حمص تتحول إلى «جبهة عسكرية».. والسوريون تابعوا مظاهراتهم بعد صلاة التراويح ليل الجمعة

عشرات الدبابات تنتشر في الأحياء الطرفية لدير الزور.. واستمرار حركة النزوح الكثيفة

أهالي حمص يشيعون قتيلا من جمعة «الله معنا» في حي السباع أمس
TT

انتشرت عشرات الدبابات والآليات العسكرية في الأحياء الطرفية لمدينة دير الزور (شرق)، بينما تحولت مدينة حمص (وسط)، التي شهدت انتشار تعزيزات عسكرية، إلى جبهة، بحسب ما قال ناشطون أمس. وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية أن «نحو 250 دبابة ومدرعة انتشرت في 4 مناطق في مدينة دير الزور». جاء ذلك في وقت سجلت فيه المظاهرات في مختلف المدن والبلدات والقرى السورية تصاعدا في عدد المشاركين مساء أول من أمس الجمعة بعد صلاة التراويح.

وأوضح عبد الرحمن أن الآليات العسكرية توزعت «خلف حي بور سعيد وفي حي الحريقة وبجانب الحريقة وجانب مقر الأمن السياسي وفي منطقة المطار». كان المرصد قد أكد، أول من أمس، أن مدينة دير الزور في شرق سوريا تشهد، منذ الأربعاء، حركة نزوح واسعة النطاق تكثفت الخميس، وذلك خوفا من هجوم وشيك قد تشنه قوات الجيش على المدينة المحاصرة.

كان شيوخ القبائل في دير الزور قد تعهدوا بمواجهة أي اعتداء ينفذه الجيش على منطقتهم، بحسب ما أظهر شريط فيديو نشر على «يوتيوب» بدا فيه شيوخ القبائل يتحدثون حول مواجهة عملية عسكرية محتملة. ويظهر الشريط ما يبدو أنه اجتماع لشيوخ القبائل يتحدثون فيه عن مفاوضات مع السلطات لإطلاق المعتقلين وسحب الجيش الذي يحاصر مدينتهم.

وفي وسط البلاد، أضاف مدير المرصد أن مدينة حمص «كانت أشبه بجبهة حتى الصباح». وقال إن المدينة «شهدت انتشارا مكثفا لمدرعات الجيش وعربات مدرعة وسيارات تابعة للأمن في حي باب السباع»، مشيرا إلى أن «السكان يسمعون أصواتها في الطرقات». ونقل المرصد عن ناشطين في المدينة أن «إطلاق الرصاص استمر في غالبية أحياء حمص من دوار باب الدريب والفاخورة الإنشاءات والفوطة والقرابيص حتى الساعة الثامنة صباحا (5.00 تغ)». وتابع: «كما استمر إطلاق النار بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة في حي بابا عمرو حتى الصباح».

وأكد أحد سكان مدينة حمص لـ«الشرق الأوسط» حدوث إطلاق نار عشوائي على البيوت، وقال: «أذهلني خروج مظاهرة كبيرة في حي باب السباع يوم الجمعة بعد صلاة الظهر وبعد صلاة التراويح، على الرغم من أن الحي ما زال محاصرا بالدبابات». وأضاف أنه بعد يوم حافل بالمظاهرات في مختلف الأحياء، تعرضت حمص، مساء الجمعة قبل منتصف الليل بساعة، إلى قصف عشوائي على المنازل، مشيرا إلى أن إطلاق نار كثيفا استمر حتى ساعة متأخرة. وقال إن تشييع حمزة درويش في باب السباع الذي قتل يوم جمعة «الله معنا»، تحول إلى مظاهرة أمس.

وفي مدينة الرستن، التابعة المحافظة حمص القريبة من مدينة حماه، تظاهر أهالي الرستن، مساء أول من أمس، وهتفوا لنصرة حماه ودير الزور، داعين لإسقاط النظام. وفي مدينة السلمية، القريبة من الرستن، اعتصم الأهالي بمشاركة نسائية كبيرة عند قبة تامر، دون أي وجود أمني واحتجوا على محاصرة حماه ودير الزور ودعوا لإسقاط النظام.

وفي ريف دمشق بث ناشطون مقطع فيديو عن إضراب عام في بلدة عربين، أمس، حدادا على سقوط 7 قتلى يوم جمعة «الله معنا». وفي دمشق خرجت مظاهرات في الميدان عقب صلاة التراويح في جامع منجك بحي الجزماتية.

يأتي ذلك بينما قال ناشطون إن عدد قتلى جمعة «الله معنا» ارتفع إلى 22 شخصا، بينهم سبعة سقطوا أثناء المظاهرات التي جرت بعد صلاة التراويح، بينما جرح أكثر من 50 برصاص رجال الأمن. وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان، عبد الكريم ريحاوي، لوكالة الصحافة الفرنسية: إن مظاهرات جمعة «الله معنا» أسفرت عن «مقتل 22 شخصا، بينهم 15 قتيلا سقطوا في مظاهرات ظهر أمس و7 قتلى سقطوا مساء أمس عقب صلاة التراويح».

وأشار ريحاوي إلى أن «عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود حالات خطرة بين الجرحى الذين تجاوز عددهم العشرات». وأوضح أنه «سقط أثناء تفريق مظاهرات ظهر أمس 15 قتيلا بينهم 7 في عربين (ريف دمشق) و3 في حمص (وسط) و3 في الضمير (ريف دمشق) وشخص في المعضمية (ريف دمشق) وشخص في نوى (جنوب)» في ريف درعا معقل حركة الاحتجاجات.

وأضاف أن «7 متظاهرين قتلوا برصاص الأمن الذين قاموا بتفريق مظاهرات، بينهم شخصان من حي نهر عيشة في العاصمة و4 أشخاص في حمص واثنان في الخالدية وشخص في حي العدوية وآخر في الفاخورة بالإضافة إلى شخص في دوما (ريف دمشق)».

يأتي ذلك بعد دعوة وجهها ناشطون للتظاهر وإلى اعتبار أن كل يوم في شهر رمضان هو يوم جمعة الذي كان موعد التظاهر الأسبوعي في البلاد. ونادى ناشطون على صفحة «الثورة السورية» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إلى تنظيم «الليلة وكل ليلة مظاهرات الرد في رمضان، كل يوم هو يوم الجمعة». وكتبوا على موقعهم «الله معنا فهل أنتم معنا؟».