عصب الثقل الشعبي في المدينة. وألقيت كلمات خلال المظاهرة أدانت ما سمته «انحياز الحكومة اللبنانية إلى جانب نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد، وتشجيعه على المضي في جرائمه من خلال الموقف الذي اتخذه لبنان في مجلس الأمن الدولي». وندد الخطباء بـ«الصمت العربي حيال ما يجري في سوريا، وهو ما يشجع استمرار قتل المسلمين في سوريا وتزايد عدد الضحايا من الأطفال والأبرياء في شهر رمضان المبارك».

ولفت رئيس «هيئة علماء الصحوة الإسلامية» في لبنان، الشيخ زكريا المصري، إلى أن «العلماء وضعوا برنامجا للتحرك في رمضان، يهدف إلى مساندة الشعب السوري وتخفيف المآسي التي يتجرعها يوميا»، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «الحشد الشعبي الذي حصل ليل أمس (أول من أمس) في ساحة التل في طرابلس، الذي قدر عدد المشاركين فيه بما بين 20 و30 ألف شخص، أراد أن يوجه رسالة مدوية تعلن رفض المسلمين للظلم والقتل والتنكيل الذي يتعرض له المسلمون في سوريا على يد هذا النظام المجرم». وشدد على «تفعيل هذه التحركات، ليس في طرابلس فحسب بل في لبنان كله، وفي الدول العربية والإسلامية كلها، لعل ذلك يحرك الأنظمة في هذه الدول، وأن تمارس ضغطها على نظام بشار الأسد لوقف جرائمه أولا ومن ثم إسقاطه». وأكد أن «أئمة المساجد هم من يتولون الدعوة إلى التجمعات بحسب المنطقة التي يجري اختيارها والتي يعلن عنها في حينه». وأشار إلى أن «الناس كلها معبأة وغاضبة لما تشاهده في سوريا وهي تلبي الدعوة إلى التحركات والتظاهر باندفاع كبير». وقال: «نحن نرى أن هذا الإجرام الكبير، والطغيان الذي يمارسه حزب البعث ضد أهلنا وإخوتنا في سوريا الأسيرة، يحمل دلالات قرب سقوط هذا النظام الذي بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة، وما حركته العنيفة إلا كحركة المذبوح الذي لا يلبث أن يفارق الحياة».

أما نائب رئيس مجلس الشورى في «الجماعة الإسلامية» في لبنان، علي الشيخ عمار، فأعلن أن «الجماعة الإسلامية لا يمكنها إلا أن تتعاطف مع انتفاضة الشعب السوري، الذي يعاني منذ عشرات السنين من الظلم والاضطهاد والاستبداد والقمع والقهر، وهي تؤيد القرار الذي اتخذه السوريون بالتغيير بعد المعاناة الطويلة وحالة الخوف التي يعيشها، التي أضحت جزءا من ثقافته الاجتماعية». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «من الواضح أن الشعب السوري أخذ قرارا نهائيا بالتغيير والإصلاح الشامل، وقرر أن يخرج من سجنه ومن حالة الرعب التي يعيشها، ولذلك وأمام هذا العدوان السافر الذي يتعرض له السوريون العزل على يد رجال الأمن والجيش، وإزاء هذه المشاهد من الطبيعي أن نبدي تعاطفنا مع هذا الشعب ونكون جزءا فاعلا من أي تحركات لبنانية داعمة له ومؤيدة لقضيته». وأكد الشيخ عمار أن «كل الأساليب التي تمارس من قبل السلطات الأمنية أو السياسية لإخافة الشعب السوري ومنعه من استكمال مسيرته لن تثمر ولن يكون لها أي أثر على هذه الثورة العظيمة»، مؤكدا أن «المزيد من الدماء والمزيد من القتل لن يؤدي إلا إلى تأجيج الثورة التي تستعر يوما بعد يوم. ونحن لن نكون إلا إلى جانب إخواننا الثائرين في سوريا وأن نشجب الأساليب العدوانية التي تمارس بحقهم وبحق كل أبناء الشعب السوري».

بدوره، وجه مؤسس التيار السلفي في لبنان، الشيخ داعي الإسلام الشهال، دعوة إلى الجميع «للمشاركة في المظاهرات المطالبة بوقف الظلم الذي يمارَس ضد الشعب السوري»، وتوجه إلى حلفاء سوريا في لبنان بالقول: «عليكم واجب أن تقولوا لهذا النظام أن يكف عن ارتكاب المجازر والعنف بحق الشعب السوري لكي لا يلحقكم العار إلى قبوركم». وإذ أعرب عن استغرابه للصمت العربي حيال ما يجري في سوريا، وتطرق إلى موقف لبنان في مجلس الأمن بالنسبة للنأي بنفسه عن البيان الذي أدن العنف بسوريا، قال: «ربما لبنان لديه وضع خاص، لكن الوضع الخاص يتمثل بالحرية التي يتمتع بها لبنان، لكن مثلما يجب أن تكون هناك مراعاة للنظام السوري يجب أيضا أن تكون هناك مراعاة للشعب السوري».