إيران تنفي إرسال شحنة أسلحة لسوريا.. بعد إعلان تركيا ضبطها

صالحي يؤكد أن بلاده تدعم المطالب المشروعة للشعوب ومن بينها السوري

TT

نفت إيران أمس إرسال شحنة أسلحة إلى سوريا بعد يوم على إعلان تركيا اعتراضها شحنة أسلحة كانت متجهة من إيران إلى الأراضي السورية. وقال وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي أمس «إن إثارة مثل هذه الأنباء تهدف إلى تسميم الأجواء وإثارة الشكوك»، بحسب ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية. وأضاف أن «الإعلام المغرض أثار قبل هذا أن هناك قوات من إيران وحزب الله تتواجد في سوريا، إلى غير ذلك من الأنباء التي يروج لها الغربيون، وهي بعيدة عن الواقع ومجانبة للحقيقة وتفتقد إلى الموضوعية والمهنية». وقال متسائلا «إذا كان الأمر كذلك فلماذا لا يثبت الغربيون ذلك بالأدلة والوثائق؟»، متابعا «إنهم يثيرون مثل هذه الإشاعات ضد إيران للتغطية على فشلهم وتبرير مواقفهم المتناقضة من الثورات الجارية في دول المنطقة».

وأكد وزير الخارجية الإيراني أن «سياسة بلاده تدعم المطالب المشروعة للشعوب سواء كانت في سوريا أو في مصر أو في تونس أو في أي مكان آخر لكنها ترفض في الوقت نفسه التدخل الأجنبي الذي يريد ركوب موجة المطالب الشعبية لإثارة الفتن وحرف ثورات الشعوب بالاتجاه الذي يخدم المصالح الغربية والصهيونية».

وكان وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو قد أعلن أول من أمس ضبط شحنة الأسلحة، بحسب وكالة أنباء الأناضول التركية التي تديرها الدولة. وعندما سئل أوغلو عن تقرير أفاد بأن السلطات التركية اعترضت شاحنة تحتوي على أسلحة، قال: «لدينا هذه المعلومات وتجرى التحقيقات اللازمة.. سأدلي بمعلومات مفصلة عندما تقتضي الضرورة».

وجاء ذلك بعد نشر صحيفة «سودويتشه تسايتونج» الألمانية يوم الخميس، نقلا عن مصادر دبلوماسية غربية، قولها إن تركيا أوقفت تسليم الشحنة.

وفي مارس (آذار) الماضي أبلغت تركيا لجنة تابعة لمجلس الأمن الدولي بأنها صادرت شحنة أسلحة كانت إيران تحاول تصديرها في انتهاك لحظر سلاح تفرضه الأمم المتحدة. وفي 23 مارس، أي بعد نحو أسبوعين على بدء الانتفاضة السورية، أعلنت مصادر تركية أن السلطات عثرت على أسلحة وذخائر على متن طائرة شحن إيرانية أرغمت على الهبوط في ديار بكر (جنوب شرقي تركيا) للتحقق من حمولتها، كما تم توقيف طاقمها.

وقال مصدر أمني تركي إن الطائرة وهي مدنية من طراز «إليوشين» هبطت في مطار ديار بكر بأوامر من السلطات التركية التي قامت بعمليات تفتيش بعد الاشتباه في أنها تنقل معدات عسكرية أو غير مرخص لها.

ورد حينها المتحدث باسم السفارة الإيرانية في أنقرة، بحسب وكالة أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية، ونفى «إجبار» الطائرة على الهبوط، مؤكدا أن هبوطها كان «أمرا طبيعيا». وشدد على أن «هبوط الطائرة تم بتنسيق سابق». وكانت تلك ثاني طائرة شحن إيرانية ترغم على الهبوط في تركيا للتحقق من حمولتها في أقل من أسبوع. وكانت السلطات التركية قامت قبل أسبوع من توقيف الطائرة، بتفتيش طائرة متوجهة من طهران إلى حلب قبل أن تسمح لها بالسفر مجددا لكن دون الإشارة إلى أي وضع غير طبيعي. وجاءت تلك الحادثة بعد أيام من مصادرة السلطات الماليزية مواد يعتقد أنها تستخدم في تصنيع الأسلحة النووية على متن سفينة كانت متجهة إلى إيران من الصين.