السفير الأميركي في صنعاء: مفاوضات غير معلنة لنقل السلطة في اليمن

مدير عام مطار صنعاء ينفي توقف حركة الطيران في المطار إثر اشتباكات الحصبة

جنود يمنيون يوقفون سيارة في نقطة تفتيش على طريق مؤد إلى حيث يعتصم يمنيون مطالبون برحيل نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في صنعاء أمس (أ.ب)
TT

ذكرت مصادر إعلامية يمنية أن السفير الأميركي في صنعاء جيرالد فايرستاين كشف خلال حفل إفطار نظمته السفارة الأميركية في منزل السفير في صنعاء مساء الجمعة مع بعض وسائل الإعلام عن وجود مفاوضات جدية لنقل السلطة في اليمن. وأشار سفير الولايات المتحدة إلى أن الإدارة الأميركية، وعلى لسان الرئيس أوباما، قد «وجهت دعوة صريحة للرئيس صالح بالشروع في عملية نقل السلطة»، مشيرا إلى «أن ذلك يتوقف على حوار مسؤول وبنّاء بين الأطراف السياسية المختلفة وعلى قاعدة المبادرة الخليجية وجهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر».

وكشف السفير الأميركي بصنعاء، عن مؤشرات إيجابية لمفاوضات تجري بصورة غير معلنة بين السلطة والمعارضة في اليمن، مؤكدا في الوقت ذاته أن بلاده تدعم عملية نقل السلطة بشكل سلس وآمن، نافيا انحياز واشنطن إلى الرئيس علي عبد الله صالح ونظامه كما يتهمها الشباب المحتجون وأطراف في المعارضة. وبشأن وجود اتصالات بين النظام اليمني وقيادات تكتل اللقاء المشترك المعارض، شدد السفير الأميركي على أن هناك مفاوضات وليس مجرد اتصالات، وقال: «هناك مفاوضات خاصة بين نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والرئيس الدوري للقاء المشترك ياسين سعيد نعمان، وهناك إشارات إيجابية».

وبشأن ما يطرح من أن الإدارة الأميركية مهتمة بملف الإرهاب في اليمن أكثر من اهتمامها بملف الديمقراطية وأنها في سبيل ذلك تتمسك بالرئيس صالح ونظامه الذي يتهمه البعض باستخدام «القاعدة» كفزاعة لكسب مواقف دولية، أشار فايرستاين إلى أنه لا علاقة لموضوع الإرهاب بموقف واشنطن من النظام اليمني، مؤكدا أن خطر «القاعدة» في اليمن شيء ملموس وواضح وليس فقط مجرد تضخيم من قبل النظام اليمني، وقال: «هناك تنظيم واتصالات نحن على علم بها، وهناك عناصر من (القاعدة) في اليمن تنتمي لجنسيات سورية وسعودية ومن جنوب شرقي آسيا». وعبر السفير الأميركي بصنعاء عن أسفه لما حدث من تجدد للمواجهات في منطقة الحصبة (شمال العاصمة صنعاء) بين القوات الحكومية ومسلحين قبليين من أنصار زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر، مؤكدا أن اليمن يتجه إلى وضع كارثي إذا لم يحتكم الجميع للحوار ويحكّموا صوت العقل. وأشار السفير الأميركي إلى الفروق بين الحالتين اليمنية والسورية، حيث قال السفير «الوضع في سوريا مختلف، فهناك نظام يمارس قمعا وحشيا ضد شعبه وقد سقط حتى الآن أكثر من 2000 قتيل وآلاف الجرحى، وفي يوم واحد فقط قتل النظام السوري 150 محتجا في مدينة حماه، أما في اليمن فلا يمكن مقارنة ما يجري فيه بما يحصل في سوريا، المخرج للأزمة اليمنية والطريق الوحيد لإحداث التغيير ونقل السلطة يمكن فقط عبر الحوار». جاء ذلك فيما يدور حديث في أوساط المعارضة عن تشكيل مجلس عسكري يضم أقرباء الرئيس صالح وعددا من المقربين منه بعد مغادرة صالح اليمن للعلاج في المملكة العربية السعودية في الرابع من يونيو (حزيران) الماضي، لإدارة شؤون البلاد خلال فترة غيابه. وكان القيادي في المعارضة ورئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني محمد سالم باسندوة قد اتهم أقرباء الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالإمساك بزمام الأجهزة العسكرية والأمنية الحساسة.

وعلى خلفية الاشتباكات التي تجددت بين القوى الأمنية وعناصر مسلحة مؤيدة للشيخ الأحمر في صنعاء، الجمعة، نفى ناجي المرقب مدير عام مطار صنعاء الدولي ما ذكرته بعض وسائل الإعلام عن توقف حركة الطيران في المطار وتحويل الرحلات الواصلة إلى صنعاء إلى أكثر من مطار خارج العاصمة، وأكد المرقب في تصريح خاص لـ«26 سبتمبر نت» الحكومي أن حركة الطيران من وإلى المطار تسير بشكل طبيعي، وقال «إن المطار استقبل يوم أمس (الجمعة) الجمعة 17 رحلة وغادرت منه 17 رحلة، واليوم (السبت) غادرت منه رحلة لطيران السعيدة في تمام الواحدة إلا 5 دقائق صباحا متوجهة إلى مدينة عدن».