مستشار للمالكي يكشف عن دعوة من بارزاني لنشر القوات الأميركية في كردستان

مسؤول كردي لـ «الشرق الأوسط»: الأمر يحتاج إلى مفاوضات بين بغداد وواشنطن

TT

كشف مستشار لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن «هناك مقترحا من رئيس إقليم كردستان يدعو إلى تثبيت جزء من القوات الأميركية في كردستان بعد انسحاب معظم تلك القوات من العراق بنهاية العام الجاري»، مشيرا إلى أن «دعوة بارزاني تأتي في إطار المخاوف الكردية حول المناطق المتنازع عليها، فبارزاني يريد أن تعالج مشكلة تلك المناطق وفقا لتنفيذ المادة 140 الدستورية قبل أي انسحاب أميركي من العراق».

وقال عادل برواري، مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون إقليم كردستان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «تزامنا مع الحديث الدائر حاليا حول انسحاب القوات الأميركية بغضون نهاية العام الحالي من العراق، فإن رئيس الإقليم مسعود بارزاني تقدم بمقترح يقضي ببقاء جزء من تلك القوات في العراق وتثبيتها في إقليم كردستان لحين تنفيذ المادة 140 من الدستور المتعلقة بتطبيع أوضاع المناطق المتنازع عليها»، مضيفا أن «بارزاني أثار هذا الموضوع مع كثير من القيادات الأميركية التي زارته بمقره في صلاح الدين، وكذلك أثناء زيارة سيادته إلى واشنطن، إلى جانب بحثه مع الكثير من القادة السياسيين في العراق».

ولتوضيح موقف رئاسة الإقليم من هذا التطور المهم اتصلت «الشرق الأوسط» برئيس ديوان رئاسة الإقليم الدكتور فؤاد حسين، الذي أشار في تصريح خاص إلى أن «مسألة بقاء أو رحيل القوات الأميركية من العراق مرهونة باتفاقات تجري بين الحكومة الفيدرالية العراقية والجانب الأميركي، وفعلا جرت مناقشات عديدة من قبل الرئيس بارزاني مع القادة العراقيين حول هذه المسألة، خاصة على هامش الحضور المكثف لقادة الكتل السياسية العراقية في مراسم التعزية برحيل السيدة حمايل خان والدة الرئيس، وهي المشاورات والمناقشات التي تمخض عنها توصل القيادات العراقية إلى اتفاق بشأن تلك القوات في منزل الرئيس طالباني ببغداد». وأصاف حسين «فيما يتعلق ببقاء تلك القوات سواء كان ذلك في إطار القوات المقاتلة أو العاملة بمجال التدريب وتحديد أعدادها وطبيعة وجودها، فإن الأمر متوقف على المرحلة الثانية من المفاوضات والتي يجب أن تتباحث فيها الحكومة العراقية مع الجانب الأميركي لتحديد طبيعة تلك القوات، فهذه عملية متكاملة يجب أن تبحث من جميع جوانبها عبر المفاوضات، والحكومة العراقية هي التي تحدد طبيعة وأماكن وجود تلك القوات في حال وجود ضرورة تستدعي بقاء جزء منها داخل العراق».

من جهته أكد اللواء جبار ياور، المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات حرس الإقليم وأمين عام وزارة البيشمركة بحكومة الإقليم، أن «الحكومة العراقية لم تتوصل بعد إلى أي اتفاق مع الأميركيين بشأن بقاء أو رحيل القوات الأميركية من العراق، فالمسألة ما زالت تناقش على الصعد المختلفة، كان هناك فقط لقاء تشاوري بين الرئيس طالباني وقادة الكتل السياسية تمخض عن توجيه دعوة من المشاركين في اللقاء إلى الحكومة العراقية بتشكيل لجنة تفاوضية منها للتباحث مع الجانب الأميركي بهذا الشأن، فيما عدا هذه الدعوة ليس هناك أي تطور بهذا المجال، وعلى حد علمي لم نتلق نحن بوزارة البيشمركة أي طلب رسمي سواء من رئاسة الإقليم أو من رئاسة الحكومة الإقليمية بشأن وجود القوات الأميركية في كردستان».

وأشار ياور إلى أن «القوات الأميركية ليس لها أي وجود داخل إقليم كردستان حاليا، وينحصر الوجود الأميركي في المناطق المتنازع عليها عبر اللجان المشتركة من القوات الأميركية والجيش العراقي وقوات البيشمركة، وحتى هذه القوات انسحبت مؤخرا من تلك المناطق وسلمتها إلى أيدي القوات العراقية».