محمود شمام لـ«الشرق الأوسط»: نتوقع انتفاضة كبيرة في طرابلس

مسؤول الشؤون الإعلامية بالمجلس الانتقالي: الثوار تجاوزوا صدمة اغتيال اللواء يونس

محمود شمام
TT

قال محمود شمام، المسؤول البارز في المجلس الانتقالي الوطني المناوئ لنظام العقيد معمر القذافي، إنه يتوقع حدوث انتفاضة كبيرة في طرابلس ضد النظام مع نهاية شهر رمضان وحلول عيد الفطر المبارك.

واعتبر شمام، وهو مسؤول الشؤون الإعلامية بالمجلس الوطني الليبي، في حوار مع «الشرق الأوسط»، عبر الهاتف، من مقره الحالي في الدوحة، أن ضواحي العاصمة طرابلس تعيش حالة اختناق تجعلها قادرة على الانفجار في أي لحظة، مشيرا إلى أن بعض المدن القريبة من طرابلس بدأت بالفعل في الخروج من تحت سيطرة وهيمنة القذافي وقبضته الأمنية وقواته العسكرية.

ووصف المعركة الراهنة بأنها معركة كسر العظام، مشيرا إلى أن الثوار يحققون تقدما عسكريا مطردا، بينما قوات القذافي وآلته العسكرية تتعرضان للتراجع.

ولفت شمام إلى أن الثوار تمكنوا من تجاوز صدمة اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس، القائد العام لهيئة أركان جيش تحرير ليبيا الوطني، الذي تعرض للقتل مؤخرا مع اثنين من رفاقه في ظروف مثيرة للجدل، مؤكدا أن المجلس الوطني شكل لجان تحقيق لكشف جميع الملابسات التي أحاطت بهذه الفاجعة، على حد قوله.

وأوضح أن مرحلة القتال بطريقة الكر والفر بين الثوار وقوات القذافي قد انتهت الآن، وأن «ما نشهده هو عمليات كر فقط يقوم بها الثوار في ظل عدم قدرة القذافي على استعادة الأراضي التي فقدها في مختلف الجبهات». وفيما يلي نص الحوار..

* كيف تقيم، الآن، الوضع العسكري على الأرض؟

- الوضع العسكري يتقدم ببطء، لكن بثقة كبيرة جدا. هناك ملحوظة منهجية وليست اعتباطية، وهي أن ما يتم الاستيلاء عليه من أراضٍ لا يتمكن النظام المنشق من استعادتها مرة أخرى، وبالتالي هناك تقدم على جميع المحاور تقريبا، سواء في جهة مصراتة أو زليتن أو مسلاتة، وفي الجبل الغربي أصبحت بعض قوات الثوار لا تبعد عن مدينة الزاوية أكثر من 20 كيلومترا فقط، وهكذا نستطيع أن نتحدث الآن أكثر من أي وقت مضى عن مشارف الزاوية وبئر الغنم، ونستطيع أن نتحدث عن محاور كثيرة في الجبل الغربي، والتقدم في البريقة مستمر، لكنه بطيء جدا بسبب عامل الألغام، وبالتالي نستطيع القول: إن الموقف العسكري يتقدم باستمرار، والشيء الملحوظ والمميز الآخر هو تزايد العمليات، على الرغم من محدوديتها في طرابلس بشكل يمثل تحديا كبيرا جدا للنظام المنشق على الأرض.

* هل نشهد الآن مرحة كر فقط، بدلا من مرحلة الكر والفر التي اعتدنا رؤيتها في السابق؟

- نعم. نرى مرحلة كر، ولم تعد هناك عمليات كر وفر. من الواضح جدا أن هناك هالك في الآلة العسكرية للقذافي، ونرى أن هناك محاولة مستميتة للتمسك ببلدة تيجي، على سبيل المثال، في الجبل الأشم، وهذا التمسك بهذه البلدة يأتي باعتبارها آخر المعاقل التي تفصل الثوار عن الطريق الساحلي، وبالتالي لا نجد أن هناك هجمات، كما كان يحدث في السابق، حتى الاستعمال المكثف بصواريخ غراد، في تقديري أصبح يخف كثيرا، وهو ما يدل على تهالك الآلة العسكرية للقذافي.

* هل هذا نتيجة تراجع قدرات القذافي أم حصول الثوار على سلاح وتحسن كفاءتهم؟

- نتيجة الأمرين معا، ولا شك أن هناك تراجعا كبيرا في قدرة القذافي العسكرية جاء مع تنامي قدرات الثوار، والأداء أكثر حرفية، إذا صح التعبير. التمرين ظهرت نتائجه في بعض الجبهات وأيضا بعض السلاح، ليس هناك سلاح نوعي حتى الآن، هو سلاح تقليدي، وما زال بعض الثوار يعانون نقص الأسلحة، وهناك بحر مستمر من المتطوعين. القذافي، كما يقال، ليس لديه مخزون بشري يستطيع أن يكمل به المعركة.

* هل معنى هذا أن الثوار تجاوزوا صدمة اغتيال اللواء الراحل عبد الفتاح يونس؟

- لا شك أن صدمة اغتياله كانت كبيرة، لكن ما أريد الإشارة إليه هو أنه في كل الثورات تحدث مثل هذه الأمور. ربما نحن في الثورة الليبية أقل الثورات التي بها صراع سياسي يحدث فيها مثل هذه الاختراقات. ما حدث للواء عبد الفتاح يونس أمر أليم ومفجع، وفاجعة لا شك فيها، لكن أهل الفقيد وقبيلته وزملاءه في السلاح تجاوزوا هذه الفاجعة من أجل الهدف الأسمى، أي تحرير الوطن، وهذا لا يعني أننا لن نمضي في عملية التحقيق. أنا من أنصار أن يمضي التحقيق بكل قوة، وأن يصل إلى كل ما يجب أن يصل إليه. إذا لم نقدم تحقيقا شفافا وإذا لم نقدم الجناة إلى العدالة نكون قد خذلنا مستقبل بناء الدولة التي نريدها قائمة على القانون والعدالة.

* لكن بعض أعضاء المجلس الانتقالي متهمون بالتورط في عملية اغتيال يونس؟

- هناك لجنة تحقيق إدارية شكلها المجلس الوطني الانتقالي، تحقق في الإجراءات الإدارية التي اتخذت، وربما قادت إلى هذه الفاجعة. وهذه اللجنة ستقدم تقريرها عما قريب، كما سمعنا، وهناك لجان تحقيق جنائية ولديها صلاحيات كاملة وستصل إلى قلب الحقيقة عما قريب. وإذا كان هناك أي متورط من أي جهة سيلاقي محاكمة عادلة أو تحقيقا عادلا حتى تكشف كل الأسباب التي أدت إلى هذه الفاجعة.

* هل انتهت فكرة خروج القذافي من ليبيا بشكل آمن؟

- أعتقد أن الوقت مضى على هذه المسألة وتجاوزها الزمن، والمعركة هي معركة كسر العظام، وستنتهي بشكل عسكري. ربما ستحدث انتفاضة كبيرة في طرابلس. هذا ما نأمله ويسعى إليه الطرابلسيون والشباب منهم على وجه الخصوص. دعنا ننتظر ونرَ ما يمكن أن يحدث خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

* هل تتوقع حدوث شيء في أفق عيد الفطر مثلا؟

- نعم، أتوقع ذلك؛ لأن طرابلس محتقنة وضواحيها والمدن القريبة منها أصبحت تخرج عن سيطرة النظام، وبالتالي نتوقع أن يحدث شيء كبير بإذن الله في نهاية شهر رمضان.