المعارضة اللبنانية تصف قرار لبنان النأي بنفسه عن إدانة سوريا بـ«غير الأخلاقي»

نائب عوني: أين مصلحة لبنان في اتخاذ موقف تجاه سوريا بينما هناك صمت عربي؟

TT

اعتبرت المعارضة اللبنانية أن قرار لبنان النأي بنفسه عن بيان مجلس الأمن الذي أدان قمع النظام السوري لشعبه، «غير أخلاقي ومنحاز إلى النظام السوري»، في وقت وصف فيه الموالون القرار بأنه «صائب ويمثل عين العقل». ورأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن «ما يحصل مع الحكومة الجديدة هو أن البلد أصبح في وضع غير طبيعي على رأسه حكومة غير ‏طبيعية»، وسأل «كيف تسمح الحكومة اللبنانية لنفسها بإعطاء التعليمات لبعثة لبنان في مجلس الأمن بالتصويت بهذا الشكل؟ وهل تستطيع هذه الحكومة أن تتحمل مسؤولية عزل لبنان وجعله هامشيا وخارج المجموعة الدولية؟ وما هي الصورة التي ستأخذها بقية الدول أو أي مواطن عادي عن لبنان؟»، وقال «أنا شخصيا الصورة التي ارتسمت لدي هي أن لبنان كأنه جرم صغير يدور في فلك النظام السوري».

من جهته، وصف عضو «الجماعة الإسلامية» النائب عماد الحوت موقف الحكومة اللبنانية في مجلس الأمن الدولي بأنه «غير أخلاقي»، وأشار إلى أن «الحكومة خالفت اتفاق الطائف وخالفت مبدأ الحيادية وانحازت في موقفها إلى النظام السوري، وهذا الموقف أقل ما يقال فيه إنه موقف غير أخلاقي»، وسأل: «هل هناك إنسان يقبل من منطلق حقوق الإنسان والأخلاق بأن يوجه الرصاص الحي إلى صدور الشعب (السوري)؟». وأضاف «يجب على لبنان أن ينحاز إلى الشعب السوري تطبيقا لاتفاق الطائف وتطبيقا للقيم التي تعودنا عليها، ويجب أن تساعد الحكومة اللبنانية بالضغط على النظام السوري لكي يوقف الخيار الأمني ضد شعبه»، آملا بأن «تعود الحكومة اللبنانية في الأيام القادمة عن قرارها، والرجوع عن الخطأ فضيلة».

وأبدى نائب رئيس حركة «التجدد الديمقراطي» مصباح الأحدب أسفه لأن «يتخذ لبنان في مجلس الأمن موقفا ملتبسا حيال القضية السورية»، لافتا إلى أن «المؤسف أكثر هو تبرير رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بطريقة غامضة هذا الموقف الذي يجب أن يكون واضحا». وقال «هذا الموقف لا يحتمل الالتباس، إذ إنه ليس موقفا سياسيا بل هو موقف إنساني، فهل يجوز السكوت على الدماء البريئة التي تسيل في سوريا؟»، داعيا الحكومة إلى أن «تتخذ موقفا إنسانيا واضحا في هذا الأمر».

في المقابل، رأى وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب، أن «الموقف اللبناني في مجلس الأمن هو موقف مسؤول ينأى بلبنان عن التطورات الإقليمية، وكذلك عن الواقع الحساس في المعطيات الداخلية». وأشار إلى أن «المرحلة الدقيقة التي تعيشها المنطقة تفترض بكل القوى السياسية الالتفاف حول الدولة من أجل تجنيب لبنان المخاطر الكثيرة التي تلوح في الأفق، وعلى الجميع أن يرتقي إلى مستوى المسؤولية الوطنية التي هي وحدها التي تحمي لبنان وتعزله عن الصراعات التي تعصف بالمنطقة». وأبدى دياب خشيته من أن «كل محاولة لإقحام لبنان في هذه الصراعات تحمل في طياتها حسابات شخصية أو ذاتية ولا تقيم وزنا لمصلحة الوطن»، مشددا على «أهمية دور المعارضة بشرط أن تكون نابعة من الحرص على المصالح الوطنية العليا، وبخاصة في مثل هذا الظرف الدقيق للحيلولة دون استدراج لبنان إلى مشكلات المنطقة».

وسأل عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب إبراهيم كنعان «أين مصلحة لبنان الآن في اتخاذ موقف تجاه سوريا فيما هناك صمت عربي؟»، وقال «علينا اليوم أن نراقب ما يحصل لأنه يهمنا، وموقف لبنان الرسمي هو عين العقل، وعندما يقول لبنان أريد أن أنأى بنفسي فهذا حقه من كثرة ما دفع من الأثمان، كما أن الموضوع السوري يختلف تماما عن الموضوع الليبي فلا يمكن أن يكون موقف لبنان في مجلس الأمن تجاه ليبيا هو نفسه تجاه سوريا، وليس من مصلحتنا أن ندخل كطرف بالنسبة إلى ما يحصل في سوريا».